ربما يكون حلم الكثيرين ارتياد الفضاء والسفر إلى الكون الواسع حيث الكواكب والنجوم وروعة التكوين الإلهي للفضاء الرحب وما يكمنه من غموض ومغامرة وسكون، ولكن السير في الفضاء حلم آخر قد لا يراود البعض لما يمثله السير في الفضاء رغم التقنية الكبيرة من الخوف والرهبة من الحوادث العارضة التي قد تعتري أي رائد فضاء خلال تجواله في الفضاء، إلا أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بحمد الله ورعايته استطاع أن يسجل لدولة الإمارات العربية المتحدة حدثاً تاريخياً ليكون أول رائد فضاء عربي مسلم يسير في الفضاء في مهمة استمرت سبع ساعات تقريباً حيث تكللت بالنجاح في المهمة المناطة له في تركيب ألواح شمسية وهي من بين الأهداف الأساسية والمهام التحضيرية لهذه المهمة.

السير في الفضاء يتطلب شجاعة كبيرة وتركيزاً في أداء المهمة، وهذا لا يأتي من التدريب المستمر فقط، وإنما الإقدام والشجاعة من أساسيات وجوهر نجاح أي مهمة. والسير في الفضاء أجده من المهام الصعبة عندما يجد الشخص في مكان لا غرار له ولا مستقر فضاء واسعاً، لا أرض يقف عليها ولا جدار يستند إليه، وهذا حال رواد الفضاء دائماً، فهم في أمان الله يجوبون الفضاء من أجل العلوم والارتقاء بالعنصر البشري واستكشاف ما وراء الفضاء والإنسان، لا يهدأ ولا يستكين ويصر على أن يخوض في المجهول.

دولة الإمارات دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في علم الفضاء، واستطاعت بطموح وإرادة وثقة تامة أن تتسابق مع نفسها والدول الكبرى لتكون في المقدمة في علوم الفضاء كركيزة هامة أساسية لبناء المستقبل والاستثمار في الفضاء، وقد رسمت دولة الإمارات مستقبلها باستراتيجية واضحة لتكون دائماً في المقدمة في مختلف الميادين، والفضاء من أهم التحديات التي تصر دولة الإمارات على أن تتفوق فيه في كل مهمة فضائية، والموازنة بين تحقيق النجاح على الأرض والفضاء التحدي الكبير والتي تعد من مقومات الدولة الكبرى العظيمة تضاف إلى ذلك الثقة بالكوادر الوطنية وتشجعيهم في النهوض بالبلد، وغرس الطموح من أجل الإنسانية والمعرفة وتحقيق السلام واستكشاف الفضاء من أهم الأدوار التي تلعبها دولة الإمارات لتحقيق التنمية المستدامة من أجل الأجيال القادمة وبناء المستقبل.