دقت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ناقوس الخطر بتاريخ ٢ مايو من هذا العام عندما أعلنت أن الموعد النهائي لسداد الديون هو ١ يونيو، ويجب على الكونجرس بأن يتحرك لإقرار رفع سقف الدين العام، ليطلب حينها الرئيس جو بايدن بتاريخ ٩ مايو اجتماعاً مع أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي والجمهوري للوصول لصيغة توافقية لتمرير رفع سقف الدين الأمريكي، حيث يرى الديمقراطيون ضرورة ضخ الأموال في الرعاية الصحية والاجتماعية إضافة إلى المشاريع الخضراء ودعم أوكرانيا في صراعها مع روسيا، فيما يرى الجمهوريون ضرورة خفض المصروفات والتي تستنزف الاقتصاد الأمريكي.

وحسب صحيفة «فانيننشال تايمز» فإن الحزب الجمهوري والبيت الأبيض اللذين يمثلان الديمقراطيين يعملان على اتفاق محتمل بين الطرفين لتمرير سقف الدين والذي سيظهره اجتماع هذا الأسبوع من تفاهمات بين الطرفين، ولكن ما طبيعة هذا الاتفاق؟

الصحيفة لم تبيّن طبيعة الاتفاق الذي جرى بين الطرفين ولكن المتتبع للأحداث ينظر إلى أن النقطة المحورية التي يسعى إليها الجمهوريون هي وقف الدعم عن أوكرانيا لأن ذلك يستنزف الميزانية الأمريكية وبنفس الوقت يستنزف مخازن الأسلحة والمعدات والذخائر، وخاصة أن واشنطن وحسب تسريبات عدة في «وول ستريت جورنال» أن المجمع العسكري يعاني كثيراً.

غير أن صحيفة «مك ريو» الروسية نشرت الخطة الأمريكية المخيفة بشأن الصراع الروسي الأوكراني والتي تتواءم مع خطة البيت الأبيض بتخفيف الدعم لكييف، فقالت الصحيفة إن واشنطن تركز حالياً على أن يكون هناك هجوم مضاد لأوكرانيا ومهما كانت نتائجه فإنها ستسعى بعدها إلى تجميد الصراع إلى حين انتهاء الانتخابات الأمريكية ٢٠٢٤.

خلاصة الموضوع، أن البربوغندا لموضوع سقف الدين ما هي إلا فقاعة فارغة تهدف لانسحاب أمريكي من المستنقع الأوكراني الذي قامت بتمويله من ناحية الأسلحة والأموال أضف إلى ذلك المساندة العسكرية، واليوم تحاول واشنطن الخروج منه بذريعة أزمة سقف الدين العام، وبالتالي فإن الكونجرس وحسب المعطيات لا يمكنه التخلف عن إقرار رفع سقف الدين العام لأسباب تمس الأمن القومي الأمريكي والاقتصاد العالمي، فكلا الحزبين لديهما مصالح اقتصادية وشركات ضخمة ويحتاجان هذه الأموال من أجل تمويل برامجهما الانتخابية لرئاسة أمريكا ٢٠٢٤.