قد يكون الأمر صادماً وهناك الكثير ممن قد لا يصدقه أو أقله يستوعبه، لكنه يعتبر واقعاً وحقيقة والصدمة الأكبر أنها آخذة في التزايد، لدرجة أن المرأة العربية تصدرت عالمياً المركز الأول في هذه الظاهرة رغم التكتم الشديد عليها كونها تدخل في جانبين الأول أنه شيء معيب جداً ومحرج ولا يمكن التكلم عنه، ويجب أن يقبع في الصندوق الأسود لمجتمعاتنا، والجانب الآخر أنه قد يكون باباً للسخرية والتنمر لذا فإن ضحية هذه القضية مهما عانى وتألم لا يستطيع أن يشتكي أو يطالب بحقوقه أمام مجتمع مركز جداً على حقوق المرأة!

العنف العكسي كمفهوم والمقصود به ضرب الزوجات لأزواجهم وزيادة ممارسات العنف، والتعدي والشتم على الزوج في سلوك صادم يكشف وجود فئة من الزوجات تخلين عن مبادئ الأنوثة والرقة والنعومة في سبيل «تبريد خاطرهم» خلال وقت الأزمات والشجارات الزوجية، وهو مؤشر خطير بالطبع كونه يساهم في تفكيك العائلات وزيادة الاضطرابات النفسية عند الأزواج والأبناء حتى بات المشهد يشير إلى أنه قد نضطر في السنوات القادمة إلى تأسيس جمعيات ومراكز لحماية الرجل ودعم حقوقه!

يقول أحدهم: لماذا لا تتطرقوا لموضوع ضرب الأزواج لأزواجهم، هل معقول أن يكون هناك كائن يسمى امرأة والمفترض أنها زوجة تقوم بملاكمة الزوج وضربه ضرباً مبرحاً وبطريقة غير طبيعية؟ فيما تقول أخرى: أمام زيادة «مد يد زوجي علي» ووصولي إلى طريق مغلق معه إلى جانب أن كلانا يرفض الطلاق بسبب وجود أطفال صغار بيننا، فقد تحولت من كائن رقيق إلى شخص أخذ يتضارب معه ويدخل في معارك معه! وتضيف: اضطررت مرة وهو يقوم برمي نعال علي إلى كسر «بيالة الشاي» على رأسه! وهذا الكلام يعني أن هناك عدة أسباب لهذا العنف منها أن الزوجة تكون شخصيتها بالأصل ذكورية، أو بها جوانب سلوكية عنيفة أو أن السبب في تحولها إلى كائن عنيف هو الزوج، وأن ممارستها تأتي كـ«ردة فعل» وبالتأكيد هناك العديد من الأسباب النفسية والسيكولوجية الأخرى!

طبعاً هذه الممارسة القمعية لكرامة وكيان الرجل باتت تطبع بداخل نفسه آثاراً لا تزول منها الشعور بالضعف والعجز والنقص إلى جانب الخجل والكتمان، كما أنها تعزز قلة ثقته بنفسه كرجل إلى جانب العزلة عن المجتمع والناس مما يستدعي الحاجة لإيجاد حملات توعوية للمقبلين على الزواج، ودعم حقوق الرجل وسن تشريعات تحفظ كرامته وتحديداً الأزواج بالذات في القضايا المتداولة في أروقة المحاكم.