منذ العام 2011 شهدت الحالة الإقليمية تطورات امتدت آثارها لسنوات طويلة وظلت المنطقة تعاني من نزاعات وتدخلات بعضها في صورة واضحة مباشرة وأخرى تديره أصابع خفية. وتحولت المنطقة لساحات نزاعات وحروب بالوكالة وهو ما أثر على استقرار ونمو وازدهار المنطقة وأوصلها إلى ما آلت إليه.

فبعد سنوات الصراع والتمزق وصلنا إلى نتيجة محتمة أنه لا بد من وحدة الصف العربي ووقف النزاعات العربية العربية، وبناء سياسة جديدة قوامها لم الشمل وحماية المصالح المشتركة بين دولنا. وهذه النتيجة هي ما أكدتها كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في القمة العربية المنعقدة بالسعودية حين رحب جلالته أشد ترحيب بالمساعي العربية الجادة التي فيها «بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن».

اليوم بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية نتيجة نجاح الوساطة الصينية وستكون هناك فرصة أمام المنطقة برمتها لتوفير حالة من المصالحة والاستقرار وإغلاق ملف معقد ظل سنين طويلة يستثمر من قبل القوى الغربية لابتزاز دول المنطقة وتحقيق مكاسب اقتصادية.

وبعد عودة الشقيقة سوريا إلى حضنها العربي يبقى أمامنا ملف الحرب اليمنية الذي سينحسر بإذن الله مع طي صفحة الخلافات العربية الإيرانية. واستكمال مسيرة السلام للوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية بما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

والخلاصة أن المساعي العربية الجادة لوضع نظام إقليمي متجدد ومتوازن ستنقل المنطقة لحالة من الاستقرار والرخاء إلا أن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى مساعٍ عربية أخرى جادة لإنهاء كافة الملفات المفتوحة وفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية العربية ينظر فيها لتحقيق المصالح المشتركة بعيداً عن أي اعتبارات أخرى لنصل بمسيرة العمل العربي المشترك لتحقيق استقرار مستدام لشعوب المنطقة.