تقديري هو أن أي عاقلَين لا يمكن أن يختلفا على أن قول زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية «نجحنا في المعركة وصمدنا وأثبتنا أننا على استعداد لأن نخوض المعركة تلو الأخرى» لا يعبر عن الواقع لأن ما حصل هو أن إسرائيل دمرت في أيام قليلة أجزاء كثيرة من غزة وأوقعت الكثير من الضحايا والخسائر وأن النتيجة كانت بمثابة مائة هدف مقابل هدف واحد، ولأن الواقع والحقيقة يقولان إن كل مواجهة بين الطرفين لا يمكن أن ينتج عنها انتصار هذه الحركة أو غيرها من الحركات الفلسطينية على إسرائيل وأن الفلسطينيين هم الخاسر الأكبر دائماً. لهذا فإن تصريح النخالة يمكن تصنيفه في باب الاستخفاف بالعامة.

مؤلم القول إن إسرائيل من القوة بحيث لا تستطيع المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أن تنتصر عليها، ومؤلم القول إن إسرائيل من القوة بحيث لا يستطيع شاحنو المقاومة من الخارج ومن يطلقون على أنفسهم «محور المقاومة» أن ينتصروا عليها، لكن هذا هو الواقع الذي لا يمكن أن يتغير بتصريح عاطفي يصدر عن هذا أو ذاك، وهذه هي الحقيقة.

بناء عليه فإن كل من يقول إنه انتصر في المعركة الأخيرة أو ما قبلها أو أنه قادر على الانتصار على إسرائيل في المعارك المقبلة لا يعبر عن الواقع ويبيع الوهم خصوصاً إن كان يقول هذا وهو بعيد عن أرض المعركة لا يصله غبارها. في السياق نفسه يتم تصنيف قول زياد النخالة بأن «أي عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قوياً ومؤلماً» ذلك أن حركته ومن شاركته غرفة العمليات الموحدة خلال المواجهة الأخيرة خسرت الواحد تلو الآخر من قادتها بعمليات اغتيال لم تتوقف إلا بعد الاتفاق على الهدنة. وهنا لا يختلف عاقلان أيضاً على أن إسرائيل لن تتردد رغم كل الهدن في اغتيال كل قائد في المقاومة الفلسطينية يمكنها قنصه. تمكُّن اليمين المتطرف من حكم إسرائيل يؤكد هذه الحقيقة.