في خضم متابعتنا للانتخابات التركية في الجولة الأولى والتي احتلت جزءاً كبيراً من اهتمامنا بسبب حساسية الموقف وخصوصاً من مرشح المعارضة الذي كان يحمل أجندات تستهدف المستثمرين في تركيا وخصوصاً العرب منهم، وخلال فترة انتظار الجولة الثانية منها. كان السؤال الذي يطرحه البعض من غير المهتمين بالسياسة، لماذا كل هذا الاهتمام بالانتخابات الرئاسية التركية؟ إنها تركيا وليس بلدنا؟

ولماذا بالتحديد رجب طيب أردوغان؟ حقيقة الإجابة عن هذا السؤال لم تكن لتأخذ مني الوقت الكثير، حيث أخذتني الذاكرة لما قبل عقدين من الزمن وأكثر أي قبل ولاية أردوغان عندما كنا نخاف من السفر إلى تركيا لأسباب عديدة وعلى رأسها عدم الشعور بالأمن والأمان.

فقد جاء هذا السياسي التركي المحنك والذي كان مولعاً في صغره بكرة القدم حيث قادته الأقدار إلى أن يصبح زعيم وقائد شعبه وموحد كلمته وصفه. أما الآن فإنه ظاهر للعلن عن الأمن والأمان السائدين في البلاد ومكانة تركيا العالية على الخارطة السياسية. أما من الجوانب الأخرى فإن التطور العمراني والبنية التحتية والمواصلات والاتصالات وتوصيف تركيا كمحطة عملاقة لتخزين وتوزيع الحبوب والغاز عالمياً، والنهضة التجارية والطبية كلها كانت كفيلة بأن تنعكس إيجابياً على مظاهر السياحة. وأيضاً تحسين المستوى المعيشي بالرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها حكومة أردوغان في الآونة الأخيرة وانحدار الليرة التركية مقابل سعر الدولار بعد إعلان فوزه يجعل الأمر في غاية الصعوبة لديه. ولا نغفل عن الدور البارز الذي لعبته تركيا مع اللاجئين السوريين وغيرهم جراء الحروب المقامة في ديارهم.

نحن ننتظر فوز أردوغان لسبب أن برنامج المرشح المعارض موجه ضد المستثمرين العرب وخطاب الكراهية تجاه اللاجئين والترويج لثقافات وبرامج تعارض الفطرة الإنسانية. إضافة إلى أن برنامج المعارضة كان يحمل الكثير من الملفات الشائكة والكفيلة أن تضع تركيا في خانة سياسية عالمية غير محمودة.. فيمكننا القول «ربنا ستر من مستقبل وخيم غير مريح للمقيم والبعيد».