النصيحة التي لا يتردد أي عاقل عن توجيهها اليوم إلى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» هي أن عليهم الاستفادة من الأخطاء التي أوقعوا أنفسهم فيها خلال السنوات العشر ونيف الماضية وخسروا بسببها الكثير، وأن يتذكروا أن الصراخ والتهديد والوعيد وشحن العامة عبر وسائل الاتصال والتواصل لا يمكن أن ينفعهم؛ لأن الأحوال والظروف اليوم مختلفة تماما وكثيرا عن الأحوال والظروف التي كانت من قبل، ولأن الدولة أكثر قوة وتمكنا من إدارة أي أزمة يتم اختلاقها.

استغلال أولئك إجراءات الجهات المعنية بالأمن تطبيق القانون على من يعتبر قوله أو فعله تجاوزاً للقانون ومؤثراً على السلم الأهلي، واعتبار ذلك نقطة البداية للعودة إلى ما كان ليس في صالحهم، ولا يمكن أن يكون في صالحهم، يكفي القول إن ما قامت به تلك الجهات لا يخرج عن الذي ظلوا يطالبون به كثيراً وهو تطبيق القانون، إلا إن كانوا يؤمنون بأن تطبيق القانون على من يخصهم تجاوز له، وفي هذا تناقض رهيب لا يخدمهم ويخسرهم حتى المتعاطفين معهم.

ما ينفعهم كثيراً هو توقف أولئك الذين يدعون من الخارج إلى استغلال ما قامت به تلك الجهات لترسيخ القانون عن التحريض والشحن؛ لأن الاستجابة لتلك الدعوات من شأنها أن تعيدهم إلى المربع الأول في وقت يشهد العالم فيه كم ونوع الإنجازات التي تحققها الحكومة يوميا وتبشر بكثير من الخير لهذا الشعب.

القبول بحكم القانون هو ما ينبغي أن يؤمنوا به، ورفضهم استثناء من يشاؤون من ذلك هو ما ينبغي أن يوفروا به المثال على التزامهم بالمبادئ وبأنهم موضوعيون، فالقانون إن لم يطبق على الجميع فلا قيمة له، والنيابة العامة والمحاكم هي التي يمكن أن تبرئ المتهم وتعفو عن المتجاوز إن وجدت في القانون ما يخدم مثل هذا التوجه.

التوقف عن التحريض والإثارة والشحن في هذه الفترة على وجه الخصوص يصب في صالحهم ويخدم الشعارات التي يرفعونها.