تحذير أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله إسرائيل «من سوء التقدير» وقوله إن «أي خطأ قد يؤدي إلى حرب كبرى في المنطقة.. ستودي بها إلى الهاوية أو الزوال» يعني أن هذا الحزب قادر على إبادة إسرائيل أو على الأقل إضعافها وجعلها تموت بعد حين قصير. لهذا فإن السؤال الذي ينبري في اللحظة هو طالما أنه قادر على هذا الأمر وواثق من قدراته فلماذا لا يقدم عليه ويتخلص من إسرائيل ويخلص الفلسطينيين منها؟!

واقع الحال يؤكد أن ما قاله خالٍ من كل قيمة لأن الواقع يؤكد أنه لا هذا الحزب ولا ما صار يعرف بمحور المقاومة ولا من يتشدد لهم قادر على فعل ذلك لأن الواقع نفسه يؤكد بأن إسرائيل دولة قوية وتمتلك من الأسلحة ما لا تمتلكه تلك الأحزاب والميليشيات والدول التي تقف من ورائها وأن أمريكا ودول عديدة تساندها وتعتبرها خطاً أحمر، وهذا يعني أن ما قاله نصر الله يدخل في باب الضحك على الذقون وأن بضاعته مزجاة.

ما يردده نصر الله في كل حين لا يختلف عن الذي يقوله آخرون ويردده معهم الجمهور المغلوب على أمره في كل حين أيضاً وملخصه أن «الكيان الإسرائيلي في حالة تآكل داخلي وأنه سينتهي بعد قليل» لأن هذا الأمر أيضاً غير صحيح ويدخل في باب الضحك على الذقون . فما يحدث في الداخل الإسرائيلي لا يختلف عن الذي حدث ويحدث في دول أخرى، وهذا أمر لا يؤدي إلى زوال الدول، فالشعب الإسرائيلي الذي صار يخرج إلى الشارع منذ فترة ليس مطلبه زوال إسرائيل التي ينتمي إليها ويدافع عنها ويفديها وإنما مطلبه هو تراجع الحكومة عن قرار وتوجه وإجراء معين.

ما يقوله نصر الله ويقوله الآخرون المنفصلون عن الواقع هو نفسه الذي يقوله «القادة الفلسطينيون» وكلهم يعرفون أنه ليس إلا كلاماً يغطون به عجزهم وأنهم اعتمدوه لأنه يضمن لهم الاستمرار في لعبتهم.