قبل عدة أيام جاءني اتصال عبر «الواتسآب» من رقم لإحدى الدول الآسيوية، الشخص المتصل كان يتكلم معي بلغة عربية ركيكة وعرف نفسه بـ«محمد خالد البلوشي» من CID بنك البحرين.

الشخص هذا عرف اسمي، وقال لي أنت «عبدالموناعيم ايبراهيم» -الحمد لله الذي وهبني اسماً صعباً على هؤلاء- وحسابك في بنك «الفلاي»، قلت له نعم صحيح، فقال أنا من «سيادي» وسنرسل لك الآن رقماً، وخلال ثوانٍ وصلت رسالة مصدرها كما يظهر «بنفت»، هذا الشخص طلب مني أن أزوده بالرقم الذي يظهر بالرسالة، رفضت أن أزوده بالأرقام لأجده يتكلم معي بكل غضب وتهديد ليقول «أنا سيادي أنتا لازم يعطي رقم أو أنا أسكر حساب مال انتا في البنك».

انتهت المكالمة بعد مجموعة من الشتائم المتبادلة، والحمد لله أني مدرك لمثل هذه الحيل التي أصبحت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبأساليب وطرق مختلفة، وللأسف يقع بعض البسطاء وكبار السن ضحية هؤلاء المحتالين.

بعد هذه المكالمة تساءلت في نفسي، كيف عرف هذا الشخص اسمي مع صعوبة لفظه؟ وكيف استطاع أن يحدد البنك الذي أتعامل معه؟ هل لدى هؤلاء معلومات دقيقة بأرقام وأسماء وحسابات العملاء! لا أدري ولكن الأمر يحتاج توضيحاً من الجهات المعنية.

أغلب طرق التحايل من قبل هذه العصابات متشابه رغم أساليبهم المتنوعة، أحياناً يمثلون دور رجال الداخلية وأحياناً من بريد البحرين وأحياناً من جهة البنك، إلا أن طريقة الاتصال هي نفسها عن طريق «الواتساب»، والذي هو أكثر تطبيق استخداماً في مملكة البحرين من قبل المواطنين والمقيمين.

الجهات الأمنية مشكورة، تتابع دوماً مثل هذه الحالات وتحذر الناس من التعرض لمثل هذه الاتصالات، ومن دفع أي مبلغ لجهة غير معلومة مهما ادعت، إلا أن كثافة وتنوع هذه العمليات لم يقل أبداً رغم التوعية، والسبب أن المعالجة لا تكون للجهة المتسببة.

ورغم أن الأمر يعتبر في غاية الصعوبة بأن يتم ملاحقة هذه العصابات في الخارج، بسبب أنها تستخدم أرقام وسائل غير معروفة، لضعف الأنظمة لدى بلدانهم، إلا أن الأمر ليس بالمستحيل.

أعتقد أن حظر الاتصال عن طريق التطبيقات لهذه الدول «فقط» أصبح أمراً ملحاً وضرورياً، نعلم أن شريحة كبيرة من أبناء بعض الدول الآسيوية تستخدم الاتصال عن طريق «الواتساب» للتواصل مع أقربائهم في الخارج، إلا أن أمننا وسلامة مجتمعنا هي أولوية قصوى وأكثر أهمية من رضا الدول التي لا تستطيع السيطرة على مجموعة من المحتالين فيها.