كم حققت مملكة البحرين من إنجازات عبر مشاريع وخطوات مؤثرة تبنتها في إطار السعي لنشر ثقافة التسامح، والتي هي أساس من أسس المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله؟!

حققت بلادنا الكثير، والفضل بعد الله في هذه المشاريع المؤثرة هو للملك حمد بن عيسى الذي أسس نهجاً تقدمياً يعزز السمات الأصيلة للإنسان البحريني وينبثق منها أساساً. هذه السمات قائمة على التسامح والتعايش ونبذ التعصب ومحاربة التطرف والكراهية، وكلها منطلقات من خلالها تبنى الأوطان وتتوحد الشعوب، وتقف سداً منيعاً أمام كل استهداف ومساعٍ خبيثة لتمزيق النسيج المجتمعي أو الكيد للبلدان بسوء وشر.

مؤخراً ومن قلب الولايات المتحدة الأمريكية، تزينت مسيرة البحرين في محاربة الإرهاب والتطرف ودعم التسامح وصون المجتمع بإشادات دولية واسعة، أكدت عليها مؤسسات أمريكية عريقة في مجال حقوق الإنسان وأمن المجتمعات، بل وقدمت تجربة البحرين ومشاريعها العديدة ومن ضمنها برنامج «معاً» على أنها «نموذج إيجابي» يستحق الإشادة والدراسة، لما حققه من نتائج إيجابية تسهم في استقرار المجتمع وتحفظ الأجيال من خطر التأثر بدعوات التحريض والإرهاب.

هذه الإنجازات تحققت من خلال جهود وزارة الداخلية البحرينية. نعم وزارة الداخلية التي يظن البعض بأنها وزارة لديها إجراءات وقائية وصارمة للتصدي للجريمة، وأن هذا ديدن وزارات الداخلية حول العالم و«فقط»، لكن وزارة الداخلية البحرينية لا ينطبق عليها هذا «التوصيف الروتيني»، لأنها أثبتت من خلال مبادرات عديدة ومشاريع كثيرة مستلهمة من رؤية ملك البحرين، أثبتت بأن لها دوراً كبيراً ومؤثراً في «أنسنة» المجتمع و“صون» الأجيال و“تأهيل» المغرر بهم، بل ووصلت لمرحلة متقدمة في «إعادة صنع المواطن الصالح» من خلال البرامج الإصلاحية التي تحل محل الإجراءات العقابية والأحكام.

تكريم منظمة «دير» الأمريكية لوزير الداخلية البحريني معالي الشيخ راشد بن عبدالله في الاحتفال الذي أقيم بمقر الولايات المتحدة للسلام التابع للكونجرس الأمريكي، يأتي بشهادة أمريكية لتطبيق البحرين بشكل نموذجي ومميز لبرنامج مكافحة العنف والإدمان المسمى بـ“معاً»، وكيف نجحت البحرين في تحديث البرنامج بإطلاق منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف وترجمة مناهج تعزز هذا التوجه للغة العربية وتوجيهها للفئات المعنية، وكيف أن هذا الأداء البحريني نموذجي ومميز.

كلمة وزير الداخلية لم تكن مجرد كلمة عادية في احتفال عادي، بل تضمنت إيجازاً وافياً لرؤية ملك البحرين بشأن التعايش والسلام ونبذ العنف والتطرف وحماية المجتمعات ممن يسعى للتغرير بالأبناء ليزعزع الأمن والاستقرار. وبينت كيف أن التعليم سلاح فاعل في تنوير المجتمع، وكيف أن الاهتمام والتمثل بالمسؤولية المجتمعية من قبل الأجهزة المعنية وبالأخص وزارة الداخلية هو حجر الزاوية في تحقيق نتائج مؤثرة في هذا السياق.

في البحرين وبفضل هذه الجهود يمكننا القول بكل ثقة، أننا نتجه في طريق صحيح نحو حماية الأجيال وضمان استقرار المجتمع، وهذا عبر ما يحققه التعليم والتنوير والمبادرات الإنسانية، والتي نراها أمضى سلاح للحفاظ على الأوطان، إذ حينما تغرس مثل هذا الغرس الإيجابي، فإنك لن تحتاج بعد فترة من الزمن للقلق من سقوط البعض ضحية للتحريض وغسل الأدمغة، إذ المناعة المجتمعية ضد هذه السلوكيات المريضة، والتمسك بالوطنية والتعايش والسلام ستكون صفات مترسخة لدى الأجيال، بل أموراً يؤمنون بها ويصعب التنازل عنها أو الإخلال بها.

أمامنا مثال واضح لتجربة إيجابية تبين للعالم كيف أن المنظومة الأمنية في البحرين دخلت أطواراً متقدمة من تطوير المفاهيم الإنسانية والحفاظ على البشر ومساعدتهم، لتصبح «حماية الوطن وأهله» مسؤولية مشتركة وبامتياز.