ليس بمستغرب على أهلنا وأشقائنا في الإمارات الشقيقة أن تمتد أياديهم البيضاء السخية لدعم المبادرات الاجتماعية في مملكة البحرين وهو عطاء توارثه الآباء والأجداد في ظل التعاون الخليجي المشترك، وفي ظل القلب النابض بالمحبة والعطاء للبلدين الشقيقين، فالبحرين والإمارات بلد واحد في مسير الخير. هذا العطاء لمسناه في تسابق العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم «الأعراس الجماعية» في البحرين ودعم الشباب ليشيدوا الكيان الأسري المستقر والذي يعد إحدى الدعائم الأساسية في استقرار المجتمعات ونهضة الأوطان.

وتأتي مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة هذه المؤسسات فقد نظمت مؤخراً بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حفل الزواج الجماعي الحادي عشر في حفل بهيج وجميل أقيم في جامعة البحرين بحضور حاشد تحت رعاية كريمة من داعم الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وبحضور سعادة الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في مملكة البحرين، حيث يعد هذا الحفل هو الأكبر في مملكة البحرين حيث احتفت المؤسسة بزواج 1200 شاب وشابة، ليكون العدد الإجمالي لمن ساهمت مؤسسة خليفة بن زايد في دعمهم ومساعدتهم في أعباء الزواج 8120 شاباً وشابة. الجميل أن هذه المؤسسة الرائدة في العمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على التعاون الوثيق المستمر مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لتنظيم هذا الحفل وإبرازه بالصورة المشرّفة التي تتناسب ومكانة القيادتين الحكيمتين. ويحق لنا أن نفخر جميعاً بالمستوى المتقن والرائع والمتميز الذي ظهر به تنظيم هذا الحفل بحضور هذا العدد الكبير من العرسان وأولياء أمورهم، والجميل هي تلك الابتسامات التي عطرت القاعة وابتسامات راعي الحفل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وجميع المدعوين والحضور والفريق المنظِّم.

إن رعاية ودعم المبادرات الاجتماعية والتي يأتي في أهم أولوياتها «المبادرات الأسرية» في إعانة الشباب على الزواج وتكوين الأسرة الصالحة، هي مبادرات يجب أن يكون لها الاهتمام الأكبر من الشركات والمؤسسات الداعمة للمشروعات، لما لها من أثر جميل في المجتمع، فإعانة الإنسان على إنشاء كيان أسري يدرب فيه قادة بررة يحبون أوطانهم وقيادتهم ويساهمون في عمل الخير وصنع أجمل الأثر، هي من المبادرات المهمة في المجتمع، ولما للأسرة من أثر في الاستقرار ونشر مفاهيم الرحمة والسكينة والمودة. قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». الاستقرار الذي يحفظ المجتمع من المساوئ الأخلاقية ومن زعزعة الأمن الأسري. إنها مبادرة جميلة يجب أن يتوسع أثرها من خلال ربط مثل هذه الاحتفالات بإقامة الدورات الأسرية التوعوية للمقبلين على الزواج وتثقيفهم بكل ما يتعلق بالزواج، وبخاصة بأننا نحتاج إلى المزيد من الوعي في الاختيار والتفاهم حتى لا ينتهي الأمر «بالطلاق» بسبب نزوات عابرة.

لقد حرصت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية وطيلة مسيرتها التنموية في تبنّي المبادرات الاجتماعية الرائدة ومنها «مبادرة دعم الشباب للزواج» وفقاً للتوجيهات الملكية في هذا الشأن، فقد وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لتبنّي المؤسسة للمساعدات الإنسانية ومنها «مساعدة الزواج» واستطاعت أن تساعد أعداداً كبيرة من الشباب، وجاءت مؤسسة خليفة بن زايد لتساهم مع المؤسسة في دعم هذا المشروع بتوجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة فجزاهم الله خيراً.

جزيل الشكر والتقدير والامتنان لجميع المؤسسات الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص على دعم مبادرات الأعراس الجماعية في البحرين، وعلى رأسها مؤسسة خليفة بن زايد التي تتبنّى رعاية أكبر الأعراس الجماعية، والشكر موصول لسعادة محمد الخوري مدير عام المؤسسة الذي يحرص على التنظيم الأمثل لهذا الحفل وتواجده وتشجيعه للعرسان وجميع القائمين على الحفل.

ومضة

لكل معرس وعروس في بداية حياتهما.. بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.