تم إيداع زيادة المعيشة في الحسابات البنكية للمتقاعدين بنجاح والتي تم صرفها بأثر رجعي منذ شهر يناير بزيادة في علاوة تحسين المعيشة بمبلغ 40 ديناراً شهرياً، هذه الزيادة التي تعتبر بديلاً للزيادة السنوية التي كانت تصرف بنسبة 3%، ورغم أنها بسيطة وليست في المعاش الأساسي بل صرفت في العلاوة إلا أنها أدخلت الفرحة في قلوب المتقاعدين ورأيت صدفة وأنا أتنقل في «الإنستغرام» ذلك في الفيديو الذي قام الزميل ثامر طيفور بأخذ آراء وردود فعل عدد من المتقاعدين وهم يتسوقون في أحد «الهايبرماركت» في المملكة، وكان والدي حفظه الله وأطال في عمره أحد المتحدثين والذي قدم شكره إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، على اهتمامهم وتوجيهاتهم برفع المستوى المعيشي للمتقاعدين وتخفيف الضغوط والأعباء على كاهل هذه الشريحة التي قدمت الكثير للوطن خلال عملها لعقود وسنوات طويلة أفنوا فيها زهرة شبابهم من أجل رفع اسم مملكة البحرين عالياً.وأنا أشاهد ذلك الفيديو شردت بعيداً إلى الطفولة ورجعت بي الذكريات إلى السنوات التي كان والدي الذي أفنى حياته في خدمة الوطن منذ نعومة أظافره في السلك العسكري كشرطي قدم الكثير وكان لي ولإخوتي أنموذجاً في الإخلاص والالتزام والتفاني طوال سنوات خدمته الطويلة تعب فيها وكان يتحمل المشقة والسهر في أحلك الظروف من أجل لقمة العيش وأن يرانا يوماً جنوداً، كل في موقعه، يقدم ويخدم البحرين وقيادتها ونسير على خطاه في الضبط والربط، وهذا ما تعلمته شخصياً منه كقدوة لي في عملي في احترام العمل والمسؤولين والالتزام بالعمل والأمانة فيه أمام الله تعالى قبل كل شيء ومن ثم لهذا الوطن وقيادته الذي مهما نقدم لا يمكننا أن نرد ولو جزءاً بسيطاً من أفضاله علينا، فحب البحرين هو شعور يمزج بين الانتماء والولاء والفخر، ولذلك، يجب علينا جميعاً العمل بجد واجتهاد للمحافظة على هذا الحب، وللمساهمة في بناء مستقبل أفضل للبحرين وللأجيال القادمة.وفي الواقع حينما أجلس مع والدي أراه يحمل العديد من الذكريات خلال حديثه عن البحرين وعن قيادتها وشيوخها الكرام من آل خليفة الكرام، ودائماً ما يحثنا على التفاني والعطاء للدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره والالتزام بالقيم الوطنية، ولم تقتصر تضحيات والدي على العمل الوطني بل امتدت أيضاً لحياته الشخصية، حيث قدم الكثير من التضحيات لأجلنا ولم يدخر جهداً في توفير الحياة الكريمة لنا رغم الظروف.وهنا أود أن أشكر والدي العزيز على كل ما قدمه لنا وللوطن، لذلك فإن ذلك يعد درساً بأن التضحيات الوطنية تعتبر من أرفع القيم التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، وهي قيمة عظيمة تمثل الوفاء والإخلاص وتقديم الجهد والعطاء والتضحية في سبيل خدمة الوطن، ولذلك يجب علينا جميعاً أن نعمل بجد وتفانٍ وأن نكون على استعداد لتقديم كل ما لدينا من جهد ووقت ومال وعرق من أجل ذلك.همسةيعد رد الجميل للمتقاعدين واجباً على الدولة والمجتمع على ما قدموه من خدمات عظيمة للوطن خلال حياتهم العملية، لذلك يجب علينا أن نحرص على تقديم الشكر والتقدير للمتقاعدين، وتحقيق بعض الفرحة والسعادة لهم، وهذا ما رأيناه حين تم إيداع الزيادة في حساباتهم البنكية كيف كانت مشاعرهم، وهذا جزء بسيط في حقهم.