تتألّق مملكة البحرين عاماً بعد عام، وهي تحتفل بأعيادها الوطنيّة الّتي تجسّد حبّ الوطن والانتماء العميق. هذا الاحتفال، الّذي تجاوز حدود الوطن ليصل صداه إلى العالم بأسره، لا يقتصر كونه مناسبة وطنيّة فقط؛ بل انعكاساً لرؤية حكيمة وقيادة وضعت الإنسانيّة والحكمة في قلب كلّ خطواتها. بفضل الرؤى والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه اللّه، أصبحت البحرين اليوم منارة للسلام والمحبّة والتعايش، محقّقة بذلك احترام العالم وإعجابه.

منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، أيّده الله، أصبحت مملكة البحرين نموذجاً فريداً يجمع بين الأصالة والرؤية المستقبلية الطموحة. فقد نجحت المملكة في تحقيق توازن دقيق بين التمسك بهويتها الثقافية والاجتماعية والانفتاح على العالم الحديث، مما عزز مكانتها كقدوة يُحتذى بها. وكان لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي دور بارز في هذا المسار، من خلال مبادراته وبرامجه التي تركز على تعزيز قيم التسامح والحوار بين الثقافات والأديان، ليصبح صوت البحرين رمزاً للسلام على الساحتين الإقليميّة والدوليّة.

لم تقف مملكة البحرين عند حدود الإنجازات المتقدّمة والخطوات الرائدة الّتي تحقّقها في مختلف القطاعات، مثل التعليم والرعاية الصحّيّة والبنية التحتيّة وتمكين المرأة، ومبادرات التحوّل الرقميّ والإصلاحات الاقتصاديّة الّتي تقودها حكومة البحرين برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، والّتي أسهمت في تعزيز مكانة المملكة بين الدول المتقدّمة عالميًّا؛ بل إنّها أضافت إلى مسيرتها مسؤوليّة مدّ جسور التعاون والمحبّة بين الشعوب. هذه الجهود المتواصلة أثمرت في ترسيخ مكانة المملكة كرمز عالميّ للسلام والتعايش، مستندةً إلى رؤية قيادتها الّتي تجمع بين الطموح الوطنيّ والالتزام الإنسانيّ.

إنّ احتفالات البحرين هذا العام تحمل دلالات عميقة، فهي ليست مناسبة للاعتزاز بالإنجازات فحسب، بل أيضًا رسالة عالميّة تعبّر عن القيم النبيلة الّتي أرستها القيادة الرشيدة. الصدى العالميّ الّذي لاقته هذه الاحتفالات يعكس الدور المحوريّ الّذي تلعبه البحرين في تعزيز التفاهم الإنسانيّ ومدّ جسور الحوار بين الشعوب. هذه الرسالة الإنسانيّة تمثّل انعكاساً لرؤية شاملة تبرز التزام المملكة بتعزيز القيم المشتركة وتحقيق التوازن بين الطموح الوطنيّ والانفتاح العالميّ، واضعة الإنسان البحرينيّ في صميم تطلّعاتها التنمويّة.

في قلب كلّ بحرينيّ، يتردّد الشكر والامتنان لقيادة أرست دعائم وطن ينعم بالأمن والاستقرار. هذه القيادة الحكيمة، الّتي جعلت من رفاهية المواطن وراحته أولويّة، استحقّت محبّة شعبها واعتزازهم بها. كلّ عام، يجدّد البحرينيّون عهد الولاء والانتماء، موقنين أنّ العمل المخلص هو السبيل للحفاظ على مكتسبات الوطن وضمان استمراريّة تقدّمه. يقول أحد المواطنين: (نحن نعيش في وطن يتنفّس الأمن والسلام، وطن زرعت قيادته في قلوبنا حبّ الانتماء والعطاء. إنّها البحرين، حيث تجسّد القيادة الحكيمة رؤى التقدّم والإنسانيّة، لتصبح نموذجًا عالميًّا نفخر به، ونعمة نحمد اللّه عليها في كُلّ لحظة).

في الختام، تبقى أعياد البحرين الوطنيّة لحظة تأمّل واعتزاز، حيث يستحضر الجميع تضحيات الأجيال السابقة ومسؤوليّة الأجيال القادمة في الحفاظ على هذا الإرث العظيم. البحرين، الّتي كتبت صفحات مجدها بعزيمة أبنائها وبصيرة قيادتها، تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

نسأل اللّه أن يديم على مملكتنا عزّها واستقرارها، وأن تبقى دائماً وطناً يزهو بالإنجازات وقيم المحبّة والسلام.