محاولة " مونديالية " جديدة لكرة القدم البحرينية لبلوغ نهائيات 2026 التي ستحتضنها كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا وهذه المرة بقيادة أرجنتينية يقودها المدرب " انطونيو بيتزي " الذي اختاره الاتحاد البحريني لكرة القدم مؤخراً خلفاً للبرتغالي " سوزا" صاحب الإنجازين التاريخيين للكرة البحرينية ..

التصريحات الإيجابية التي أطلقها المسؤولون باتحاد الكرة والتي كانت مشحونة بالتفاؤل، والحماس الذي أبداه الأرجنتيني " بيتزي " تجعلنا نترقب مرحلة جديدة من التميز للأحمر البحريني في مشواره القادم والذي سيبدأه بالتحضير لنهائيات الأمم الآسيوية و" خليجي 26" وصولاً إلى خوض التصفيات " المونديالية " التي تبدو هذه المرة أكثر يسراً من المرات الفائتة نظراً لزيادة عدد المنتخبات التي ستشارك في النهائيات إلى ثمانية وأربعين منتخباً وهو ما رفع مقاعد التأهل الآسيوية إلى ثمانية مقاعد ونصف المقعد الأمر الذي يمنح منتخبنا الفرصة التاريخية لتحقيق حلمه المونديالي الذي كاد أن يتحقق في مناسبتين عامي 2006 عندما خسر أمام ترينداد وتباغو و 2010عندما خسر أمام نيوزيلندا في الأمتار الأخيرة من الملحق الختامي!

نحن نعلم بأن معاناتنا "الكروية " ليست محصورة في هوية المدربين الذين تعاقبوا على قيادة منتخبنا الوطني وكان من بينهم أسماء معروفة بجودتها التدريبية وإنجازاتها البطولية ، بل هي في الأساس محصورة في تواضع الموارد المالية للأندية التي تشكل القاعدة الأساسية للمنتخبات الوطنية وتواضع البنية التحتية ذات الصلة بكرة القدم الأمر الذي يعرقل سير خطط الأندية والاتحاد في عملية التطوير سواء بالنسبة للفئات العمرية في الأندية والتي تشكل الرافد الأساسي لفرق الرجال أوبالنسبة لتسيير مسابقات الاتحاد بشكل منتظم !

تصريح رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم سعادة الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة بضرورة الوقوف صفاً واحداً خلف المنتخب في المرحلة القادمة هو تأكيد على أهمية الدعم الجماعي المادي والمعنوي لتحفيز الجهاز الفني واللاعبين على المزيد من البذل والعطاء وهذا التصريح يتكرر في كل مرحلة من المراحل الانتقالية التي يمر بها المنتخب الوطني ولعلنا على الصعيد الإعلامي نلمس الدعم الإيجابي الذي تحظى به جميع منتخباتنا الوطنية من قبل مختلف وسائل الإعلام المحلية كل وفق الإمكانيات المتاحة له ..

كرة القدم البحرينية بحاجة إلى " انتفاضة " جادة تنطلق من مواقع القيادة الرياضية وتشمل مساهمة القطاع الخاص لإعادة تطوير البنية التحتية وأهمها على الإطلاق الملاعب العشبية الطبيعية والاستادات الرئيسية في الأندية ورفع سقف الدعم المادي المخصص لإعداد الفئات العمرية في الأندية من أجل الارتقاء بالمستوى التدريبي لهذه الفئات التي تمثل مستقبل الكرة البحرينية والدفع بقوة نحو تطوير النقل التلفزيوني للمباريات ليواكب ما وصلت إليه هذه التقنية على مستوى العالم من عائدات مالية ضخمة ومردودات ترويجية واسعة الانتشار هي من أبرز مصادر الدعم المادي لتطوير اللعبة.

صحيح أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم هو الحلم الذي يراودنا جميعاً غير أن طموحاتنا الكروية تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير ..