تقول السيدة لي لي وانسو من الجنسية الشرق آسيوية وهي في منتصف الأربعينيات: «اعتزلت السفر منذ حوالي 25 سنة لسبب أنني أعيش بما يعرف بقلق السفر، والحالة النفسية التي أعيشها وتؤثر على صحتي بشكل سلبي لا يمكنني السيطرة عليها، مما دفعني إلى أن أختزل فكرة السفر من مفكرتي».

لا شك أن الخبر مثير للدهشة! فما عهدناه هو القلق لعدم السفر، والافتقار لأوقات الراحة وساعات النوم الطويل وللأيام المليئة بالحياة والمغامرة. أما ما يحصل مع السيدة يعتبر نموذجاً فريداً من نوعه إلى حد ما.

وعند قراءتي للموضوع بشكل معمق، فظهرت الأسباب التي تمنع هذه السيدة وغيرها من تجنب التفكير بالسفر ولو لمجرد خاطرة تعنُّ على البال. وتأتي كل تلك الهواجس مبنية على فكرة الخوف من المجهول بدءاً من فوبيا المرتفعات والأماكن المغلقة كالطائرات والازدحام كالمطار ومن قصد الأماكن التي لا تشبهك ثقافياً ولا اجتماعياً ولا يوجد رابط حقيقي معها. إضافة إلى القلق من المصاريف والالتزامات المتوجبة والمجهود المبذول قبل السفر وبعده سواء من تحضيرات وتجهيزات والخوف لضياع الأمتعة في المطارات ومن مكان الإقامة، مع العلم أن برامج التواصل الاجتماعي كفيلة أن تزودك بكافة المعلومات التي تحتاجها مرفقة معها كافة الأسعار وأي تفصيل تحتاجه يمكنك الآن بضغطة زر أن تحصل عليه.

ولكن ما تبين أن العائق والمسبب «لقلق السفر» لا يمكن حلّه من جمع المعلومات عبر المواقع الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي وطمأنة الأهل والناس والجيران أو بسؤال الخبراء، فجميعها لن يعطي نتيجة مرضية لتلك الحالة المرضية القائمة على الشك السلبي والظنون السوداوية التي من شأنها أن تحيل قطعاً بين ما يمكن جنيه من متعة السفر.

وهنا يكمن السؤال الذي كان يجول في بالي: هل يصنف القلق من السفر بأنه مرض نفسي وبحاجة إلى علاج؟

فبحسب علم النفس الإكلينيكي بأنه لابد من قصد الطبيب النفسي المختص لسبب أن «مريض قلق السفر» لديه القدرة على نقل هواجسه إلى الآخرين والسيطرة عليهم بأفكاره اللاسفرية.

وبغض النظر عن الناس السوداويين بأفكارهم وأنماطهم فرجائي لكم بإجازة سعيدة خالية من المنغصات المعنوية والمادية.