في الوقت الذي نكون فيه منتشين بفرحة الإنجازات الرياضية التي يحققها أبطالنا في مختلف الألعاب وعلى مختلف المستويات، نجد أنفسنا فجأة أمام "محبطات " تعكر علينا صفو هذه الفرحة فيتسلل "الإحباط" إلى نفوسنا من جديد ونحن نتطلع إلى مستقبل رياضتنا المجهول!

في الآونة الأخيرة شهدت رياضتنا نجاحات ميدانية سطرها أبناؤنا وبناتنا في عديد من مشاركاتهم الخارجية بدءاً من تألقهم في دورة الألعاب العربية وانتهاء برفع راية الوطن في المونديال العالمي لألعاب القوى، مروراً بتواصل انتصارات وإنجازات القدرة البحرينية وما حققه أبطالنا وبطلاتنا في البطولة العربية لكرة الطاولة متبوعاً بإنجازات كرة السلة على المستوى القاري والبروز اللافت في بطولة الجامعات للكرة الطائرة وبطولة كمال الأجسام وألعاب الدفاع عن النفس وغيرها من الإنجازات التي تحققت بفضل الدعم والرعاية التي توليها حكومتنا الرشيدة لهذا القطاع الحيوي وبفضل جدية وإخلاص شبابنا وشاباتنا في الدفاع عن ألوان الوطن وتأكيد تميز المواهب الوطنية.

لكن وسط هذه الإنجازات التي يفترض أن تقابل بمثلها من الإنجازات على مستوى البنية التحتية نجد أنفسنا أمام عوائق "لوجستية" مؤثرة في مسيرة الرياضة المستقبلية، فها نحن ما نزال نعاني من نقص ملاعب كرة القدم العشبية الصالحة للمنافسات الرسمية سواء لمسابقات الكبار أو مسابقات الفئات العمرية، وها نحن ما نزال نعاني من خفض متواصل في الدعم الحكومي الموجه للأندية والاتحادات، وها نحن مانزال نعاني من شح الموارد الخاصة للأندية في مقابل ارتفاع متواصل في المصروفات في زمن ما يسمى بالاحتراف، وفوق هذا وذاك تتلقى الأندية النموذجية – التي كلفت الدولة ملايين الدنانير – قرارات بإلزامها تحمل تكاليف النظافة اليومية الأمر الذي يعد بمثابة ناقوس الخطر لمستقبل هذه المنشآت التي تؤول ملكيتها إلى الدولة.!

أتمنى أن توفق جهود القائمين على الشأن الرياضي لتدارك هذا الأمر وإعادة النظر في هذا القرار الذي يشكل عبئاً مالياً ثقيلاً يضاف إلى الأعباء المالية الأخرى التي لم تعد الأندية تتحملها في ظل الخفض المتواصل لمستحقاتها الرسمية مع تدني الموارد الخاصة علماً بأن هذه الأندية هي التي تشكل القاعدة الرياضية والرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية وتدار بسواعد إدارية وطنية تطوعية في زمن يتضاءل فيه العمل التطوعي .