الشللية والحاشية أصبحت ظاهرة في بيئة العمل في مختلف المؤسسات والمجتمعات، إلا من رحم ربي، فهذه الظاهرة بالتأكيد غير صحية بل قاتلة تمتص من طاقة الموظف وإبداعاته كونه بعيداً عن دائرة المسؤول وليس من حاشيته أو من المفضلين لديه. هذه الظاهرة السامة تبدأ في العمل مع الكرسي ووجاهة الكرسي والمسمى الوظيفي وتنتهي بظلم الموظف الذي ليس على مزاج المسؤول أو ليس من حاشيته، بعض المسؤولين يريدون من الموظف أن يكون تابعاً عبداً ينصاع لهم في الحق والباطل ولا ينبس ببنت شفة عندما يتطاول عليه المسؤول في الشتيمة أو عندما يرفع صوته ويصدر أوامره، المملوك يرضى بأن «يتهزأ»، والحر لا يرضى بذلك عزة وشموخاً لإدراكه التام بأن العمل ليس ملكاً خاصاً وأن للموظف حقوقاً، والاحترام المتبادل بين المسؤول وموظفيه أهم هذه الحقوق.

«أفراد الحاشية» كثيراً ما يكون لهم دور في الوسوسة وظلم المسؤول لموظفيه، كما أن هذه الحاشية لهم حاشية مصغرة وتتضح الصورة في الترقيات والعلاوات وفي الحضور والانصراف وفي تفعيل المقترحات وفي حضور الاجتماعات والدورات التدريبية والكثير الكثير، التي بالتأكيد تشل من التطوير والإبداع لأنها قائمة على المصلحة والتبعية المطلقة وتخلق تكتلات وأحزاباً في العمل بهدف السيطرة، موظف يعبد المسؤول وموظف لا يعلم عنه المسؤول وهذه مصيبة تضرب في مصلحة المجتمعات والدول والأوطان.

الحاشية هي مافيا في بيئة العمل وكثيراً ما ينقلون للمسؤول افتراءات وأكاذيب عن بعض الموظفين الذين لا يتوافقون معهم، وأحياناً عندما يشعرون بالخطر من الموظف ذي الكفاءة والخبرة والمخلص في عمله، يحاولون قدر المستطاع تهميشه بكل الوسائل الممكنة حتى «يطفش» من سوء المعاملة وينتقل إلى مكان آخر للعمل، وأي ظلم يصيب الموظف المهمش؟؟ ذنبه الوحيد أنه ليس من حاشية المسؤول ولا تابعاً للعفن المتجذر والمستوطن في بيئة العمل.

مجموعة الشللية زملاء في العمل لكنهم حاقدون، أصحاب مصالح، ومصلحتهم الكبرى أن يكونوا هم فقط في دائرة المسؤول يضحكون معك ويغتابونك عند المسؤول، والسؤال أن المرض يمكن علاجه والورم يمكن استئصاله، ولكن المافيا في بيئة العمل كيف نحاربها ونحد من انتشارها في المجتمعات المختلفة؟