ونحن إذ نحتفل هذا الأسبوع بذكرى دينية عظيمة غيرت من وجه التاريخ ونقلته من الظلمات إلى النور، وأنهت حقبة الرق والعبودية، وأسست لدعائم العدل والأخلاق، وأنهت عروش الطواغيت والجبابرة وحطمت رايات الشرك، وألا ترفع لهم راية في أم القرى ومن حولها حتى تقوم الساعة، إنها ذكرى اليوم العظيم لمولد سيد الثقلين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي أشرق لمولده الكون، فيحق لكل مسلم بل كل منصف بغض النظر عن معتقده ودينه أن يحتفي بقدوم هذا النبي العربي المرسل رحمة للعالمين احتفالاً يليق بمقامه ومنزلته لا غلو فيه ولا ابتداع، بل بالتذكير بسيرته العطرة ومناقبه والاقتداء به والاتباع، بعد أن شوش الإعلام عن سير القادة العظام وتربع التافهين والتافهات والأقزام.

ويتزامن مع هذه الذكرى العظيمة يوم العيد الوطني الثالث والتسعون لتأسيس الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.

لقد اختطت المملكة العربية السعودية نهجاً ثابتاً ومعتدلاً. فكثير من القرارات والمواقف من الأزمات في المحيط العربي والإقليمي والدولي والتي اتخذتها السعودية منذ تأسيسها تبينت لاحقاً مدى مهنيتها، ودقة التشخيص والبعد الثاقب والحكمة التي يتمتع بها ملوكها وأمراؤها.

ومن الملاحظ أن السعودية في جميع قراراتها المصيرية كانت تغلب لغة العقل وتتخذ من الحوار الهادئ منهجاً.

وهذه السياسة المتزنة أجبرت كبريات دول العالم أن تحترم مواقفها وتحسب لها ألف حساب، وحتى سياستها التنظيمية في الداخل وتعاملها مع مواطنيها والنهوض بهم أصبحت محط إعجاب الجميع، ما جعل منها أنموذجاً وقبلة للعالم كما هي قبلة للموحدين.

وطالما نحدثكم عن هذه المناسبة الوطنية العزيزة التي يعتز بها كل مواطن خليجي على وجه الخصوص وعربي ومسلم في العموم، لا نغفل الدور البارز في نهضة بلاد الحرمين في عهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أدام الله ملكه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، حماه الله، ذلك الشاب الطموح الذي اختط طريقاً حكيماً منذ توليه ولاية العهد ووضع لنفسه خطة محكمة للنهوض بالواقع العمراني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي واتباعه نهج الوسطية، وكذلك إعادة النظر في العلاقات الخارجية كند لند وليس كتابع في حلف، مع إعادة رسم السياسة النفطية بما يجعل من المملكة هي اليد العليا وليس كدولة منتجة فقط، ولم يغفل عن إعداد كفاءات سعودية في جميع التخصصات لتتولى المواقع المتقدمة في الإعمار والاستثمار ولتتصدر دول العالم في جميع المجالات، وها نحن نلمس ذلك والطريق للمجد واضح المعالم.

ومن تابع اللقاء التلفزيوني الأخير لسموه مع فضائية فوكس نيوز يكتشف أن ذلك الأمير هو قائد من طراز خاص تتوافر فيه كل مقومات القيادة والنجاح بل التفوق، وتلمس في حديثه الرصين والممتع والعزم والإصرار والمضي بلا أي تردد، وهو ذكي بالفطرة فضلاً على كونه موسوعة ثقافية وكاريزما. وأبشركم فالمستقبل هو سعودي بلا منازع.

فهنيئاً للأمة أن بعث الله في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.

وهنيئاً للشقيقة الكبرى عيدها الوطني، وأن من الله عليهم بهذا الملك الحكيم وولي عهده هذا القائد الشاب الطموح الذي سيعيد بإذن الله للأمة مكانتها الصحيحة بين الأمم.

وكل عام والقيادة السعودية والشعب السعودي بخير وأمن وسلام.