بالرغم من فاجعتنا بخبر استشهاد أربعة من أبطالنا البواسل من رجال قوة دفاع البحرين أثناء تأدية الواجب الوطني المقدس للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل إثر عمل عدواني غادر على يد ميليشيا الحوثي الإرهابية، إلا أن ما يشعر قلوبنا بالسكينة والراحة أنهم ارتقوا إلى جوار ربهم شهداء أبرار وهم يدافعون بكل شجاعة وتضحية وفداء بأنفسهم وأرواحهم من أجل دينهم وأمتهم العربية والإسلامية.

إن أبناء قوة دفاع البحرين أثبتوا في كل المواقف مدى محبتهم للوطن وإخلاصهم في الذود عن حياضه والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته وسلامة أرضه، ومواقفهم البطولية وتضحياتهم العظيمة تشكل مصدر فخر واعتزاز، ونموذجاً يستلهم منه الجميع قيم الوطنية والعطاء المخلص، واستطاعوا بشجاعة وبسالة تحقيق الفخر في كل الميادين، وعبر مشاركتهم في التحالفات الإقليمية والدولية.

إن أيدي الغدر الآثمة التي استهدفت أبطالنا البواسل، لم تراعِ الهدنة الأممية السارية، ولم تعبأ بأي اعتبارات إنسانية أو دينية، وقامت بهذا العمل الخسيس والدنيء، لأنها لا يهمها مصلحة اليمن الشقيق ولا استقراره ولا شعبه، وإنما تحركها أطراف وتيارات خارجية ونوازع داخلية في السيطرة على السلطة والتحكم في مصير اليمن الشقيق لتحقيق مآربها، ولكن بعزيمة الرجال الصادقة التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة وبمشاركة مملكة البحرين وعدد من الدول العربية والإسلامية، فإن هذه المآرب الآثمة للميليشيات الإرهابية سيكون مآلها الفشل والخسران بإذن الله.

إن ما يثلج صدورنا أننا نؤمن بكل يقين أن أجر الشهداء عند الله عظيم، فهم أحياء يرزقون ومكانتهم عالية في الجنة إلى جوار النبيين والصديقين، حيث يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم : «ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يرزقون * فرحين بما آتاهُمُ اللّه من فضله ويستبشرون بالذين لـم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خـوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ وأنَّ اللّه لا يُضيعُ أجـر المؤمنين»، كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «ما مِن أحَدٍ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، وأنَّ له ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ، غَيْرُ الشَّهِيدِ، فإنَّه يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ».

ولا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نرفع خالص التعازي وصادق المواساة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه ولصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، ولأبناء القيادة العامة لقوة دفاع البحرين ولشعب البحرين المخلص، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يرحم شهداء الوطن، وأن يدخلهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.. حفظ الله مملكة البحرين وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار.