إن تخصيص الأول من ديسمبر كل عام للاحتفاء بمسيرة العطاء والإنجازات التي قدمتها المرأة على المستوى المحلي، يبرهن على أن المرأة البحرينية ساهمت في بناء البحرين الحديثة بجهود متراكمة بدأت بالمشاركة في الاستفتاء على الميثاق الوطني وصولاً إلى وجودها المتميز في جميع مواقع العمل والمواقع القيادية، ووجود مجتمع يقدر هذا الدور ويعظمه من خلال مؤسسات المجتمع المدني والحراك السياسي والاقتصاد الوطني، ولاشك أن رؤية المجلس الأعلى للمرأة التي اعتمدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة، وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي تتبنى قيم المساواة والتعايش السلمي، قد اقترنت بالمبادرة الكريمة التي جاءت من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله بتخصيص هذا اليوم خلال اللقاء التشاوري الثاني بين المجلس الأعلى للمرأة والجمعيات واللجان النسائية الذي عقد بمقر المجلس بتاريخ 9 مارس 2008 باعتبارها شريكاً أساسياً في بناء المستقبل، واختيار شعار يوم المرأة «قرأت – تعلمت –شاركت» إنما يعبر عن المسيرة التي شقتها المرأة من أجل غدٍ أفضل لها ولأبنائها ولوطنها، فهي التي تعلمت القراءة في دواوين حفظ القرآن الكريم قبل أن تبرح أقدامها كراسي التعليم النظامي، فكانت كلمات الله التي شقت سمعها وبصرها عن تعلم حروف اللغة وتعاليم الدين، ثم درجت إلى التعليم النظامي بجميع مراحله، فأوجدت لنفسها نسبة عالية من التعليم الابتدائي والمتوسط والعالي والدراسات العليا، وأخذت مؤهلات في تخصصات علمية دقيقة، وأهلها هذا المستوى من التعليم لأن تكون عضواً هاماً ومشاركاً في مسيرة بناء الوطن التي دعمتها التشريعات الوطنية والقرارات التنفيذية والإدارية، والرؤية الحكيمة للقيادة.

وشاركت في تطبيقها مؤسسات الدولة والمجتمع النسائي، فوجدناها تتبوأ أعلى المناصب الوزارية، وشاركت كناخب ومرشح في المجالس الوطنية النيابية، وتواجدت بشكل مكثف في كافة مؤسسات الدولة لتشارك الرجل مسيرة العمل والكفاح، وهذه الملحمة الوطنية عززت مكانة المرأة البحرينية ليس على المستوى المحلي، بل في محيطها الإقليمي والعالمي.

إلى كل امرأة بحرينية كل عام وأنتن رمز للعطاء والمثابرة، كل عام وأنتن أساس المجتمع وشريكات في التنمية والبناء.. وكل عام وأنتن بخير.