عادة ما تكمن مشكلة منصات تداول العملات المشفرة في عدم القدرة على السيطرة على تداولاتها والتحويلات التي تجرى من خلالها، وهو يجعلها دوماً في صراع وأخذ وردّ مع الحكومات والمؤسسات المالية الدولية.

ولعل ما يثير الدهشة والضحك معاً، ما حدث لرئيس البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، التي تعتبر من أكبر معارضي العملات المشفرة والتي دأبت على وصفها بعديمة القيمة والعملة التي يستخدمها المجرمون في أنشطة غير مشروعة، حيث اكتشفت أنها تحولت إلى ضحية غير مباشرة لفخ العملات المشفرة.

فقد اعترفت لاغارد منذ فترة قصيرة بأن ابنها قد دخل عالم الكريبتو واستثمر أمواله في عمليات مضاربة وشراء أصول مشفرة، وخسر كل استثماراته -تقريباً- وهو ما يرفع من عدائها لهذه العملات ومنصاتها في كل أنحاء العالم.

وفي خلال نفس الفترة برزت حزمة من المشكلات التي واجهت منصات تداول عدة، حيث بدأت الوقائع بإدانة مؤسس منصة FTX للعملات المشفرة سام بانكمان بتهم الاحتيال والتآمر وانهيار بورصتها الخاصة، ثم تبعها منصة التداول اللامركزية KyberSwap التي خسرت ما يقرب من 46 مليون دولار في العديد من العملات المشفرة؛ نتيجة وقوعها ضحية استغلال كبير، ما دفع المستثمرين لسحب أموالهم على الفور كإجراء احترازي.

واستمرت الأوضاع السيئة على منصات الكريبتو حيث واجهت منصة «كوين بيز» دعوى قضائية من هيئة تنظيم الأوراق المالية الأمريكية، بتهم تعريض المستثمرين للخطر عبر إخفاقها في تسجيل نفسها كسوق للأوراق المالية، وهي الدعوى التي جاءت في أعقاب اتهامات تقدمت الهيئة ضد منصة «بينانس» بارتكاب انتهاكات عديدة لقانون الأوراق المالية.

هذه الأحداث أثارت تساؤلات حول نقاط الضعف في منصات العملات المشفرة وخاصة اللامركزية منها، وهو ما يستدعي من المستثمرين البحرينيين في هذه العملات أن يتوخوا الحذر لأن الضربات المتتالية تؤكد أنها ستضر بالاقتصاد العالمي، والأفراد في أي دولة.

ولذلك يجب العمل على تسريع وتيرة إصدار الدينار الرقمي لمواجهة هذه التحديات، خاصة وأننا اليوم أصبحنا -تقريباً- لا نستخدم الكاش في 90% من تعاملاتنا اليومية، وسيشجع هذا الإصدار المغامرين على التحوط قبل الدخول في هذه السوق غير المأمونة، كما أدعو أيضاً مجلس التعاون الخليجي للعمل على وحدة نقدية رقمية تستطيع أن تنافس بقوة في السوق العالمي وتضع حداً للعمليات المشفرة التي تتجاوز قوانين كل دول العالم.