احتفال مختلف عن كل الاحتفالات، نشهده دوماً في احتفالات الأعياد الوطنية الخليجية عموماً، والبحرينية - الإماراتية تحديداً، فما أن تحدث المناسبة، حتى ترى كل بلد يتزين بأعلام شقيقه، والمواطنون الأشقاء من كلا البلدين يحتفلون احتفالات «غير شكل».

هذا العام، الصورة للاحتفال بعيد الاتحاد الـ 52 كانت لا تنسى، وستبقى محفورة في الذاكرة دوماً، فجلالة الملك المعظم، وإخوانه سمو الشيخ محمد بن زايد، وسمو الشيخ محمد بن راشد وعدد من زعماء العالم، شاركوا في احتفالات الإمارات بعيد الاتحاد.

هذه الصورة، التي جمعتهم، تعبر عن حقيقة ما نقوله دوماً، من تلاحم القيادتين والشعبين مع بعضهما البعض، فالإماراتي بحريني، والبحريني إماراتي، والمواقف واحدة، والتاريخ مشترك، والمستقبل المشرق واحد أيضاً.

كما أن الذاكرة، بها العديد من الصور والمواقف المشتركة للقيادتين لجلالة الملك المعظم، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في لقاءاتهما الدائمة والمستمرة، والتاريخ، خلد المواقف العديدة المشتركة لهما في شتى الظروف، والتي تجسد تحالفاً ثنائياً يختلف عن أي تحالف بين دولتين في العالم أجمع.

الإمارات، بلد عظيم، بنت نهضة متكاملة، وتنمية شاملة، قلما تجدها في دول العالم، وأصبحت وجهة عالمية تقارع دول عظمى، بسواعد أبنائها، ورؤية مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى.

والسر في استمرار نهضتهما وتميزها، هو وحدة الموقف، واتفاق الجميع قيادة وحكومة وشعباً، على رؤية، وحلم مشترك، آمن به الجميع كباراً، وتتربى عليه الأجيال منذ نعومة أظفارها.

وسمو الشيخ محمد بن زايد، سار على نهج والده رحمه الله، وأكمل رؤيته، وتحقيق أحلامه في كافة المجالات وعلى جميع المستويات، بدءاً من حلمهم للتنمية لكل مواطن، وصولاً لطموحهم في الفضاء.

وسمو الشيخ محمد بن زايد، قائد وقدوة، يحظى باحترام عالمي، وكلمة مسموعة لدى كافة دول العالم، وتأثير كبير في السياسة الدولية، ويمتلك شخصية قيادية من الطراز الرفيع، وتواضع كبير مع شعبه، فهو تراه يتصدر المشهد بين زعماء العالم، وتراه أيضاً متوسطاً أبناء شعبه بكل بساطة ودون أي تكلف أو بروتوكلات رسمية، ولديه رؤية عظيمة ومتطورة ومتجددة. السر أيضاً في تطور الإمارات، هو الاستمرارية اللافتة، فالجميع يعمل كخلية نحل في مختلف المشاريع، وقبل انتهاء مشروع ما، يكون العمل قد بدأ فعلياً بمشروع آخر، والتخطيط انتهى من مشروع ثالث جديد.. وهكذا تستمر منظومة العمل دون أي توقف.

كما أن تطور الإمارات، انعكس إيجاباً على التطور في المنطقة، وأصبحت نموذجاً يتحدث عنه العالم، في كيفية تحويل الصحراء إلى بلد متقدم، وكيف لدولة أن تسبق الزمن، وتتفوق على دول بدأت نهضتها منذ قرون.

الحديث يطول عن الإمارات، وهذه السطور البسيطة تعجز عن اختصار ما أود قوله، فنحن كبحرينيين نعتبر الإمارات بلدنا، كما يعتبر الإماراتيون البحرين بلدهم، وكل مشروع تعلن عنه الإمارات نفرح به في مملكة البحرين، والعكس صحيح.

حفظ الله قيادتينا وشعبينا، وأدام الله عزنا ورخاءنا وتطور بلدينا.. وكل عام والإمارات بخير.