كبحرينيين نعلم تماماً أن توفير الخدمات الإسكانية من وحدات وأراضٍ وتمويلات وغيرها، مسائل ضمن الأولويات القصوى التي تُعنى بها البحرين انطلاقاً من رؤية ورغبة والد الجميع جلالة الملك المعظم حفظه الله، وأن هذا الملف تحديداً ولتحقيق توجيهات ملكنا الغالي، شهد ثورة تطويرية متسارعة، بل عملاً دؤوباً لا يتوقف بسبب جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، هذا القائد الذي بفضل من الله ثم بتوجيهاته وجهوده وحرصه حقق للملف الإسكاني «نقلات نوعية كبيرة» كان لها الأثر الإيجابي لدى شريحة كبيرة من المواطنين.

خلال السنوات الماضية، وبسبب هذا الاهتمام الدائم من الأمير سلمان شخصياً، شهدنا عمليات بناء وتوفير لعديد من الوحدات الإسكانية، وشهدنا عمليات تقليص كبيرة لعدد لا يستهان به من قوائم الانتظار، وهي بحد ذاتها تمثل تحدياً دائماً ومستمراً لوزارة الإسكان، نظراً لعدد الطلبات التي تدخل سنوياً، وعدد الأشخاص الكبير الذين ينتظرون الحصول على الخدمات.

وهنا ندرك تماماً، أنك حتى لو اجتهدت وعملت وتعبت وواصلت نهارك بليلك في هذا الشأن، فإنك بالضرورة ستجد ملاحظات هنا وهناك، وستجد مطالبات أيضاً، إما برغبة تسريع التسليم أو الإنجاز أو لمزيد من التسهيل. وهي أمور أجزم بأن وزارة الإسكان تضعها دوماً في الاعتبار، وتعمل وفقها، إذ الواضح فيما نراه يتحقق أن هناك اهتماماً أكبر برضا العميل والوقوف على جميع ملاحظاته، رغم صعوبة تحقيق الكمال في ذلك، إلا أن الحق يقال بشأن الإنجاز، وأنه أمر متحقق، وبنسب كبيرة ومضاعفة عن السابق.

هذا ملف هام وحساس ويمسّ المواطن بشكل رئيس، وعليه حينما نرى فرحة الناس بالحصول على الخدمات بالأخص الوحدات السكنية، والتي في السابق كان انتظارها يصل لسنوات طويلة، فإننا لابد وأن نعي أهمية «الأمن السكني» بالنسبة للإنسان على سلم الاحتياجات، ولابد وأن نستوعب حجم الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف.

في شهر ديسمبر الماضي، ومع دخول البحرين سلسلة من المناسبات الوطنية على رأسها العيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك المعظم، نجد تكثيفاً في عملية توزيع الوحدات والتواصل المباشر مع المستفيدين والاهتمام بالمشاريع القائمة والقادمة من قبل أعلى السلطات، وتمثل هذا في الأمير سلمان بنفسه. بالتالي ندرك بأن هذا الملف لن تظل أموره هادئة وساكنة إطلاقاً، بل هو ملف حيوي التطوير فيه يتم بشكل يومي، وتنفيذ رغبة القيادة في استيفاء طلبات المواطنين وتحقيق الرضا للشريحة المستحقة هو الهدف الذي تعمل وفقه وزارة الإسكان وتصب جهودها عليه.

وهنا دائماً ما كنا نقول بأن الملف الإسكاني هو من أثقل الملفات التي يتطلع إليها المواطن بشكل دائم، وأن من يتولى حقيبة وزارة الإسكان عليه مسؤولية كبيرة جداً، ندعو الله أن يعينه عليها ويكون أهلاً لها. وبحسب ما نتابعه من جهود وعمل وتواصل دائم مع الناس وتواجد في المواقع على الأرض، فإن التحية والتقدير لازمان لوزيرة الإسكان السيدة المجتهدة والمثابرة والمنجزة آمنة الرميحي. هذه السيدة الشابة أثبتت بأنها على قدر المسؤولية وأن جهدها منصب على تنفيذ التوجيهات الملكية وتنفيذ خطة «التطوير الإسكاني» التي وضعها سمو ولي العهد رئيس الوزراء، متمنين لها المزيد من النجاح بما يخدم جميع المواطنين المستحقين للخدمات الإسكانية ويحقق الرضا لديهم.

في مثل هذه الملفات الهامة، الاجتهاد والإخلاص في العمل، وتحمّل المسؤولية، والحرص على الإنجاز الحقيقي، كلها عوامل لو توفرت فيمن يمنح المسؤولية والثقة، فإنك على الطريق الصحيح بإذن الله، والمستفيد هو الوطن وأهله.