جميل جداً هو شعور الانتماء إلى هذا الوطن والولاء له ولقيادته، وعلى رأسها باني نهضتها الحديثة وقائد مسيرة الإصلاح والتطوير وصانع الإنجازات "ملك الإنسانية" حمد بن عيسى آل خليفة ملكنا المعظم حفظه الله ورعاه.

هذا الانتماء والولاء لا يأتي إلا عبر ارتباط وطني وعاطفي تحركه محبة هذه الأرض، وتدفعه الثقة بقيادته، ويحدوه الأمل بمستقبل مشرق فيه يُكتب الخير لنا ولأجيالنا المتعاقبة.

وهنا، عطفاً على ما كتبته مؤخراً بشأن "تشريب" ثقافتنا وتاريخنا للأجيال الناشئة، وكذلك تعزيز وعينا حتى نحن الجيل الأكبر بما يحتويه تاريخنا العريق على هذه الأرض من قصص وملاحم وذكريات، وما شهده عصر الإصلاح بقيادة جلالة الملك من منجزات عديدة، أرفع القبعة احتراماً وتقديراً لكل من يسعى لترسيخ هذه "الحالة الوطنية" من خلال عمليات التعليم والتوثيق ونقل المعرفة للأجيال القادمة.

سعادة الشيخة الدكتورة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة مدير عام معهد الإدارة العامة، عضو المجلس الأعلى للمرأة، وإحدى الكفاءات الوطنية النسائية المخلصة التي تبوأت مواقع هامة ومؤثرة في التعليم العالي وقبلها الخارجية ومحطات عديدة تسبقها، الشيخة رنا قامت مشكورة بإضافة مادة وطنية مميزة تدرس للكفاءات الوطنية ضمن البرنامج الوطني للقيادات بالمعهد.

وهنا نتحدث عن الحس الرفيع من المسؤولية في ترسيخ البحرين بتاريخها العريق ومستقبلها الجميل في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك، والتطور المتسارع بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس الوزراء، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء والولاء، عبر وجود هذه الأسس الراسخة كـ"علم يُدرس" و"ذاكرة تاريخية وطنية" لا تُنسى، تُبنى عليها آمال وتطلعات تستشرف المستقبل، من خلال صناعة كوادر وطنية تعمل لأجل البحرين وشعبها وتستنير بعزم ورؤية قيادتها.

الإنجازات والأفعال المؤثرة تشهد على الجهود الوطنية المخلصة التي تعمل لأجل البحرين، والشهادة مجروحة هنا بحق الشيخة رنا وما قامت به من تطوير مؤثر في عمل معهد الإدارة العامة، بأسلوب يجعل العامل معها يتشرف بأن يكون جزءاً من هذا التطوير والتغيير والبذل لأجل الوطن.

كان لي الشرف بأن أكون محاضراً لهذه الدورة، وكم كان المشهد رائعاً ببدئها بعزف السلام الملكي ووقوف جميع المتدربين بكل إخلاص احتراماً، وكيف كان مشهد الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الغالي بوضع علمنا الشامخ على الصدور.

رحلة جميلة تمتد من الحضارات العريقة التي مرت بالبحرين الخالدة، أرض الخلود و"دلمون" المزدهرة مرورا بـ"تايلوس" العريقة و"أوال" الشهيرة، وبعدها دخول البحرين في الإسلام تلبية لدعوة رسولنا الكريم بكل حب وصدق وإيمان، وصولاً لملحمة الشيخ الشجاع أحمد بن محمد آل خليفة "الفاتح" التي كتبت بداية ملحمة "البحرين الأبية".

وكما كان الماضي اعتزازاً وفخراً، يأتي الحاضر ليزيدنا فخراً بقائد "شجاع"، برجل أقسم أن يضع البحرين وأهلها في قلبه وعينه، بـ"ملك إنسان" جاء بمشروع ليغير خارطة الأزمان. كان الحديث عن ملكنا الغالي منذ بداياته وحبه للرياضة والفروسية والرماية والسباحة ودراسته القرآن وتعاليم الدين وقرضه للشعر، ووجوده في مجلس والده الراحل العظيم صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله، كان حديثاً فيه بيان للتركيبة الفريدة لهذا القائد الفذ، وكيف حمل راية التطوير والإصلاح والتنمية، وكيف كان امتداداً لطيبة وأخلاق وكرم والده، وكيف كانت شجاعته وجرأته عبر مشروع إصلاحي شامل، أعاد به الحياة الديمقراطية، وفتح أبواب الحريات، واحتضن الشعب بمكرماته وعفوه، ونصر المرأة وأعزها. إنه الرجل الذي كتب في "الضوء الأول".. "أحلم بوطن يضم جميع أبنائه".

أبحرنا في إنجازات هذا القائد العظيم، تابعنا النهضة والتطوير ومقارعة الصعاب بقيادة الأمير سلمان، الرجل الذي حول كل فرد منا لعضو فاعل في "فريق البحرين" لأجل هذه الأرض وأهلها، وانتهينا بالتأكيد على قيمنا الأصيلة ومكارم أخلاق شعب البحرين، والتي تُرجمت في مشروع "بحريننا" المستلهم من فكر الملك حمد بن عيسى حفظه الله.

شكراً للشيخة رنا على هذه الخطوة الوطنية المؤثرة التي تُحسب لجهودها، شكراً لكل من يسعى لترسيخ تاريخنا وتراثنا ومسيرة النهضة بقيادة ملكنا، ويحولها لمحركات وطنية تدفع الجميع بمختلف الأجيال والأعمار للعمل لأجل البحرين وشعبها.

اعرف تاريخك، ملكك، إنجازاتك وقيمك، فهي تمثل للبحريني المخلص كل "الفخر والشرف".