* في ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُجدد محبتنا للحبيب، ونجدد شوقنا للقياه في الفردوس الأعلى، ونجدد دعواتنا بأن يُرزقنا المولى الكريم جواره وشفاعته يوم القيامة، ونجدد العزم بأن نسير على خطاه في هذه الدنيا الفانية، ونقتفي أثره، ونتمسك بسنته، ونُكثر من الصلاة والسلام عليه. قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». ولنستبشر بتلك البشارة العظيمة التي بشر بها صلى الله عليه وسلم بأن المرء مع من أحب. فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال: «المرء مع من أحب». وكأني أرى خطواتنا في الجنان الخالدة تستبشر وتهلل فرحاً بلقيا حبيبها صلى الله عليه وسلم، فتحتضنه وتستأنس بجمال كلامه وتشرب من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا تظمأ بعدها أبداً. فقد أحبنا وهو لم يرانا، كما أخبر عليه الصلاة والسلام صحابته: «أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني». اللهم اجمعنا به يا رب العالمين.
* سبحانك يا رب ما أسرع مرور الأيام، وما أجمل الأيام عندما تعيش في أجوائها مشاعر الحج في كل لحظة. فما أن ينتهي موسم الحج، وإلا ويبدأ كل فرد وبخاصة أولئك الذين لم تسنح لهم فرصة حج بيت الله الحرام، للتفكير في التسجيل في الحج القادم، وتبدأ لجان الحج وحملات الحج في إعداد العدة والتجهيز لاستقبال ضيوف الرحمن في «أجمل رحلات الحياة». سبحان الله ما أجمل هذا الشعور، بأن تفكر وفي وقت مُبكر بأن تكون في وفادة الرحمن. سواء كنت حاجاً أو إدارياً، فهو اصطفاء من الرحمن، فقد اختارك لتكون في وفادته، ولتكون مُتعبداً في ساحة يوم عرفة. التسجيل في شهر نوفمبر القادم، وما زال في الوقت سعة لكي تقرر وتجهز أمورك لتكون في ضيافة الرحمن، فهي فرصة لا تتكرر ولا تُعذر إن كنت مُستطيعاً وقادراً على توفير المال. الحج فرصة لتطهير النفوس وشفائها من أدران الحياة، فرصة لتضع خطواتك الأولى في رحلة جميلة لا تُعوض. فإن دعاك الرحمن فلا بد أن تُلبي هذه الدعوة. فهنيئاً لكل من اختاره الرحمن ليكون في وفادته، وهنيئاً للطواقم الإدارية في حملات الحج التي انطلقت للتجهيز لأجمل استقبال يليق بضيوف الرحمن، لذا لا بد من الجودة والإتقان في تقديم الخدمات لأنها في أطهر بقاع الأرض، وخدمة لوفود الرحمن.
* يحتاج المرء في بعض انطلاقاته الحياتية وبعض مشروعاته الإنسانية التي يقدم من خلالها عطاءاته للحياة، إلى أولئك الخبراء الذين يعرفون كيف يتعاملون معه، وكيف يعملون معاً بقلوب متآلفة في فريق واحد متآلف ومتجانس من أجل أن يظفر بمخرجات نوعية تساهم في تطوير مجال العمل الذي يعملون من خلاله. الانسجام في الأفراد يُعطي العمل رونقاً خاصاً وسعادة بالغة في إيصال رسائل الخير للآخرين، وفي ترك الأثر في المجتمع. والأجمل ذلك التقدير الجميل الذي يُقدرك به أصحاب الفضل، عندما يتعاهدون معك صفحات الخير، ويعطونك الطاقة المُثلى للانطلاقة المُتجددة والتطوير الأمثل. نحتاج إلى أن نكون أوفياء للمبدأ ونضع الأمور في نصابها، من أجل أن تنجح مشروعاتنا المجتمعية إن صدقنا في النوايا وأخلصنا في مبتغانا، حينها ستحل البركة في الخطوات. وما أجمل دعوات جيل الطيبين: «ربي يحطك في محط مبارك».
* يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين ولك بالمثل». فجميل جداً أن تكون دعواتنا لبعضنا البعض بالخير حتى نحصل على أجرها، وجميل أن تتجمل مواقف حياتنا بالدعوات الطيبة، ونُبعد أنفسنا عن مقتضيات الشحناء والعداوة والحسد والبغض. فإن استذكرت من تُحب أرسل له رسالة على هاتفه تدعو له بالخير. وإن ودعت من تُحب فودعه بالدعوات الخالصات بالتوفيق والصحة والعافية وطول العمر فلا تدري ما ينتظرك في الغيب. وإن صنع لك أحدهم معروفاً فقل له: جزاك الله خيراً فقد أبلغت في الثناء. وإن غادرت المنزل صباحاً فقبل رأس والديك واطلب منهم دعواتهم الجميلة التي تُبارك لك أوقات يومك. وإن رأيت نعمة عند غيرك فلا تقارن نفسك بها، بل قل له: ما شاء الله تبارك الله، ربي يُبارك لك وينفعك بها.
* ما أجمل أن ينشرح صدرك لعمل الخير والإقبال على الله تعالى، وما أحلى أن تكون دائماً مُنشرح الصدر مطمئن النفس في مواجهة طوفان وتحديات الحياة. يعجبني هذا الدعاء الذي يجدر بنا أن نكرره كثيراً «رب اشرح لي صدري». دعاء جميل يشرح الله تعالى به صدرك ويذهب به همك وغمك، فتقبل على الله تعالى بالطاعة والعبادة وعلى أعمال البر والإحسان.
ومضة أمل
اللهم سخّر لنا الأرض ومن عليها، وبارك لنا في خطواتنا أينما حلت.