هنا في دولة السلام والأمن "مملكة البحرين" نسعى للحفاظ على مكتسبات البلاد وما أوتينا من حقوق إنسانية بضمانات قانونية التزمت بها قيادتنا، وحققنا من خلالها الكثير من الإنجازات التنموية للبلاد حيث هي قيادتنا الحكيمة بحكمتها الرصينة التي تعمل جاهدة لتوسعة نطاق هذه الإنجازات لتكون دولية عالمية بأهداف إنسانية في محاولة لإنهاء مختلف الصراعات والنزاعات الدولية التي أشغلت الجهود، وأنهكتها حيث عدم المسؤولية الإنسانية وطغيان السلطوية والأنانية التي لن تنتج إلا الدمار والقضاء على حياة الإنسان.

في مملكة البحرين نرى كل يوم شعاعاً جديداً يرسخ قيم الإنسانية، ويعززها فنرى شباباً معمراً ورجالاً مجتهدين ونساء متعاونات ومجتمعاً وشعباً ناهضاً حيث هي القيم التي يعمل عليها وتبنى، والتي يؤكد عليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في كل لقاء يلتقيه مع أهالي وشعب مملكة البحرين بمختلف أعمارهم وأطيافهم ومستوياتهم لتكون هي الكلمات التي تحمل عمق المعاني والدافع للتطوير والبناء والمحافظة على مكتسبات البلاد من سلام وأمن وأمان فكلمات جلالة الملك المعظم التي قال فيها: "سنستمر في رفض كل أشكال التصعيد ومحاولات الاستعداد والتحريض التي تتعارض مع قيمنا الدينية والإنسانية النبيلة ..."، رسالة ومضمون متوافق مع ما يجري في الوقت الحالي من أحداث واضطرابات قد يكون لها تأثير سلبي وأبعاد من امتداد هذا الموج الذي يعكر صفو وأمان هذه البلاد لذا كان التوجيه والضرورة بالحفاظ على تلاحمنا وتماسكنا وقوة الفكر الرصين الذي يرجح كفة السلام والأمان وإخراج ومواجهة وتحدياً وتصدياً لكل من يضر ويؤذي ويزعزع أمن واستقرار منطقتنا وما يثير أي فوضى تقلق هذا الأمان.

فاللحمة الوطنية لها دور كبير وللقيادات والمفكرين والمبدعين والمتميزين في هذا البلد لهم قوة الدفع لتحقيق الهدف المنشود الذي هو غاية الجميع في صون هذا البلد ومواجهة من يضره بمختلف أشكال الضرر، فكان التأكيد على دور الأسرة ودور المعلم المربي الأول وأساس تعزيز الكثير من المفاهيم والأفكار والقيم لتكون هي الوطنية الحقة التي نشهدها اليوم في قيادات هذا البلد وثمرة جهود المعلمين والمؤسسات التعليمية، لأن المعلم لا يعلم فقط العلوم والمعارف، بل يلعب دوراً في بناء القيم الإنسانية أيضاً، فهو يغرس في نفوس الطلاب روح التعاون والتسامح، ويعلمهم أهمية الحوار والاحترام المتبادل، كل هذه القيم تسهم في بناء مجتمع متماسك ومتوازن قادر على مواجهة التحديات حيث هي الوطنية والعمل الجاد من أجل هذا الوطن، فيعلم الالتزام بالقانون والعمل الجماعي والحفاظ على موارد البلاد ومكتسباتها فهو قدوة صادقة متفانية في العمل تعكس أنموذجاً عملياً للشخص الوطني، فيكون قدوة للكثير من الأجيال التي تنشأ على القيم والمبادئ الوطنية.

المعلم محور التنشئة الفكرية والمهارية والوجدانية، فيعتمد عليه في صنع القادة المبتكرين والمفكرين والمبدعين والمخترعين القادرين على تحقيق إنجازات حقيقية لبلادهم، فحينما نرى نماذجَ من أبناء هذا الوطن تعمل بوطنية في كل أنحاء المعمورة من خلال المشاركات المتنوعة في المحافل الدولية والوطنية منها من يتحدث عن حقوق الإنسان، ومن يسعى جاهداً لتحقيق السلام، ومن يؤكد على رسائل القيادة الإنسانية ليجمع مجتمعاً دولياً يعمل على هذا الهدف، ومن يحقق إنجازاً عالمياً يمثل بكل فخر اسم مملكة البحرين، ومن يناشد بضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في السلام وما يفيد البشرية بأمان، ومن يعقد الاتفاقيات والمعاهدات بما يصب في صالح الوطن والمواطن، ومن يعقد اللقاءات للتباحث حول كل المستجدات ليضع الاستراتيجيات بما يتوافق مع الأوضاع الراهنة لتكون هي التحديات خلية وطنية عاملة أساسها وطني مبني على قيم خيرة مباركة نؤمن بأن هناك معلماً عمل بكل حب وإخلاص ووفاء وزرع قيماً إنسانية عظيمة حصدت الكثير من التميز والفخر لهذا البلد فهو حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم المعلم الأول وصانع النهضة معلم الإنسانية والوطنية.

فالمعلم في عيده هو تكريم لكل الجهود المبذولة في بناء الوطن والمساهمة في تقدمه فهو حجر الأساس في تشكيل الوعي الوطني وتحقيق الإنجازات الوطنية، لذا كان الاهتمام بالتعليم والمعلم لكونه أساس كل إنجاز وأمل المستقبل فشكراً لكل معلم فهم رسالة التعليم وعلم بكل حب وحقق من وراء تعليمه إنجازات رفعت اسم البلاد وراية الفخر والاعتزاز.

* إعلامية وباحثة أكاديمية