اقترحت اقتراحاً في يوم من الأيام من العام 2015 وفي أحد اللقاءات العلمية، أن أخوض تجربة دراسية جديدة للحصول على شهادة البكالريوس في الحقوق، رغم نيلي شهادة الدكتوراه في علم النفس التربوي، فطرحت علي الأسئلة الكثيرة هل لديك المقدرة ؟ هل لديك الإمكانية على استيعاب علم جديد فنحن كبرنا على تجربة دراسية جديدة ؟ ولماذا لا تكون شهادة دكتوراه في مجالك بتخصص آخر؟ وبعدها فتح الحوار والنقاش حول الكثير من المحاور التي تناولت هذا المقترح، كان أولها هل من أشخاص خاضوا هذه التجربة في مملكة البحرين؟ فكانت الإجابة نعم ومنهم الدكتوره هدى الخاجة التي كانت عميدة الدراسات والبحوث في جامعة البحرين درست الدكتوراه في التربية الرياضية وبعدها أخذت بكالريوس الحقوق وغيرها من الأسماء حيث خضن مقاعد الدراسة من جديد يخالطن شباب العشرين.. إنها عزيمة المرأة وإصرارها على إحداث الجديد، ولكن السؤال الذي يأتي بعده ما هي الفائدة وهل سيكون هناك تغيير للمسار؟ ليس بالضرورة أن يكون هناك تغيير للمسار وإنما إضافة علم على علم مكمل في دائرة العلوم التي نستقيها من عالمنا يوماً بعد الآخر، فكلما جهلنا علماً من حولنا لماذا لا نخوض بحره لنتعلم ونقرأ تجارب الآخرين بالمشاركة مع العشرين من شباب هذا المستقبل.. العصر الجديد، ومن أساتذة ينقلون خبراتهم العلمية بما هو جديد ومضاف إلى عالم العلم، كما قدرتك على قراءة كتاب وإنهائه والتسلح بمعارفه خلال زمن تخصصه من وقتك الذي يمر أحياناً دون استثمار.

بدأت تجربتي وأصبحت حقيقة بعد أن كان التحدي بإكمال هذه التجربة بتمييز وبعد 3 سنوات مضت من عمرنا استطعت أن أحقق الهدف بحصولي على شهادة بكالريوس الحقوق بجانب شهادة الدكتوراه في الدراسات العليا تخصص علم النفس التربوي فكان هو اسثماري في الثلاث سنوات الماضية فلكل شخص أهداف ومن خلال أهدافه يكون هو استثمار وقته فمنهم من يستثمره في علم واكتساب مهارة جديدة، تفيد الشخص في حياته العملية والاجتماعية معاً، ويساعد على تحسين وضعه الاجتماعي، ومنهم من يستثمر الوقت في العناية بنفسه، ومنهم من يستثمر الوقت في المعرفة والتعلم واكتساب علوم جديدة الأمر الذي لا يُقدّر بثمن، ومن الجدير بالذكر أن التعلم لا يكون فقط من خلال الالتحاق في الجامعات والمدارس والمعاهد، بل من الممكن زيادة المعرفة من خلال قراءة الكتب والصحف بالإضافة إلى الروايات أيضاً، ومنهم من يستثمر وقته في السفر إلى بلدان وأماكن جديدة تساعده على خوض تحديات جديدة تجعل الفرد يعود إلى وطنه مع كم هائل من المعارف والقدرات الفكرية التي يمكنه تطبيقها عندما يرجع، وغيرهم يقضي وقته في الاجتماع مع الأصدقاء والمعارف في المناسبات المختلفة مثل أعياد الميلاد والعطل. التأمل والتفكير بكل ما هو مهم في الحياة. كتابة المذكرات، فهذا يساعد على تحديد الأمور الأكثر أهمية في الحياة، كما أنه يساعد على تحديد أسباب المشاكل التي تحدث وإيجاد أفضل طريقة لحلها، فلو استثمر كل فرد منا وقته بما هو مفيد قضى على الكثير من مشاكلنا في الحياة، ومن هناك دعوتي إليكم لمن لم يستثمر وقته بعد.. التفكير قليلاً في الوقت الذي مضى والعمر الذي رحل.. متسائلاً أين وصلت؟ وماذا قدمت؟ وما هي البصمة التي حققتها لمجتمعي؟ وما حجم ثقتي بنفسي وما هو علمي الذي أفيد به الآخرين ؟ فالنفس البشرية تحتاج دائماً إلى الانشغال .

من خلال خوض هذه التجربة التي مرت بصعوبة الوقت وتحدي الظروف والإمكانيات والقدرات إلا أنها كانت متعة لا يدرك قيمتها إلا من أحبها بعمق، متعة في معرفتك بشباب أصغر منك لتجديد طاقاتك في الحياة وإعطائك دوافع المبادرات ، متعة في أن تتعرف على جيل ليس من جيلك وأنت تخالطهم مقاعد الدراسة يتعاملون معك كزميل لهم تعرف أسرارهم التي هي أسرار شباب العصر، تعرف كيف يفكر؟؟.. وكيف يخطط ؟؟..وكيف يتعامل؟؟.. لكي تتقرب منهم فهم بحاجة لتكون قريباً منهم حتى تفهم أبناء وطنك.. وماذا يحتاجون؟؟ استطعت أن أبني علاقات جميلة مع زملاء الدراسة الذين يصغرون عن عمري 20 سنة فهي أجمل قاعدة علاقات لمستقبل جديد تضاف على قاعدة العلاقات الاجتماعية التي توازي أعمارنا.. كم هو جميل أن تصبح مستشار هذه الفئة، وكم هو جميل أن تكون مرشداً لها في جوانب من الحياة العلمية والعملية والاجتماعية.

وللحديث صلة