بداية، لا بد أن نشيد بالعلاقات الطيبة والمباركة بين مملكة البحرين والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بكونها علاقات تاريخية ممتدة في جذور الزمن وتشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وأخيه خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة -حفظهما الله- وروابط الأخوة والمصاهرة والنسب ووحدة المصير الواحد والأهداف المشتركة التي تجمع بين شعبيهما والتي تزداد صلابة على مر الأيام والسنين والتي تسهم في خلق جو الأسرة الواحدة والمزيد من العلاقات المتميزة بين البلدين في كل المجالات.

ولا شك في أن المملكتين كل لا يتجزأ.. وهما جسدان تنبض فيهما روح واحدة، فمواقف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية المشرفة والداعمة والمساندة لمملكة البحرين لبناء نهضتها وتكريس حضورها الدولي لا يمكن أن يسعها مداد قلم أو تدوّن بين دفتي سجل الكتب فهي حاضرة وشاهدة للعيان منذ قديم الزمن، غير أنها يحتويها وجدان ومشاعر كل مواطن بحريني ينظر إلى المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً بكل اعتزاز وفخر باعتبارها حصن وقلعة العرب والمسلمين.

كما تضيف العلاقات الأخوية الحميمية لبنة جديدة في مسيرة تعميق وتوطيد علاقات التعاون المشترك بين المملكتين خاصة وبيت العرب عامة، وذلك في ظل ما تتمتع به الحكومتان من رؤية ثاقبة وقراءات واضحة وواقعية للظروف الدولية والإقليمية الراهنة، التي تصب في عمق الوطن الخليجي والعربي باعتبارها العمق الاستراتيجي للبيت العربي الكبير ومهبط الوحي وقبلة الإسلام والمسلمين.

كما جسدت زيارات القادة عمقاً للعلاقات التاريخية بين المملكتين ولا سيما في ظل دعمهما للجهود التنموية على كافة الأصعدة، التي كانت وستظل مثالاً يُحتذى به، والتي ترتكز على تاريخ طويل ممتد من التواصل والود والمحبة والعمل المشترك في كل المجالات ومنها العسكرية والأمنية والإعلامية والثقافية والأدبية، وذلك لوجود حكومة واعية في كلا البلدين لإعلاء وحدة المصير المشترك بين أبناء الشعبين الشقيقين. وتاريخياً تعود العلاقات الرسمية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين إلى الدولة السعودية الأولى «1745-1818»، حيث بدأ التلاقي بين البلدين وتوطدت تلك العلاقة في الدولة السعودية الثانية «1840-1891» توجتها العديد من الزيارات في تلك الفترة بين المسؤولين في البلدين والتي كانت تهدف إلى التشاور والتعاون لما فيه مصلحة الجانبين.

وفي هذا الصدد، فإنني أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشعب السعودي الكريم بهذه المناسبة المباركة.