يتابع العالم الحرب الناشبة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناركورنو كاراباخ، والدور التركي المشؤوم الذي أوقد فتيل الحرب وأججها، كما مازالوا يتابعون حجم الانتشار والتوسع للقوات التركية في مناطق متفرقة بما يدعو للتساؤل حول المقدرات العسكرية التركية التي تغطي كل تلك الصراعات في آنٍ واحد، فضلاً عن المصالح التي تبحث تركيا عن تحقيقها جرّاء كل تلك الحركات العسكرية.

كلنا نعلم بالوجود التركي في قطر ودوره المزعوم في حماية أمن الخليج، واستنزافه الخزينة القطرية، وكلنا نتابع التعاون بين إيران وتركيا في شمال العراق، والذي يحمل في حقيقته أبعاداً وغايات تتجاوز العراق وحده، وندرك طبيعة الأدوار التي تؤديها تركيا في كل من سوريا واليمن وليبيا، فضلاً عن الوجود التركي في السودان والصومال، ناهيك عن الصراع على قبرص والآن الدخول في صراع أذربيجان وأرمينيا.

ثمة تساؤلات كثيرة حول فرط الحركة التركية في هذه الآونة، وحديث مفصل لدى كثيرين حول مشروع العثمنة الجديد، وهو كذلك بالفعل. وهو ما يبرر ما نراه من وجود تركي في كل تلك المناطق مجتمعة على نحو السعي لإيجاد موطئ قدم. ونرى من خلال هذا كله كيف قررت تركيا القفز كالقرد من فراغ إلى آخر في المنطقة، وكيف أنها من خلال تلك المساعي مجتمعة تعمل على الإحاطة بالخليج العربي.

السؤال الذي يطرح نفسه، هل تشكل تركيا خطراً على أمن الخليج العربي؟ بلا شك نعم، فبالإشارة إلى سقوط أعلام وإحلال علم تركيا مكانها في مناطق متفرقة، تطوق تركيا الخليج العربي ببسط نفوذها على الدول المحيطة به، غير أن ذلك لا يهدد المصالح الخليجية وحدها، فهناك أيضاً الأمن المصري الذي وضع لتركيا خطوطاً حمراء في ليبيا على نحو واضح، ومثلها روسيا في الصراع الأذربيجاني الأرمني التي وجدت في المشاغبات التركية تهديداً لمصالح مهمة لها فدخلت في المعادلة لتقويض الدور التركي ووضع حد له.

* اختلاج النبض:

الخليج العربي بات يبرز دوره في عموم المنطقة على نحو واضح، وانكشاف أوراق القضية الفلسطينية من كواليس السياسة الخليجية التي أظهرها الأمير بندر بن سلطان، كانت كفيلة بالإفصاح عن نزر يسير من الدور الخليجي المهم في عموم المنطقة، وكيف أن الحنكة الخليجية للسيطرة على المهددات تتجاوز المشاغبات التركية المجنونة والجعجعات التي لا طائل لها.