المتاحف جزء رئيسي من المنظومة الثقافية السياحية العالمية وهي تشهد دائماً إقبالاً كبيراً من السياح يمشون بين ممراتها ويتنقلون في أروقتها لقراءة ما هو مكتوب على زواياها والاستماع بتمعن لذلك المرشد السياحي الذي يكاد يختفي مع التطور التكنولوجي الحديث.

قدمت العديد من الدول الأوروبية كأستراليا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا وروسيا نماذجَ في كيفية تطوير وتنظيم المتاحف لجذب زوارها وبما أن القطاع الثقافي السياحي اليوم بجميع تفاصيلة يشهد طلباً متزايداً على تبني التقنيات الحديثة وليس فقط لتقديم خدمة ملموسة في المتاحف ولكن لفهم رغبات وتطلعات العصر ليأتي السؤال الأهم كيف يجب أن تكون المتاحف الحديثة؟

لفت انتباهي منذ أيام إعلان متحف البحرين الوطني عن تدشين برنامج توعوي حول آثار وتراث مملكة البحرين باسم «قطعة الشهر» يلقى من خلاله الضوء على مقتنيات متحفية لم يتم عرضها من قبل سيتم عرضها مرة في الشهر في بهو المتحف وبتقنيات عالمية حديثة بحيث يستطيع الزائر من خلال «QR CODE» معرفة جميع معلومات هذه القطعة المعروضة.

لا مفر اليوم من أن نكون أمام إدارات متاحف مختلفة وذلك في ألا تضع أهدافها وإستراتيجياتها كما كانت والمتاحف الجادة في هذا الوقت تكرس نفسها ومواردها ضمن استراتيجيات مختلفة فعلى سبيل المثال بعض الدول اليوم تعمل على التسويق والدعاية لعرض القطع النادرة والمقتنيات الثمينة بعد أن تصورها ومن ثم تكبرها وتلصقها على الجدران مع التعريف بها في المجمعات التجارية الجديدة والأسواق الشعبية وعلى الحافلات وفي الشوارع والمدن والقرى ليرى الناس حولهم في كل وقت هذه القطع النادرة والتي تعود لحضارات عريقة.

تبقى الفاعلية الكبرى لمواكبة هذه التغييرات، في عرض آثارها عن طريق الهواتف الذكية ووسائل الاتصال والتكنولوجيا، فتتيح الفرصة للبحث والنقاش وتعزز الرغبه لدى الناس والدافعية لزيارة البلد من أجل التعرف على متاحفه وآثاره لينطلق من هنا مفهوم نامٍ وجديد بأن المتحف يقوم بدوره التثقيفي السياحي بمساعدة الحملات الإبداعية الترويجية. اليوم كلنا نطمح أن يفعل في مملكة البحرين نظام التسويق الإبداعي لمتاحفه ومقتنياته الأثرية بشكل أكبر وأوسع، وفي انتظار رؤية المزيد من المكتشفات الأثرية لحضارتنا العريقة كلقلعة البحرين ومعابد باربار ومسجد الخميس وغيرها مصورة ومكبرة حولنا على الجدران أينما كنا وذلك للمزيد من الإثراء، ولجذب أكبر عدد من الزوار سواء من الداخل أو الخارج وبالتالي تزدهر السياحة الثقافية.