إن رعاية تميز إمكانات الأطفال منذ الصغر يعد أمراً ضرورياً يتحتم عليه تنمية مجتمعات بل أوطان ومن خلال هؤلاء الأطفال تزدهر صناعات وثقافات بسبب مواهبهم الخارقة.

اليوم أصبحت نظرة أولياء الأمور لاكتشاف وصقل مواهب أبنائهم أكثر وأكبر وأشمل، والإيمان بأن كل طفل لديه مجال معين يتميز فيه هو أمر حقيقي ينمو ويتطور بالاكتشاف المبكر والصقل والتدريب ليصبح في نهاية الأمر طفلاً موهوباً خارقاً.

نعم تعتبر عملية الكشف عن الموهوبين المدخل الصحيح لرعايتهم وصقلهم في مراحلهم العمرية المبكرة لتكون مواهبهم استثماراً اجتماعياً واقتصادياً ووطنياً، ولكن كيف تكون عملية الاكتشاف؟ وكيف تكون آلية صقلهم؟ وأين؟

عندما دعا الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه الطفل الموهوب آدم في شهر مارس الماضي وسمع شرحاً مفصلاً عن شغفه بعلم الفضاء وبأن حلمه أن يكون أحد رواد الفضاء وكيف كان رد سمو الشيخ ناصر بأنه سيقف بجانبه حتى يتحقق حلمه لم يكن كلاماً عابراً بل هي رسالة عظيمة لاكتشاف الموهوبين وصقلهم والوقوف بجانبهم، حقاً إن هذا الطفل مشروع وطني وكم من أطفال آخرون ينتظرون أدوارهم لتحقيق أحلامهم.

هناك مراكز عديدة تهتم بإبداعات ومواهب الأطفال والشباب في مملكة البحرين منها مركز رعاية الموهوبين، ومركز الإبداع، ومركز سلمان الثقافي، وغيرها من المراكز الأهلية والخاصة ولكن فلنتوقف قليلاً وبالتحديد عند مركز رعاية الموهوبين التابع لوزارة التربية والتعليم.

لقد أنشئ مركز رعاية الموهوبين التابع لوزارة التربية والتعليم في 11 ديسمبر 2007، وهو عبارة عن مبنى يقع بالمحرق، تعتبر استعداداته من الخارج بسيطة جداً كمبنى مسؤول عن صقل مواهب أطفال البحرين عن طريق المدارس، ومن وجهة نظري البسيطة أرى أن ما يميزه كمبنى فقط بأنه يقع بالقرب من أول مدرسة نظامية وهي الهداية الخليفية لربما كي نتذكر أن البحرين دائماً سباقة بالتعليم والتطوير ولكن هو بالأحرى يقع في حي سكني محيط بالبيوت ولا يوجد حوله حتى مواقف للسيارات، ولا تتوفر فيه الشروط اللوجستية اللازمة أما بالنسبة للمرافق الداخلية له فأذكر خلال زيارتي له بأنها محدودة وغير مجهزة لكافة أنواع المواهب والإبداعات.

ولكن السؤال الأهم هل آلية البرامج التي يقوم عليها المركز كافية لاكتشاف جميع المواهب في مدارس البحرين وبالتالي تبنيها وصقلها؟ وهل البرامج المطروحة شاملة أم محددة على جوانب معينة؟ وكيف يتم إعداد الخطط الاستراتيجية لتنمية تلك المواهب؟ وهل يتم فعلاً ربط الطلبة الموهوبين في سنوات دراستهم الأخيرة بالجامعات حتى تدرك تلك الجامعات بأن الطالب الملتحق بها موهوب؟ وهل يتم مساعدتهم في اختيار التخصصات التي تتزامن مع مواهبهم؟ وهل يتم بعد ذلك ربطهم بسوق العمل؟ وسؤال أخير وأعلم بأن أسئلتي حول هذا الموضوع كثيرة؛ كم طالباً أصبح لامعاً محلياً ودولياً بعد أن درب في هذا المركز!؟

عذراً يا وزارة التربية والتعليم ولكن علينا أن نعلم أين هو مركز رعاية الموهوبين اليوم على خارطة الرؤية الاقتصادية 2030 والتي أطلقها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.