على نهج جلالة الملك المفدى خطت الدبلوماسية البحرينية مسيرة أكثر من خمسة عقود من العطاء والإنجازات المتحققة على أرض الواقع، ارتكازاً على المبادئ والقيم الأصيلة والراسخة التي وضعت لبنات الهوية البحرينية المتميزة باعتبارها عضواً فاعلاً في محيطها الإقليمي والعالمي، فعلى المستوي الإقليمي وسيما العربي من خلال الدور الهام لها كعضو فاعل في مجلس التعاون وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي دعمت البحرين على مدى تاريخها حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومناصرة القضايا العربية في المنصات الدولية، والحرص المتواصل على استقرار الدول العربية وتنميتها، واستطاعت الدبلوماسية البحرينية من مد جسور الصداقة بين الدول الشقيقة والصديقة في جميع أنحاء العالم. كما أنها على المستوى العالمي تبوأت مكانة مرموقة على أساس من الاحترام المتبادل من خلال موقفها الراسخ في جهود دعم الاستقرار والسلام العالمي والتعايش السلمي واحترام الآخر، حيث تتبنى الدبلوماسية البحرينية نهج الاعتدال والاتزان ونشر قيم التسامح لذا وجدنا إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي يتمتع بتقدير دولي، ولا ينفصل عن ذلك الجهود والتعاون المستمر مع كافة الأطراف المعنية بالحوار وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والتطرف الفكري ولقيت مبادرات الدبلوماسية متعددة الأطراف بترحيب واسع ولاسيما مبادرة تحديد يوم الخامس من أبريل يوماً عالمياً للضمير وغيرها، والتوقيع على مبادئ إبراهيم التي تؤسس لحقبة من السلام يجنب الأجيال القادمة ويلات الصراع والنزاع، وهذا التقدير هو ما حدا باختيار أعضاء الأمم المتحدة للشيخة هيا بنت راشد آل خليفه رئيسة للدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2006م، ومن الجدير بالذكر هنا أن المرأة البحرينية منذ دخولها معترك العمل الدبلوماسي منذ عام 1972، كانت فاعلة في موقعها حيث تم تعيين أول سفيرة للمملكة في فرنسا عام 1999، كما شغلت المرأة البحرينية أول منصب لوكيل وزارة الخارجية على مستوى الوطن العربي عام 2017، وبلغت نسبة السفيرات البحرانيات 9% ووصلت نسبة البحرانيات في الوظائف الدبلوماسية إلى 31%، ونسبة العاملات في وزارة الخارجية 33%.

إن قدرة البحرين على تجاوز التحديات المعاصرة بأقل الخسائر الاقتصادية إنما يجسد مدى القوة التي تتمتع بها البحرين والثقل والوزن الدولي والإقليمي، ورؤية الحكومة الثاقبة لمواجهة كافة الظروف والاحتمالات بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.