الأنهار في العالم كله مياهها عذبة، وهي أنهار تتدفق إما من جبال شاهقات مكسوة بالثلوج والجليد، فإذا أصابتها حرارة ذابت، أو من بحيرات حلوة شاسعة، يتدفق ماؤها منها في جداول، مشكلة أنهاراً تسير مسافات بعيدة أو قصيرة، تحيي الأراضي التي تمر بها ومن عليها، مثل نهر النيل.

كانت عندنا في البحرين، عيون طبيعية صغيرة تشبه البحيرات الكبيرة، لكن جداولها قصيرة وماءها عذب، وكنا نتخذها متنزهات في فصل الصيف، مثل عين عذاري وعين الرحى، وتلك الأماكن أراضيها مكسوّة بغابات من النخيل والأشجار الأخرى المثمرة وغير المثمرة. وأفل نجم تلك العيون بعد أن جفت.

في كتبنا المدرسية القديمة إن عدد جزر البحرين 33 جزيرة والتنقل من جزيرة إلى أخرى بالسفن الخشبية الصغيرة «العبّارات»، المسيّرة بالأشرعة أو المجاديف، والجزر المتقاربة بعضها ببعض يكفي استعمال المجداف أو التفريس بالخطرة.

في عصرنا المعاش، وفي عصر النهضة المباركة منذ عهد المغفور له صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين، ثم في عهد صاحب السمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة محقق الاستقلال، أسكنهما الله في واسع جناته، والآن في العهد الزاهر بقيادة مليكنا المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أطال الله عمره، وأمده الله تعالى بعون من عنده، ازدادت الجزر إلى أكثر من 33 جزيرة، باستحداث جزر صناعية لبناء مدن لسكن المواطنين، الآن بالإضافة إلى الجزر الطبيعية السابقة الذكر، هناك جزر أمواج والدرة وشرق الحد وشمال المنامة وشرق سترة، وأكبرها وأجملها مدينة الأمير سلمان العامرة، حفظه الله تعالى ورعاه.

مدينة سلمان هي عدة جزر موصولة بالجسور، وتكتنفها القنوات المائية المالحة التي تشبه النهيرات الصغيرة غير الآسنة، كونها متصلة اتصالاً مباشراً بالبحر، فمياه هذه القنوات تتجدد بحركة المد والجزر، وقوارب السكان سواء للصيد أو التنزه بالقرب من البيوت، وما تتميز به هذه المدينة الحديثة، المسطحات الخضراء والملاعب والمرافق العامة، وسكان هذه المدينة الجميلة خاصة الشباب، أخذ بلبي وسيطر على كل مشاعري، عندما رأيتهم في استطلاع تلفزيوني وهم يسبحون في تلك الجداول كما كنا نحن جيل الأربعينات من القرن الماضي نغوص ونسبح في البحر وعذاري وعين الرحى وعين السفاحية، وممارسة الرياضات المائية الحديثة، والشيء الذي يجب لفت النظر إليه، هو ذلك النهر المالح الممتد من الجنوب من جسر الشيخ خليفة متجهاً إلى الشمال مروراً بجسر الشيخ حمد ثم جسر الشيخ عيسى والجسر الرابع الموعود الذي سيليهم من الشمال، هذا الموقع سيكون من أروع المنتزهات في مملكتنا العزيزة ما بين المنامة والمحرق، وهذا يحتاج إلى تعاون الوزارات ذات الصلة، ثانياً على وزارة شؤون الشباب والرياضة وبالتعاون مع الأندية استغلال هذه القنوات لإقامة النشاطات المائية المختلفة، راجياً ومثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها سعادة وزير الإسكان لتلبية طلبات المواطنين، راجياً لسعادته التوفيق.