أخذ مرتبات الأبناء أحد صور العقوق

قال الشيخ عبدالمجيد العصفور إنه شرعاً وقانوناً يجب على الآباء تربية «عيالهم» تربية صالحة، والإنفاق عليهم حتى يصلوا إلى مرحلة يستطيعون التكسب فيها، نجد ذلك في الذكر الحكيم والأحاديث والروايات الشريفة وما استنبطه علماء الإسلام من أحكام فقهية لا يمكن التنصل منه بحال من قبل بعض الآباء، كما نجد ذلك في عدد من مواد قانون الأسرة في مملكتنا الغالية -تحديد المواد ٦٢ وحتى ٦٧- والذي أقر من قبل السلطة التشريعية في عام ٢٠١٧ وصادق عليه جلالة الملك المعظم.

وأضاف: «من هنا فإن تنصل بعض الآباء عن مسؤولياتهم في النفقة أو تربية وتأديب أبنائهم وبناتهم يحملهم مسؤولية شرعية وملاحقة قانونية أمام القضاء.



وفي أمثلة لعقوق الآباء تجاه الأبناء يقول الشيخ العصفور: «من خلال المراجعات التي ترد إلينا نجد عدداً من الصور التي تعكس تنصل بعض الآباء عن مسؤولياتهم أو تعسفهم في المطالبة بالإحسان اليهم، مثل أخذ بعض الآباء مرتبات أبنائهم أو بناتهم بالكامل مع عدم حاجتهم إلى شيء منها بحجة الإنفاق على الأسرة، والحق أن الإنفاق لا يجب على الأبناء إلا إذا عجز الآباء عن الإنفاق على أنفسهم ولا يوجد لهم مال ينفقون منه».

و أضاف: «من الصور ما نجده في المحاكم من شكاوى أمهات من تحملهن النفقة على عيالهن مع قدرة آبائهم على الإنفاق، ويتكرر ذلك بصورة واضحة في حالات الطلاق».

وأردف: «أتذكر حالة اختار فيها الأبناء البقاء في حضانة أمهم، مع إلزام الأب بالإنفاق عليهم بحسب القانون، وبمجرد أن وصل الأبناء إلى سن من يستطيع التكسب أوقف الأب النفقة عنهم، لكنهم لم يحصلوا على فرص عمل يتكسبون منها، فلما راجعوا الأب رفض التجاوب معهم، رغم قدرته وغناه، وقال لهم اذهبوا للجمعيات الخيرية، ولم تجد الأم بداً من الإنفاق عليهم، الأمر الذي لا يلزمها به الشرع ولا القانون».

ويقول العصفور: «أراد شرعنا الحنيف وفي ضوئه سار قانون الأسرة، تنمية الأسرة وجعلها حاضة تنموية تخرج أجيالاً صالحين تربط بينهم علاقة ودية ملؤها الحب والإحسان، وتأتي الاستجابات الرحيمة بينهم بشكل تلقائي انطلاقاً من الشعور بتقوى الله عز وجل، أما ما نراه من عقوق من قبل بعض الأولاد أو تنصل وأنانية من بعض الآباء فهو بعيد عن غايات ديننا الحنيف ولا يؤدي إلى بناء أجيال صالحة».