إيمان عبدالعزيز |
الصبو إلى القمة بتكلل كافة الجهود المضنية بنجاح وتميز في مضمار المنجزات المقرونة بالتكريم والمكافآت والإطراء، من الأمور التي تهفو في قلب كل مجتهد، ما يضع في نصب عينيه ديمومة هذا التميز في سائر شؤون حياته.
الاهتمام والثقة بالنفس وجهان لعملة واحدة، كلاهما يشعلان وقود الدافعية للسعي وراء تحقيق كل ما هو أفضل، ليصبح شخصاً بديلاً متميزاً عن من حوله.
وفي أحايين أخرى، قد تحدث بعض الاختلالات التي تضعف الثقة بالنفس، حينما يواجه الشخص منافساً له من أحد أقرانه سواء في المحيط العائلي أو الدراسي أو حتى المهني، ما يولد في ذاته الشعور بالغيرة والنقص اتجاه من ينافسه.
وعندما يطغى الشعور بالغيرة الممتزجة بالأنانية على ذات الشخص، يؤدي إلى حدوث عرقلة فكرية في سير تخطيط أهدافه التي كاد يسعى لتحقيقها قبل وجود منافس له، ما يلزمه بتسليط الضوء على شؤون الآخرين أكثر من التركيز على نفسه.
وغالباً ما يخضع الشخص الغيور للمقارنات التي يقيس من خلالها مدى المفارقات والاختلافات بينه وبين الغير، محاولاً النيل من مكتسباتهم وتحجيم جهودهم لإفسادها، ويستفرد بالتميز لوحده.
إن تفاقم ظاهرة الغيرة وتفشيها في نفوس الأفراد، ناقوس خطر يدق على مختلف البيئات بأصنافها العائلية والدراسية والمهنية وغيرها، لما لها من عواقب وخيمة تتمثل في تولد العداوات والكراهية والبغضاء التي تسبب احتقاناً في العلاقات الاجتماعية بين الناس، والسخط الذاتي على القدر، ما يدفع النفس للجحود ونكران نعم الخالق. إن الغيرة غريزة فطرية تولد مع الإنسان وشعور طبيعي وصحي في بعض الأوقات، ومن الممكن أن تدفع الفرد للإنتاج والعمل بصورة أفضل لو كانت المنافسة شريفة.
وحتى تعم أجواء المحبة والاستقرار الذاتي والاجتماعي لابد من التخلص من الغيرة ونبذ المبالغة والإفراط في حب الذات، والتحلي بالقناعة والرضا عن النفس دون مقارنتها بالآخرين، كلاهما يحققان السعادة والمتعة في تحسين جودة الحياة المجتمعية.