تربطنا في هذه الحياة علاقات مختلفة مع الآخرين، وبحكم هذه العلاقات تجدنا نبوح عن بعض الأمور الخاصة على سبيل "الفضفضة" ولكن هذه الفضفضة قد تتسبب لنا بعدة مشاكل قد لا ندرك عاقبتها إلا بعد فترة.

هنا وجب التنبيه بأن ليس جميع الأشخاص قد يستخدمون هذه الفضفضة لأغراض الفتنة وتعريض الآخرين للمشاكل، لا بل ممكن أن ينقل الموضوع على سبيل الحديث لكنه قد يفهم بشكل سلبي، ويأخذ منحى آخر، ويوقعنا في إحراج كبير غير مقصود، ولكن الموقف المحزن في هذه القضية عندما ننصدم بأصحاب القلوب المريضة الذين كانوا يتزينون بثوب البراءة والنقاء، ويجيدون باحتراف فنون التصنع والتمثيل والكذب والتحايل والتحريف في الحديث ليتم استخدام تلك الفضفضة كورقة رابحة لبث الفتنة في المجتمع، الأمر الذي يجلب لهؤلاء الأشخاص السعادة والإثارة والمنفعة الشخصية، وبما أنه أصبح من الصعب علينا في هذا الزمن تمييز الخبيث من الطيب والصديق من العدو.. فالحذر ثم الحذر هو الحل الأسلم.

إن الثقة الممزوجة بالحكمة عند تبادل أطراف الحديث مع الآخرين هو أمر مهم، كما أن الإنسان يحتاج للتنفيس عما يجول في نفسه في هذه الحياة، بشرط أن يكون في إطار من الحذر وانتقاء الكلمات والموضوعات التي يجب ألا تستعرض أمام الجميع.



وختاماً، أود أن أؤكد على الدور الكبير الذي يقع على عاتق المغردين والمؤثرين الإيجابيين في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم من الجهات المعنية بنشر الوعي لطرح هذه الموضوعات في البرامج التلفزيونية والإذاعية والتوعوية بين الحين والآخر بأسلوب متميز يساهم في رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع والنهوض بالأخلاقيات السامية التي يجب علينا كمواطنين بحرينيين أن نتمتع بها في مختلف المواقع.

عائشه العباسي