زهراء حبيب

«ملقا» التاريخية أم كما تنطق «ملاكا» باللغة العامية هي من أهم المناطق التاريخية في ماليزيا، فمازالت آثار البرتغاليين حاضرة في هذه المدينة الأثرية الصغيرة بمساحتها، لكنها تحمل كنزاً من المعالم السياحية، فهي مازالت تحافظ على طابعها التاريخي سواء على المستوى الحضاري والمباني بل حتى اللغة الدارجة بين سكانها الأصليين هي «البرتغالية».

وصنفت منظمة اليونسكو مدينة «ملقا» ضمن قائمة معالم التراث الأهم في العالم عام 2008، كونها تعد من أهم المدن المتواجدة في ماليزيا، والتي يحرص ملايين من السياح على زيارتها كل عام. وتقع «ملقا» الجهة الجنوبية من شبه جزيرة ملايو، وتطل على مضيق ملقا، هي ثالث أصغر أقاليم ماليزيا بعد بولاو بينانج وبيرليس.



وقال مدير عام هيئة السياحة الماليزية الداتو الدكتور عمار عبدالجبار في تصريحاته لـ«الوطن»: «إن الإعلان عن مدينة ملقا خلال مشاركتهم في معرض سوق السفر العربي 2023 جاء لتسليط الضوء على هذه المدينة السياحية والتاريخية الساحرة».

وأكد أن ما يميز مدينة ملقا الخليط المجتمعي فهي تجمع بين شرائح مختلفة منها الملاوي والهندي والصيني، مما جعلها تحظى بنسيج ثقافي مختلف وشامل.

كما يقع فيها ثاني أكبر برج في العالم والذي يتيح لزوار المدينة من رؤية معالمها الطبيعية والتاريخية والدينية من أعلى نقطة مما يزيدها جمالاً، ناهيك عن ما تتمتع به المدينة من مناطق أثرية وتاريخية لسكانها القدماء كالبرتغال، بالإضافة إلى حرص أهل المدينة على إرثهم التاريخي فعلى سبيل المثال لا الحصر تحدثهم باللغة «البرتغالية» حتى يومنا هذا، كما تتمتع المدينة بالأسواق الليلية، ونهر ملقا ومسجد «مضائق ملقا».

وعن خطط هيئة السياحة الماليزية لجذب السواح خاصة الخليجيين والمسلمين لهذه المدينة التاريخية، أكد أن الهيئة تسعى لزيادة عدد زوار ماليزيا بصورة عامة، ومدينة «ملقا» بصورة خاصة، من خلال الترويج لهذه المدينة في معرض سوق السفر كخطوة أولية، وسيتم الترويج لها إعلامياً في جميع المنصات الإعلامية.

وفيما يخص دور الهيئة في تشجيع السياحة في ماليزيا، أكد أن الهيئة تطرح حالياً خططاً سياحية متنوعة، خاصة بعد إغلاق حدودها خلال فترة جائحة كورونا التي كان لها الأثر السلبي على السياحة سواء على المستوى المحلي والعالمي.

ومن ضمن الخطط التي تضعها الهيئة السياحية في ماليزيا نصب عينها هي طرح باقة «الرحلات الآسيوية» أسوة بالرحلات الأوروبية، التي تتيح الفرصة للمستفيدين من هذه الباقة من زيارة ماليزيا وعدد من الدول الآسيوية القريبة منها، كأندونيسا وتايلند.

وأشار عبدالجبار إلى فكرة سياحية تعمل عليها ماليزيا حالياً، وهي سياحة المجموعة الصغيرة، والمجموعات الكبيرة، وذلك لتوفير أقصى سبل الراحة للسائح وزوار ماليزيا.

وأوضح أنه خلال جائحة كورونا يفضّل عدد كبير من السياح الخروج في رحلات سياحية ضمن مجموعة مصغرة وعائلية، لما التمسوه من راحة وحفاظاً على خصوصيتهم خاصة الزوار من الدول العربية والإسلامية، لذلك نعمل الآن على تفعيل هذه الخدمة بصورة أكبر، لافتاً إلى أن خدمة الرحلات السياحية ضمن مجموعة كبيرة مازالت موجودة للراغبين فيها، ناهيك حرص ماليزيا على توفر الطعام «الحلال» بصورة شاسعة.

وأفاد بأن هيئة السياحة الماليزية وضعت خطة مبدئية للحفاظ على البيئة المستدامة، منها تحديد الحد الأقصى للغواصين في المياه الساحلية، ولا يتجاوز العدد 20 شخصاً ضمن المجموعة الواحدة، وتنفيذ حملات لتنظيف الشواطئ الساحلية بصورة مستمرة.

وحث عبدالجبار كل من يخطط للسفر خلال الإجازة الصيفية، بوضع ماليزيا ضمن قائمة الدول التي يرغب في اكتشافها، وألا تفوته الفرصة خلالها من المرور على مدينة مالقا السياحية التعرف على معالمها التاريخية الساحرة، وسكانها الرائعين.