أيمن شكل

أكد رجال دين أن للتعليم والعلم مكانة عظيمة في الإسلام، باعتبارهما من أشرف الغايات وأجل الأمنيات، ولا سبيل للنهوض الحضاري لأي أمة حين يكون المجتمع بمعزل عن العلماء.

وأشاروا لـ"الوطن" إلى أهمية العناية بالجانب القيمي والسلوكي لطالب العلم والمعلم، وكذلك الصحة العقلية والنفسية والبدنية والارتقاء بالبناء الشمولي للطالب من خلال الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية.



وأوضح الشيخ الدكتور محمد حمزة فلامرزي اقتضاء سُنة الله تعالى في الكون بأنه لا سبيل إلى النهوض الحضاري لأيِّ أُمة من الأُمم، أو مجتمعٍ من المجتمعات حينما يكون بمعزل عن العلم والعلماء، مشيراً إلى قوله سبحانه في معرض الامتنان على نبيِّه داود عليه الصلاة والسلام (وعلَّمناه صنعةَ لبوسٍ لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ) [سورة الأنبياء: 80]. وقال إن هذه الآية تبين المرتكزات في العملية التعليمية، وهي أن التحصيل العلمي لا يُمكن أن يكون إلا على طرفين "مُعلم، ومُتعلم"، (وعلَّمناه).

ولفت إلى ضرورة وجود محتوى تعليمي من شأنه أن ينعكس على الواقع الحياتي للإنسان في بنائه وتحقيق مصالحه في هذه الحياة (صنعة لبوسٍ لكم لتُحصنكم من بأسكم)، وظاهر سياق الآية أن الله تعالى ألان الحديد لنبيِّه داود عليه الصلاة والسلام بمقتضى العادة القائمة على تحصيل أسباب العلم بإذابة الحديد، كإضافة بعض المواد ونحوها لا على سبيل المعجزة وبما يُفيد التعبير بصيغة التعليم، وكذلك عموم العلم إلى الخلق حيث امتنَّ الله تعالى عليهم بقوله:(وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرَّ وسرابيل تقيكم بأسَكم كذلك يُتمُّ نعمتَه عليكم لعلكم تُسلمون) [سورة النحل: 81.

ودعا الشيخ حبيب النامليتي الله عز وجل أن يوفق ويعين أبناءنا الطلاب في تحصيلهم للعلوم والمعارف واكتسابهم الآداب والخبرات، مشيراً إلى سمو ما يطلبون.

وقال إن "العلم من أشرف الغايات وأجلّ الأمنيات، وللتعليم في الإسلام مكانة عظيمة، فإن القراءة أول أمر ربّاني في كتاب الله"، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من سلكَ طريقاً يلتمسُ فيه علماً سهلَ اللهُ به طريقاً إلى الجنةِ"، وقد امتن ربنا سبحانه على نبيه صلى الله عليه وسلم بالعلم فقال: "وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً" [النساء: 113]، والعلماء ورثة الأنبياء: "وإن العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إن الأنبياءَ لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ" أي بنصيب تام وكامل.

وأشار النامليتي إلى أن العلم بذرة تلقى في نفوس الأبناء ثم يتم تعاهدها بالسقي والعناية حتى تكبر، وتثمر هذه الشجرة فيستظل المجتمع بها ويجني ثمارها، فلا تنهض المجتمعات إلا بالعلم، فالأمم تحتاج إلى الطبيب البارع في عمله، والمهندس المتقن في رسمه، والمعلم الحريص على نفع طلابه، وهكذا في سائر التخصصات بحسب احتياجات سوق العمل، كما أنها بحاجة إلى العالم الشرعي الذي جمع بين التمكن العلمي والورع والخشية من ربه، فينظر ليعلم الناس ويعظهم، ويفتي في النوازل الشرعية.

ووضع الشيخ محمد سعيد العرادي إرشادات في كيفية تحصيل العلم، وأولها الكتابة، منوهاً إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قيّدوا العلم. قيل: وما تقييده؟ قال كتابته"، وثانيها المذاكرة

حيث أشار أهل البيت عليهم السلام إلى ثواب المذاكرة التي اعتبرها نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم كتسبيح الله تعالى فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم فاطلبوا العلم في مظانّه واقتبسوه من أهله، فإن تعلّمه لله تعالى حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح"، وثالثها الحفظ، لما ورد من أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما العلم؟ فقال: الإنصات، قال: ثم مه يا رسول الله؟ قال: الاستماع، قال: ثم مه يا رسول الله؟ قال: الحفظ، قال: ثم مه يا رسول الله؟ قال: العمل به، قال: ثم مه يا رسول الله؟ قال: نشره، ورابعها مجالسة العلماء لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من جلس عند العالم ساعة ناداه الملك جلست إلى عبدي، وعزتي وجلالي لأُسْكنَنَّك الجنة ولا أبالي".