مع بداية العام الدراسي الجديد يفضل ألّا يبدأ الأساتذة في عملية التدريس وشرح المواد المقررة في المنهج الدراسي من أول يوم يداوم فيه الطلاب بعد انقضاء إجازتهم الصيفية وكأن الدُنيا ستطير إذا تم تأجيل الدرس يوماً أو أكثر، جميعنا يدرك أهمية الوقت وقيمته ولكننا ندرك أيضاً أن عملية التهيئة النفسية للطالب في أول أيامه الدراسية لا تقل أهمية عن التعليم لما لها من أثر كبير وإيجابي على نفسيته ومن ثم على أدائه الدراسي.

للمعلم دور مهم في تهيئة طلابه نفسياً لتلقي المادة الدراسية التي سيقوم بتدريسها وذلك ببناء علاقة إيجابية لنجاح عملية التعليم مثل:

- استقبالهم بالابتسامة والمصافحة والكلمات الترحيبية وتوزيع الهدايا والحلوى في بداية العام يشعرهم بالتقدير، أشياء بسيطة وغير مكلفة ولكنْ لها تأثير كبير على نفسية الطالب «تبسمك في وجه أخيك صدقة».



- نداء التلاميذ بأسمائهم، والتعرف على من هو جديد منهم، والحديث معهم مع استخدام بعض الحركات العاطفية مثل المسح على الرأس والربت على الأكتاف خصوصاً مع من هو محروم عاطفياً له أبلغ الأثر في قلوبهم.

- استخدام الأساليب المشجعة، فليس الطلاب جميعهم على قدر واحد من الذكاء والتفوق، منهم من لم يحالفه النجاح ويسيطر عليه الإحباط، والإنصات إليهم وتفهم مشاعرهم يعزز لديهم الشعور بتقدير الذات.

- بدء العام الجديد بالعفو والتسامح والرحمة واللين وطيّ صفحة الماضي بما فيها من أخطاء وفتح قنوات جديدة للتواصل مع الطلاب.

وللهيئة الإدارية دور كبير في الاستقرار النفسي للطالب من خلال تهيئة بيئة التعليم والتعلم الآمنة، وجاهزية الصفوف ونظافتها وتوفير الكتب واكتمال المعلمين عندما يشعر الطالب بأن كل شيء في المدرسة يسير وفق نظام وتخطيط وإدارة واعية من خلال التعامل مع برنامج اليوم الدراسي وأجندة الفصل الدراسي بكل مهنية بعيداً عن التخبط والعشوائية والعمل بروح الفريق الواحد واختفاء التصادمات بين الإدارة والمعلمين والقدرة على الإجابة عن أسئلته بكل شفافية ورقي في التعامل والاستجابة لمتطلباته واحترامه فإن ذلك سيولد لديه شعورا بالأمان والراحة النفسية والفكرية مما ينعكس إيجاباً على أدائه الدراسي.