أميرة صليبيخ

لم يخطئ العقاد عندما قال: «أنا لا أقرأ زاهداً عن الحياة، ولكني أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني»، ذلك أن القراءة تضيف إلى حياة الإنسان حيوات كثيرة ومتعددة يعيشها في خياله. ولكن في خضم هذه الحياة السريعة ونمط الحياة اللاهث، لا أشعر بأن الوقت يكفي للقراءة، وبذلك أنا أحرم نفسي من إضافة هذا العمر المفترض إلى عمري لأني أساساً لا أملك رفاهية الوقت.

حاولت البحث عن حلول مناسبة حتى أقرأ أكبر قدر من الكتب وأن أستمتع بما فيها من قصص ومعرفة، فخصصت بعض الوقت للقراءة وحاولت أن ألتزم، ولكن لم تجدِ هذه الحيلة. بحثت عن حلول ممكنة لا تحتاج إلى وقت طويل، وخلال البحث عثرت على فيديوهات رائعة لرائد التنمية البشرية د. إبراهيم الفقي تحدث فيها عن القراءة السريعة التي مكنتّه من قراءة 7 كتب أسبوعياً بمعدل كتاب كل يوم. أبهرتني هذه القدرة وتمنيت لو أملكها.



أعترف بأني منذ الصغر أقوم بوضع كتاب تحت وسادتي على أمل أن ينتقل كل ما فيه إلى عقلي بدون جهد، دائماً أبحث عن حلول سريعة ومثمرة، وقد اكتشفت أن هذا الأمر ممكن بالفعل!

يفترض مدرب التنمية البشرية د. نجيب الرفاعي خلال فيديو له بعنوان «القراءة التصويرية للقرآن الكريم» أن بإمكان الإنسان أن يتشرب ما يقرؤه من القرآن الكريم من خلال النظر بمعدل ثانيتين لكل صفحة قبل النوم، بحيث يركز الشخص على نقطة بعيدة عن القرآن نفسه تكون في المنتصف، ويستمر في تقليب الصفحات وهو ينظر إليها ويردد بعض الأذكار حتى يشعر بالتعب ومن ثم ينام مباشرة.

القصد من هذه الوضعية هو ألا يكون هناك تركيز على المحتوى وخلو العقل من الأفكار من أجل السماح للعقل بعمل مسح لما يوجد أمامه، لأن العقل الباطن بحسب الدراسات قادر على امتصاص ملايين المعلومات في ثوان بسيطة. هذه التجربة أثبتت أن الاستمرار في قراءة القرآن بهذه الطريقة قد مكنّت المتدربين من حفظ العديد من سور القرآن ومئات الأحاديث النبوية بصورة قياسية، كما أثرت فيهم من حيث الهدوء والثقة والسكينة وقوة الشخصية.

إن القدرات اللامحدودة لعقلك الباطن تتيح لك القيام بهذه الأنشطة التي تنشط الدماغ وتحفز قدراته على الاستيعاب والفهم، لكنك تحتاج إلى الاستمرارية والالتزام بالتطبيق. عليك أن تمرن عقلك وتكتشف بنفسك القدرات الهائلة التي أودعها الله فيك.