وليد صبري - تصوير ومونتاج: نايف صالح




* الملك الداعم الأول لأهل القرآن الكريم


* كرمني جلالة الملك بعد فوزي بمسابقة القارئ العالمي ومنحني وسام العمل الوطني

* ولاة أمور البحرين حريصون على دعم حفظ ودراسة القرآن الكريم

* دعم الملك لأهل القرآن يزيدنا إصراراً ومثابرة على حفظ كتاب الله

* أغلب مساجد البحرين تضم مراكز لتحفيظ ودراسة وتجويد وترتيل وصحة تلاوة القرآن الكريم

* ثقافة حفظ القرآن الكريم وتدبر آياته منتشرة في ربوع البحرين والمسابقات على مدار العام

* الوالد الداعم الأول في حفظ القرآن الكريم ولنا حلقة يومية في المنزل

* نعمل على تأسيس مقرأة للقرآن الكريم في جامع الفاتح بالسند المتصل بالرسول

* بدأت مشروع القراءات وانتهيت من رواية حفص وقالون وأبدأ في ورش وغيرها

* تتلمذت على أيدي المشايخ خالد المطوع ووليد جناحي ومحمد الصنوي وأحمد الأنصاري ومحمود بهزاد

* إمامة جامع أحمد الفاتح شرف عظيم ومسؤولية كبيرة

* سورة النحل أصعب السور التي واجهتني في حفظ كتاب الله

* نصيحتي لأولياء الأمور.. لا تهملوا حفظ أولادكم للقرآن الكريم

* القرآن مشروع عمر.. والحفظ في مرحلتي الطفولة والشباب أفضل

* قيام الليل أفضل وسيلة لتثبيت حفظ القرآن وسهولة مراجعته وعدم نسيانه

* لا بد من أن يقترن حفظ القرآن الكريم بالفهم والعمل.. وإلا زادت نسخة من القرآن

* الشيخ المنشاوي وأيوب الأكثر تأثيراً في الترتيل والتجويد

* أستمع إلى المشايخ رفعت وعمران والبهتيمي وعبدالحكم في التجويد

* أستمع في الترتيل إلى المشايخ أيوب وخليل والشريم والغامدي في الترتيل

* أدعو الشباب لعدم بث المقاطع القرآنية قبل التأكد من صحتها وقراءتها على المشايخ

استطاع الواعظ والمقرئ وإمام جامع أحمد الفاتح، الشيخ علي صلاح عمر، أن يحجز له مكاناً ضمن نخبة وصفوة المشايخ والقراء في مملكة البحرين، الذين يجودون ويرتلون كتاب الله الكريم، منذ أن أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في سن الـ15 عاماً، وكان وقتها في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ليواصل رحلته مع حفظ وتفسير القرآن الكريم، حيث ينسب الفضل في ذلك لله سبحانه وتعالى أولاً ثم لوالده الذي اعتبره الداعم الأول في حفظ القرآن الكريم من خلال تنظيم حلقة يومية لقراءة القرآن في المنزل.

الشيخ علي صلاح عمر أكد في حوار خص به "الوطن"، أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الداعم الأول لأهل القرآن الكريم، وقد كرمه جلالة الملك المفدى بعد فوزه بمسابقة القارئ العالمي كما تم منحه وسام العمل الوطني، مشدداً على أن دعم جلالة الملك المفدى لأهل القرآن يزيدنا إصراراً ومثابرة على حفظ كتاب الله، ومنوهاً إلى أن ولاة أمور البحرين حريصون على دعم حفظ ودراسة القرآن الكريم. وقد وجه عدداً من النصائح لأولياء الأمور والناشئة والشباب بضرورة الاهتمام بحفظ كتاب الله وتدبر آياته وفهم تفسيره والعمل به، لأن القرآن القرآن مشروع عمر، ولا بد من أن يقترن حفظ القرآن الكريم بالفهم والعمل، وإلا زادت نسخة من القرآن، معتبراً أن قيام الليل أفضل وسيلة لتثبيت حفظ القرآن وسهولة مراجعته وعدم نسيانه. الشيخ علي صلاح عمر تحدث عن سيرته ومسيرته وأبرز المشايخ الذين تتلمذ على يديهم ومشروعاته المستقبلية، نستعرضها في الحوار التالي:

ماذا عن النشأة وذكريات الطفولة؟

- في البداية النشأة في مدينة الرفاع الشرقي، وبدأت حفظ القرآن الكريم في مركز النور في مسجد النور، بعدها انتقلت إلى مراكز أخرى، مثل مركز شيخان الفارسي ومركز ابن الجزري لتحفيظ القرآن الكريم، وقبل هذه المرحلة كانت بداية حفظ القرآن الكريم مع الوالد في المنزل، وفي المدارس كان الاهتمام بالجانب القرآني سواء في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة صلاح الدين، وفي المرحلة الإعدادية، في مدرسة ابن رشد، وفي الثانوية في المعهد الديني، ومازالت المسيرة مستمرة بفضل الله.

من هم المشايخ الذين تتلمذت وقرأت عليهم القرآن الكريم؟

- من المشايخ الذين قرأت عليهم، الشيخ خالد المطوع رحمه الله، والشيخ وليد جناحي، والشيخ محمد عتيق الصنوي، والشيخ أحمد الأنصاري، وهؤلاء المشايخ بدأت الدراسة على أيديهم في مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وهناك أيضاً الشيخ محمود بهزاد في مسجد النور. ولا أزال حتى الآن أقرأ على عدة مشايخ.

كيف كان دعم الوالد لكم في حفظ القرآن الكريم؟

- الوالد هو الداعم الأول لي في حفظ القرآن الكريم، وكان حريصاً على أن نحفظ كتاب الله عز وجل، أنا وإخواني، وكان لنا حلقة يومية في المنزل، وقد حفظت الأجزاء الأولى من القرآن على يديه وخاصة قصار السور، ثم الأجزاء من الواحد والعشرين حتى الثلاثين تقريباً، ثم بعد ذلك انتقلنا للحفظ من خلال مراكز تحفيظ القرآن الكريم.

متى أتممت حفظ كتاب الله؟

- أتممت حفظ القرآن الكريم في سن الـ15 عاماً، وكنا في الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم في مكة المكرمة، وكانت دورة لحفظ القرآن الكريم في 60 يوماً أي في شهرين تقريباً، وقد أتممت خلالها ما تبقى لي من الحفظ، ثم راجعت ما تم حفظه مسبقاً، وكانت آخر السور هي قصار السور، سورة الإخلاص، والمعوذتان.

ما أصعب سور القرآن مرت عليك وآخرها؟

- كان لدي صعوبة بعض الشيء في حفظ سورة النحل، ولكن بفضل الله، تيسرت الأمور، وخاصة مع حفظ القرآن الكريم في الأجواء القرآنية في المسجد الحرام، ولا سيما أن الكل كان يقرأ ويحفظ كتاب الله الكريم، حيث أتممت حفظ القرآن الكريم في الحرم الملكي.

ماذا عن الدراسة؟

- أتممت الدراسة الثانوية في المعهد الديني، ثم انتقلت إلى الدراسة الجامعية في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة البحرين.

ماذا عن العمل؟

- أعمل واعظاً في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وإمام جامع أحمد الفاتح، وخطيب جامع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في الزلاق.

ماذا تمثل لكم تلك الوظائف التي تتقلدونها؟

- هذه المناصب تمثل لي شرفاً عظيماً، أن أكون إماماً لجامع أحمد الفاتح، وأن أرفع اسم البحرين في هذا الصرح الجميل، وأنا أعتبرها مسؤولية كبيرة، خاصة ونحن نحيي هذا الصرح الإسلامي الكبير بالأنشطة والدورات الدعوية، ولدينا جهود كبيرة في الجامع بالنسبة لغير المسلمين يومياً، حيث لدينا مركز "اكتشف الإسلام"، و"مركز الدعوة والإرشاد"، في جامع الفاتح وعندنا أيضاً الدروس اليومية في المسجد.

ماذا يمثل لكم ثناء جلالة الملك المفدى على تجويدكم للقرآن الكريم؟

- دعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه للقرآن الكريم ليس غريباً على جلالته حفظه الله، حيث يدعم أهل القرآن والجهود القرآنية، ولدينا مسابقة سنوية باسم جلالته حفظه الله، وهذا دعم لجميع أهل القرآن، كما أمر جلالته، بإقامة معهد القراءات في البحرين، وكذلك مصحف البحرين، فدعم جلالته للقرآن وأهله ليس شيئاً جديداً، وأي موهبة تظهر في مملكة البحرين، جلالته هو الداعم الأول لها، لذلك أنا أعتبر دعم جلالة الملك المفدى لي دعماً كبيراً ولكل أهل القرآن الكريم كي نثابر ونواصل هذا الجهد في دعم كتاب الله عز وجل.

كيف كان شعوركم بعد لقائكم جلالة الملك المفدى؟

- التقيت بجلالة الملك المفدى، بعدما فزت بالمركز الأول في مسابقة القارئ العالمي، وقد كرمني جلالته حفظه الله، كما كرمني بوسام العمل الوطني، وهذا كان شرفاً كبيراً لي.

ما هي مشروعاتكم العلمية المستقبلية؟

- أعمل على أن أدرس القرآن كما قرأت، كما أنني أدرس القراءات، وأعمل على أن يكون لدينا في جامع أحمد الفاتح مقرأة للقرآن الكريم بالسند المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الهدف كما تعلمنا القرآن واجب علينا أن نعلمه.

ماذا عن مشروع القراءات؟

- بدأنا مشروع القراءات منذ فترة، وانتهيت من رواية حفص، وقالون، ومستمرون في قراءة ورش وغيرها.

بماذا تنصحون أولياء الأمور، والناشئة، والشباب، فيما يتعلق بكيفية حفظ القرآن الكريم؟

- أولاً، نصيحتي لأولياء الأمور، لا تهملوا أبناءكم في بداية العمر لحفظ كتاب الله الكريم، ولابد من أن يبحثوا لهم عن شيخ متقن، ومحفظ، يحفظهم كتاب الله الكريم، فينشأ من الصغر على الحفظ المتقن، والحفظ الصحيح، فإذا تأسس بطريقة صحيحة فلن يتعب في المستقبل، ثم الحرص على الحفظ والمراجعة، والانتظام فيهما كذلك، وهذا شيء مهم جداً؛ لأن القرآن ليس مشروع يوم أو يومين أو شهر، بل هو مشروع عمرٍ، وليس له عمر معين، لكن في مرحلة الطفولة ثم مرحلة الشباب، الذهن يكون صافياً، ويكون الحفظ أسرع وأتقن، وبالتالي على الشاب أيضاً أن يبحث عن شيخ يحفظ على يديه، ويتعلم كتاب الله من خلاله، ثم يواصل مراجعة القرآن كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن التوقف عن المراجعة يعني نسيان الحفظ، ونسيان الحفظ فيه وعيد من النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك لا بد من المثابرة على الحفظ والمراجعة، وكما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن خير وسيلة لمراجعة كتاب الله الكريم، تكون بقيام الليل، ولو بمقدار بسيط، لأن قيام الليل يساعدنا على تثبيت حفظ القرآن ويسهل عملية المراجعة، وعدم نسيانه.

هل هناك عدد معين من الآيات لابد من حفظها يومياً حتى يتمكن الشاب من ختم القرآن؟

- النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قليل دائم، خير من كثير منقطع"، وكل شخص يعرف استطاعته وقدرته، فمن الممكن أن يحفظ شخص 20 آية في اليوم، ومن الممكن أن يحفظ 10 آيات يومياً، وهناك من يحفظ 5 آيات في اليوم، وبالتالي كل شخص يقيم مقدار الآيات المناسبة له بالنسبة للحفظ، وذلك بحسب، الدراسة، والعمل، والوقت، ومدى انشغال الشخص، وبالتالي يتم تنظيم وقت معين من اليوم، مع قراءة التفسير قبل الحفظ؛ لأن هذا يساعد على تثبيت المعنى وتثبيت الحفظ والفهم في الذهن، وكذلك عندما تعلم التفسير، تعلم ماذا أمرك الله عز وجل في الآيات التي تحفظها، فتعمل بها، لأنه إذا حفظ الشخص القرآن فقط دون أن يعمل به أو يعمله، فكأنه زادت نسخة من القرآن الكريم، فيجب أن يقترن حفظ القرآن بالفهم والعمل، وإلا زادت نسخة من القرآن، لأن المطلوب من أجل الحفظ والفهم والعمل به، فيجب أن يحدد الشخص مقداراً معيناً من القرآن ويقرأ تفسيره ويسمعه من الشيخ المتقن الذي يقرأ عليه، وإذا لم يتوافر أحد من المشايخ، يستطيع الشخص الدخول على مصاحف القراء المتقنين، مثل الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وغيرهم من القراء المتقنين، ويسمع المقدار الذي سوف يحفظه مع الإتقان، ويستمر على هذا الشيء يومياً، وتتم عملية المراجعة بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، على حسب خطة الحفظ والمراجعة.

مَنْ الشيخ الأكثر تأثيراً بالنسبة لكم؟

- حقيقة، الشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمد أيوب، أكثر مشايخ القرآن الذين أستمع إليهم والأكثر تأثيراً بالنسبة لي، وأستمع إلى الشيخ محمد صديق المنشاوي، في المجود والمرتل، وفيما يتعلق بالتجويد، هناك الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمد عمران، والشيخ كامل البهتيمي، والشيخ محمود عبدالحكم، وفي الترتيل، الشيخ محمد أيوب والشيخ محمد خليل، والشيخ سعود الشريم والشيخ سعد الغامدي.

ما هي النصيحة التي تسديها للشباب؟

- ندعو الشباب إلى عدم التسرع في نشر المقاطع القرآنية، حتى يتثبت من صحتها وقراءتها على المشايخ، ولا بد من أن يعرضها على المشايخ قبل أن ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هذه الظاهرة باتت منتشرة، وهي نشر مقاطع قرآنية بدون تصحيحها على المشايخ، قبل النشر، وقبل البث، وهذا كلام الله عز وجل وهو أولى من يعتنى به، ووضع العناوين البراقة ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل "تلاوة كذا..."، و"تلاوة لم يسبق إليها أحد..."، و"الصوت الذي كذا..."، وحينما نستمع إلى المحتوى نجد أنه ضعيف جداً، وبدون تجويد، وبدون تصحيح، ويكون هناك أخطاء كثيرة، فلا بد من التصحيح وعرض التلاوة على أحد المشايخ المتقنين لكتاب الله، فإذا أجاز نشرها فلينشرها، ولا يستعجل في النشر.

كيف تقيم رعاية مملكة البحرين لحفظ كتاب الله عز وجل؟

- مملكة البحرين صغيرة بالحجم، لكنها كبيرة بأفعالها، وحرص ولاة أمورها على النجاح في شتى المجالات، ومنها بطبيعة الحال مجال القرآن الكريم، ودائماً الدعم موجود، من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، وكذلك من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، من خلال وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، فهذا يحفز الجميع على النجاح في شتى المجالات ومنها القرآن الكريم، وبفضل الله، أغلب المساجد بها مراكز لتحفيظ ودراسة وتجويد وترتيل القرآن الكريم، وصحة التلاوة، ولدينا مسابقات في القرآن الكريم يبادر أولياء الأمور إليها، وبالتالي ثقافة حفظ القرآن الكريم وتدبر آياته منتشرة في ربوع مملكة البحرين، وعلى مدار العام، نجد مسابقات سواء في القرآن الكريم، أو في الآذان، أو في العلوم الشرعية، فهذه كلها جهود مباركة نسأل الله عز وجل أن يحفظ البحرين بها.