عباس المغني


اكتسب خبرات في عدة قطاعات بالعمل مع بيت التمويل الكويتي

أسس «إيون ديجتل» من كبرى شركات التقنيات المالية


ساهم في إعداد الإستراتيجية الوطنية للابتكار


بدء حياته طالب في المدرسة، وتدرج في عمله ليكون مسؤولاً في مؤسسات مالية عريقة مكنته من الإشراف على إنشاء وتطوير مشاريع كبرى كدرة البحرين، ثم استقال لتأسيس عمله الخاص بإنشاء واحدة من أنجح الشركات في التقنيات المالية FinTech.

إنه المصرفي أسامة الخاجة مؤسس جمعية ابتكار في مملكة البحرين، الذي تربى وعاش مع خالة والده، وزوجها الذي زرع بذور التجارة في قلبه عندما كان طفلاً، وتحولت البذور إلى شجرة مثمرة في الابتكار والتقنيات التكنولوجية.

وساهم الخاجة في إعداد الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها مجلس التنمية الاقتصادية.

وفيما يلي نص المقابلة:

نبذة عن طفولتك ودراستك؟

- ولدت في 1968 في فريق الفاضل بالمنامة، وهو أحد أهم الأحياء وقتئذ، وترتيبي الثاني توأم في العائلة، التي تضم 3 أولاد وبنتين.

درست في مدرسة حطين الابتدائية ثم ابن سيناء الابتدائية، في فريق الفاضل، ودرست الإعدادية في مدرسة عبدالرحمن الداخل.

وكانت رغبتي الأولى في دراسة الثانوي تخصص تجاري والرغبة الثانية علمي والرغبة الثالثة أدبي، ولكن وزارة التربية والتعليم اختارت لي مسار صناعي، على عكس رغبتي، وذلك بسب المجموع في الإعدادي.

ورحت مدرسة المنامة الصناعية واختارت تخصص إلكترونيات، وفي ذلك الوقت كنا نذهب إلى المدارس مشياً لمدة نصف ساعة تقريباً. وقدمت في جامعة البحرين على تخصص محاسبة وإدارة أعمال، فرفضوا، وقالوا، أن تخصصك في الثانوي صناعي، فأقرب شيء تأخذ شهادة في الدراسات الفنية وهي تتبع كلية الهندسة، فلم يعجبني التخصص، لأن ميولي تجارية وأريد محاسبة.

وأحد أهم أسباب ميولي التجارية من الصغار، أني تربيت في بيت زوج خال والدي، وذلك بعد سفر والدي ووالدتي لمواصلة الدراسات العليا، ولا يستطيعون أخذ الأبناء كلهم معهم، فتم توزيعنا، وأنا كان نصيبي العيش مع خالة والدي. وكان زوجها تاجر ولديه محل في السوق، وتربيت على أجواء صنعت ميول تجارية، وعندما رجع والدي ووالدتي من الدراسة، قالت خالة والدي: «خلوا أسامة معاي»، ووافق والداي على ذلك، لأن خالة والدي لم يكن لها أبناء، وهي تعلقت بي كثيراً بحب كبير. وبقيت في بيت زوج خالة والدي، وعندما كنت في سن 6 سنوات، كنت أذهب صباحاً إلى المدرسة، وعند العصر أكون في السوق بمحل زوج خالتي، واستمرت حياتي هكذا حتى بلغ عمري 18 سنة.

وهذا أثر على ميولي التجارية، ولهذا اخترت الرغبة الأولى تجاري لدراسة الثانوي، ولكن للأسف لم أحصل على الرغبة، وذهبت لمدرسة المنامة الصناعية، وواصلت على أساس تغيير التخصص في الجامعة، ولكن للأسف الجامعة أيضاً رفضت.

ولم يعجبني اقتراح الجامعة بتخصص الدراسات الفنية التي تتبع كلية الهندسة فاتجهت إلى العمل في شركة الخليج لصناعات البتروكيماويات ككاتب بريد في الشؤون الإدارية، وعمري 18 سنة.

ماذا فعلت عندما أغلقت الأبواب أمام دراسة المحاسبة؟

- سبحان الله، عندما تضع لكل نية صافية، الله يسبب لك المسببات لتصل إلى هدفك، فعندما ذهبت للعمل في شركة البتروكيماويات جاءت فرصة في قسم المحاسبة لتوظيف داخلي، وقالوا هناك وظيفة داخلية هل تريد أن تنتقل لإدارة المحاسب، فقلت نعم لأن لها علاقة بميولي التجارية.

وأرسلوني دورة للمحاسبة، والدورة مدتها 3 شهور، والامتحانات خارجية، وكانت مقدمة في المحاسبة وتحديداً مقدمة في مسك الدفاتر، في البداية واجهت صعوبة في الدورة بسبب عدم فهم المصطلحات، لأني تخصصت صناعي في الثانوية، والدورة بالإنجليزية ومصطلحات المحاسبة لم تمر علي من قبل، أما باقي المشاركين كانت لديهم معرفة.

في البداية عانيت، وسألت نفسي لماذا الزملاء في الدورة يعرفون، ولماذا أنا لا أعرف؟ فكان أحد الأسباب أني لا أعرف المصطلحات، فذهبت إلى مكتبة اسمها (مكتبة العائلة) بالمنامة وأخذت قاموس متخصصاً في المصطلحات التجارية والاقتصادية، وأخذت إجازة من العمل قبل شهر من انتهاء الدورة حتى أتفرغ للدراسة بشكل جدي، وأتعلم المصطلحات إلى جانب التحضير، اجتهدت كثيراً، وبنهاية الدورة قدمت الامتحان الخارجي، والتصحيح يكون في بريطانياً، وكنت من القلائل الذين نجحوا في الدورة، حتى إن مديري في العمل قال: «الشخص المتوقع له عدم النجاح، نجح، والأشخاص الذين من المفترض أن ينجحوا لم ينجحوا». وهذا عزز الثقة بنفسي. وهذه الدورة أحدث تحولاً كبيراً في حياتي، لأن شهادتها، إلى جانب العمل العملي في الشركة.

كيف أثرت هذه الدورة المحاسبية على مسار حياتك العلمية والعملية؟

- هذه الدورة أهلتني للعمل في قسم المحاسبة بالشركة إلى جانب الالتحاق بجامعة البحرين لدرسه دبلوم محاسبة، حيث قدمت للدراسة في الجامعة في الفترة المسائية، ودرست تخصصات في المحاسبة، مثل محاسبة التكاليف، ومحاسبة التجارية والتقارير إعداد البيانات، ونجحت، وحصلت على ترقية.

وحين كنت أدرس في الجامعة، كنت أقرأ كتاب مقدمة في المحاسبة، وبنهاية الكتاب مكتوب تحت اسم المؤلف أحرف إنجليزية CPA، وشاهدت الأحرف نفسها في كتاب آخر، فأثرت هذه الأحرف فضولي، ما معنى هذه الحروف، فذهبت إلى المشرف في الجامعة، فقلت له ما معنى هذه الحروف، فقال لي هذه معناتها «محاسب قانوني معتمد» وتعني إجازة عالمية تمنح للمتخصصين في مجال المحاسبة، ومن قرأت أسمائهم في الكتاب هم متخصصون في المحاسبة القانونية.

وهذا ولد فضول لدي للحصول على معلومات أكثر، فقلت له كيف أدرس لأصبح محاسباً قانونياً معتمداً، فقال: «أسامة أنت تدرس الآن دبلوم، وينتظرك دراسة سنتين، ثم تدرس بكالوريوس، وبعدها ماجستير، ثم تدرس تخصص محاسب قانوني معتمد.

وظل لدي شغف لتحقيق هذا المستوى من الطموح. والجامعة وقتها لا تمنح بكالوريوس في الفترة المسائية، وأنا كنت أعمل ومتزوج ولدي التزامات، ورحت أبحث أكثر عن الشهادة من مصادر أخرى، ولم يكن الإنترنت متوفراً حينئذ، والتخصص لم يكن في البحرين.

كيف وصلت إلى غايتك للحصول على شهادة محاسب قانوني معتمد في تلك الظروف؟

- عندما كنت أتحدث في العمل، قالت إحدى زميلات أن ابن عمها يدرس شهادة محاسب معتمد، فقلت لها: هل من الممكن أن تعرفيني على ابن عمك؟. فعرفتي عليه، وكان المصرفي يوسف تقي، تعرفت عليه في 1992. وكان قد أكمل الامتحانات للتو، وشرح لي الكثير، وأعطاني أرقام تواصل مع المنظمة الأمريكية للمحاسبين القانوني المعتمدين.

وسألته من يدرس في البحرين غيرك، فقال: جمال الهزيم، وتكلمت مع جمال عن طريق صديق عرفني عليه.

راسلت المنظمة الأمريكية للمحاسبين القانونين المعتمدين، وقلت لهم ليس لدي بكالوريوس، ولدي دبلوم محاسبة، هل هناك إمكانية لدراسة مواد أو برنامج آخر، فكان ردهم بالإيجاب،وإذا نجحت في الامتحانات نعادل لك مستواك بمستوى الماجستير. وطلبت الكتب الدراسية، وكان التحدي الكبير حيث لا يوجد في الحبرين مدرس يدرس هذه المادة حينئذ، ومن ثم يجب أن تدرس بنفسك، وليس هناك من يشرف عليك.

وهذه مرحلة تأهيل لمعادلة الماجستير، وقدمت الامتحانات في فرع بالجفير لجامعة اسمها ماري لند، وبعض الامتحانات الأخرى قدمتها في مدرسة البحرين.

ونجحت في الامتحانات في 1993، ثم قدمت لدراسة «محاسبة قانوني معتمد»، وطلبت المواد الدراسية والكتب للدارسة الذاتية، وكانت هناك كتب وأشرطة مسجلة، تستمع المحاضرة، وتدرس الأسئلة والإجابات النموذجية. وفي ذلك الوقت فتحت شركة المحاسبة إرنست آند يونغ، مجال دراسة المحاسبة القانونية، وكانت رائعة لكن تكلفة الدورة 3000 دينار، وهو مبلغ كبير حينئذ مقارنة بحجم الراتب، وكل من يحضرها من الوزارات والجهات الحكومية والشركات والمؤسسات الكبيرة، ليس هناك أحد على حسابه الخاص.

الشركة التي أعمل بها، اعتبروني شاباً صغيراً لأكون محاسباً قانونياً، وأصررت على تحقيق هدفي فقررت أن أدرس بتمويل ذاتي، فاستعنت بالكتب لأن كلفتهم قرابة 300 دينار مقارنة بكلفة الدورة البالغة 3000 دينار، طلبت الكتب من أمريكا، وأخذت أسمع المحاضرات عبر الأشرطة وأقراء الكتب وانظر للأسئلة، ونظمت وقتي. بعد العمل اذهب للمكتبة العامة، بجامعة البحرين أو جامعة الخليج العربي، أجلس إلى العاشرة ليلاً حتى إغلاق المكتبة، ثم ارجع إلى البيت.

وأردت أخذ دورة في أمريكا مدتها 6 شهور، وهي تحضيرية قبل الامتحان، وطلبت من العمل إجازة دون راتب للتفرغ للدراسة، ورفض طلبي، وقلت لهم إن لم تعطوني إجازة سوف أستقيل، لكن رئيس الشؤون الإدارية محمد تقي تفهم الموضوع، وطلب من الإدارة مراجعة الطلب وأعطوني إجازة دون راتب، لأذهب لأمريكا للدرس على حسابي.

الامتحانات كانت كل 6 شهور في مايو وفي نوفمبر، ومدة الامتحان 8 ساعات في اليوم، وكانت استراتجيتي أن أنجح في جزء، وجزء أحافظ على الدرجات.

وحين رجعت مرة ثانية إلى شركة جيبك، قدمت لي رعاية، والمدير محمد المرباطي قدم توصية بأن الموظف أسامة جاد ويدرس تخصصاً مهماً ومطلوباً، وتم دعمي وتعويضي عن ما صرفته برحلتي الثانية.

وقد حققت الإنجاز وكان عمري 25 سنة تقريباً، وحين انتهيت دراسة المحاسبة القانونية تم ترقيتي في جيبك، وعملت 10 سنوات من موظف كاتب بريد إلى مدير الخزانة وأحيانا مدير دائرة المالية بالوكالة، وهذه إنجاز كبير.

شهادة محاسب قانوني معتمد هل فتحت لك فرص جديدة؟

- نعم، قرأت إعلان في جلف ديلي نيوز لشركة جلف باور بيت، لديها مصنع للبطاريات «الكتروا كميكل» خليجي وهو تحت التأسيس. وقدمت السيرة الذاتية للشركة، وأجريت مقابلة، ثم انتقلت إلى المصنع في جنوب ألبا الصناعية في 1996، وعملت مع الشركة كمدير مالي، وكانت المهام كثيرة لأن الشركة تحت التأسيس، واكتسبت خبرة، وعملت فيها مدة سنتين.

وكنت أريد تنمية مهاراتي وقدراتي، فرأيت أن المصارف تلبي رغبتي، وفي الصناعة عادة يفضلون مهندساً ليكون رئيساً تنفيذياً للشركة، أما المحاسب ففرصه في المصارف أكبر، فرأيت أن المصارف هي الهدف.

كيف دخلت قطاع البنوك؟

- سألت بعض الأصدقاء، وأخبروني أن هناك فرصة عمل في مكتب آثر آندرسن، وهي شركة محاسبية مثل إرنست آند يونغ، عندهم فرصة عمل يبحثون عن كفاءة لوظيفة في بنك البحرين للتنمية فقدمت أوراقي، ونجحت في المقابلة، وقالوا إن هناك ملاحظة واحدة قد لا تناسبك، وهي أن راتبك سيكون أقل من عملك السابق، كانت أقل بحوالي 300 دينار، ووافقت على التضحية بالراتب من أجل الانتقال إلى مجال البنوك.

ودخلت مجال البنوك، حيث بدأت مع بنك البحرين للتنمية مدير حسابات، ثم مدير دائرة تمويل الشركات، ثم مدير دائرة الشركات ودائرة التسويق، وبقيت معهم 5 سنوات.

كيف انتقلت للعمل في بيت التمويل الكويتي؟

- في 2002، قرأت إعلان من إرنست آند يونغ، يقولون إن هناك بنكاً جديداً في البحرين لديهم وظيفتان بدرجة مدير إدارة، منها مدير تمويل الشركات، في البداية تجاهلت الإعلان، لعدم نيتي ترك بنك البحرين للتنمية، ولكن بعد 6 شهور، فكرت بالإعلان، وقلت في نفسي لماذا لا أتعرف على الفرصة. وكان في إرنست آند يونغ الخبير المصرفي يوسف تقي، فسألته عن إعلان مضى عليه 6 شهور عن وظيفتين، ألازالت هذه الوظائف شاغرة؟، فرد بأن الوظفتين شاغرتان، وقدمت السيرة الذاتية، و وسألوني تريد أي وظيفة، قلت أريد وظيفة مدير تمويل الشركات.

أعطوني عرضاً، ولكن العرض لم يكن فيه فرق مع وظيفتي في بنك البحرين للتنمية، فتراجعت عن العرض، بعد فترة استفسروا عن سبب رفض العرض، وقاموا بتعديل العرض ليكون أفضل من وظيفتي السابقة، وانتقلت إلى بيت التمويل الكويتي كمدير تمويل الشركات في نوفمبر 2002.

ماذا عن انتقالك لإدارة المشاريع في بيت التمويل الكويتي؟

- بعد انضمامي، كان هناك اتجاه بأن يستثمر البنك في المشاريع بالإضافة إلى الخدمات المصرفية، فطلب مني تأسيس دائرة في البنك اسمها دائرة تطوير المشاريع، وقدمت توصية والإدارة التنفيذية وافقت، فكنت في فترة مسؤول عن دائرة تمويل الشركات ودائرة تطوير المشاريع، بعدها تم تفريغي لإدارة تطوير المشاريع، وتولى سطام القصيبي دائرة تمويل الشركات.

وتوليت دائرة تطوير المشاريع، وهي دائرة تقوم ببلورة الأفكار وتحويلها إلى مشاريع، وهناك مشاريع كثيرة مثل درة البحرين، وديار المحرق، مدينة التنين، وقرية اشبيلة وواحة بيتك الصناعية، وبيتك للاستثمارات الصناعية، ومينا تليكوم وغيرها من المشاريع في قطاعات البتروكيماويات والطاقة وعدة قطاعات داخل وخارج البحرين.

ما هو أول مشروع عندما توليت دائرة المشاريع في بيت التمويل الكويتي؟

- كان درة البحرين، عندما كنت مدير المشاريع، تحدث معي شريك أرنست آند يونغ اسمه جيمس موي، وقال: إن أحد عملائهم يريد تمويلاً لمشروع، واتفقت معه على مقابلته العميل ممثلاً بالمدير المالي الذي قال إن لديهم مشروعاً بين دلة البركة وحكومة البحرين، يقع جنوب البحرين ويحتاجون إلى تمويل مؤقت.

وبعد دراسة المشروع، قابلنا محمود الكوهجي وهو عضو في مجلس إدارة الشركة ويمثل وزارة المالية، وكان مدير إدارة الخصخصة والمشاريع الحكومية، ثم فهمت أنه من الممكن أن نستحوذ على حصة الشريك.

فقدمنا عرض الاستحواذ على حصة الشريك دلة البركة، تيسرت الأمور، تم تخارج دلة البركة، وبيت التمويل الكويتي دخل شريكاً مع الحكومة.

كيف أثر بيت التمويل الكويتي على تطورك المهني؟

- قضيت مع بيت التمويل الكويتي أطول مدة من 2002 إلى 2017، وكانت فترة رائعة تعلمت فيها الكثير واكتسبت منها خبرات مهمة ساعدتني على تحقيق الكثير من النجاح، والشكر موصول إلى مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والمسؤولين والعاملين كلهم.

وكسبت خبرة كبيرة في مجال تطوير المشاريع وتعرفت على العديد من التخصصات الاقتصادية المختلفة، كالطب والتعليم والصناعة والموانئ وغيرها، فكل مشروع يجب أن تدرسه وتفهم المشروع بكل تفاصيله.

ماذا عن تحولك من موظف إلى صاحب عمل؟

- كان لدي دائماً حب ورغبة للعمل الحر، وطبيعتي أحب المخاطرة المحسوبة وقدمت استقالتي من بيت التمويل الكويتي، وتم رفضها، وحاولت إقناع الإدارة التنفيذية بأن لدي أفكار أريد تنفيذها، واحتاج حرية لا تمس قدسية واحترام العمل، وتمت الموافقة في 2017، وطلب مني البنك أن أمثلهم في بعض الاستثمارات بمجالس إدارة بعض الاستثمارات فأنا رئيس مجلس إدارة واحة بيتك الصناعية، ونائب رئيس مجلس إدارة معهد البحرين الصناعي، وغيرها.

ماذا عن أول مشروع خاص بعد انتقالك للعمل الحر؟

- كان لدي اهتمام بالتقنيات المالية أو التكنولوجيا المالية FinTech منذ فترة سابقة تحديداً من 2013، كانت وقتها التقنيات المالية غير موجودة في الشرق الأوسط وكانت في بدايتها موجودة في لندن ونيويورك، وكنت وقتها مؤسس جمعية ابتكار، وأجرينا في الجمعية دراسة أسميناها الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وكانت شراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية ومع غرفة تجارة وصناعة البحرين، ودعينا المهتمين من جامعات وباحثين وشركات وغيرهم، إلى ورش عمل، وعينا شركة بوستن للاستشارات لمساعدتنا في دراسة الاستراتيجية الوطنية للابتكار في 2014.

وأكدت الدراسة أهمية التركيز على قطاعات محددة في البحرين، منها الابتكار في الخدمات المصرفية، وهذه أحد القطاعات المهمة بالإضافة إلى قطاعات أخرى، كالخدمات الطبية واللوجستية. في ذلك الوقت لم يكن هناك شيء اسمه تقنيات مالية في الخدمات المصرفية، ولكن كانت هناك تكنولوجيا.

والتقنيات المالية ليست مرتبطة بالبنوك فقط، بل حتى في ريادة الأعمال، فلذلك كانت لدي رغبة في ريادة أعمال متخصصة في مجال الفنتك، ودخلت مشاركة مع الأصدقاء والذين كان لديهم اهتمام مشترك وأسسنا، شركة اسمهما أيون ديجيتل في 2017.

كيف تم توفير رأس المال لأول مشروع وما هو أهم تحدي؟

- رأس مال الشركة بحدود مليوني دولار، مساهمة من الشركاء، وبدأنا مرحلة تأسيس الشركة، وكان التحدي الكبير أن الشركة ناشئة ولا أحد يعرفها، وكل عميل محتمل يطلب إنجازاً سابقاً للشركة حتى يوافق على العمل معك. فليس من السهل على بنك أو شركة عريقة المجازفة مع شركة ناشئة.

وكان لبيت التمويل الكويت فضل كبير في قيام الشركة، بإعطائها الفرصة والثقة، ونحن تعاملنا مع بيت التمويل الكويتي كشريك، هدفنا تحقيق نجاح ونقدم منصة رقمية مميزة على أسس عالمية، وكانت شراكة ناجحة جداً، وأثمرت عن المنصة الرقمية «جزيل» لبيت التمويل الكويتي.

وكانت منصة «جزيل» نموذج ناجح ساعدنا على إقناع العملاء، وبدأنا التوسع في الخليج، ونحن الآن في 5 أسواق خليجية، وطورنا منصات رقمية لبنوك بدون فروع، اثنين منهم في الإمارات واحد أسسناه بالكامل، وآخر في أبوظبي، أسسنا منصات رقمية فوق 20 منصة، في الخليج، واليوم حوالي 180 موظفاً في الشركة.

ماذا عن التوسع في تقديم الخدمات في التقنيات المالية؟

- أسست شركة أيون شركات تابعة لها، منها شركة أسباير ومهي متخصص في تقديم حلول مبتكرة تدعم الخدمات المصرفية المفتوحة، وهو ما يساهم في خلق وظائف وفرص وظيفية في مجال التكنولوجيا المالية.

فاليوم الخدمات المصرفية لم تعد حكراً على بنك واحد، فبيانات العميل قد تكون مفتوحة أمام عدة بنوك، بموافقة العميل، أو حتى لغير البنوك مثل شركات الاتصالات، التي تتجه إلى تقديم خدمات مصرفية، فهذا مجال واعد جداً، ولهذا أسسنا الشركة وشركات أخرى وبدأنا في تطوير منصات رقيمة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالسعودية، و سننتقل إلى البحرين والدول الأخرى.

بالإضافة إلى هذا عملنا كذلك في تقديم استشارات الاستثمار في تطوير بعض المشاريع الحيوية، لأن هذه نابع من تجربتي وخبرتي، ونعمل على تطوير بعض المشاريع الحيوية بعضها في السعودية وكذلك تقديم استشارات إلى شركات ومؤسسات كبيرة.