مساعٍ عربية لمؤتمر دولي يفضي لحل الدولتين..
سيد حسين القصاب
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن الثقة بأن مخرجات قمة المنامة ستكون عند مستوى تطلعات العرب، قبل أن يكشف عن مساعٍ عربية لمؤتمر دولي من أجل حل القضية الفلسطينية. ويفضي لحل الدولتين.
وعبر أبوالغيط عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن على ما يجري في فلسطين المحتلة جراء الانتقام الأسود من قبل قادة إسرائيل، لافتاً في الوقت ذاته إلى ما يجري من حرب في السودان، بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة في ليبيا واليمن وسوريا.
وقال أبوالغيط، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيرية للقمة الـ33: "لقد تحكّمت مشاعر الانتقام الأسود من قادة الاحتلال الإسرائيلي حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم، لا يوجد ما يكفي من الكلمات للتعبير عن مشاعر الأسى"، مبيناً أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم لها مسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي مستعد لنطقه بوضوح وهو التطهير العرقي".
وأضاف أن "الجريمة مكتملة الأركان وليست جريمة قتل فحسب ولكنها اغتيال كامل لمجتمع، وذلك من خلال تمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بالكامل، بحيث لا تصير هذه الأرض قابلة للحياة، مما يدفعهم للفرار من ملاذ إلى آخر"، مشيراً بذلك إلى وجود أكثر من مليون فلسطيني ينزحون للمرة الرابعة أو الخامسة إلى العراء بلا مأوى أو أي مقومات للحياة البشرية.
وأضاف أنه "لا يكفي تدمير مقدراتهم ومؤسساتهم، وإنما يتم مطاردهم في الطرقات بالرصاصات والقنابل بين الأنقاض والخيام، وفي أماكن توزيع المساعدات كذلك، وكأن الغرض من ذلك أن ينفى أهل غزة عن آخرهم حتى يحقق العدو نصره المزعوم".
وقال: "هذا العدوان وصمة عار ليس على جبين الاحتلال لأنه تجرد من الشعور بالعار ووقف مندوبه بوجه مكشوف قبل أيام يمزق ميثاق المنظومة الأممية بلا خجل، هو وصمة عار في جبين العالم الذي يقبل بأن تجري هذه الجرائم في هذا الزمان، وهذا العدوان امتد لشهور قبل أن تطالب بعض الدول بوقف فوري لإطلاق النار رغم ما تمارسه إسرائيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأكد أبوالغيط أن "كل تحرك سواء كان عربياً أو دولياً لوضع حد لتلك الجريمة يعد ضرورة قصوى"، مبيناً أن "المساعي العربية جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض نوفمبر 2023 لتكوين قاعدة صلبة مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، بعدما حاولت إسرائيل عبثاً استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولي معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين".
وأشار إلى أن "التصويت الدولي الكاسح قبل أيام في الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضواً كاملاً ما هو إلا مؤشر واضح على الموقف الدولي عموماً من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر".
وشدد على "إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي الذي طال انتظاره"، مبيناً أنه "على الرغم من الألم الذي يعتري الأمة العربية، فإن العالم العربي يشعر بالرضا لهذا المشهد العالمي غير المسبوق من الوعي والإدراك لدى جيل جديد على اتساع العالم من السويد إلى الولايات المتحدة، لما يرى من أحداث على حقيقتها ويدرك بحسه السليم أن ما يجري في فلسطين جريمة، وأن الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر، وإلا كيف يتم تفسير جرائم المستوطنين وعنفهم الدموي وبلطجتهم في الضفة الغربية، بالإضافة إلى جرائم إسرائيل في السجون والتي كشف عنها حديثا".
وأوضح أبوالغيط أن "مطالب الشباب في العالم بسيطة وواضحة وهي إيقاف الحرب فوراً، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجاعة، فإنه من غير المعقول أن يهدد سعي شخص واحد للحفاظ على مستقبلة السياسي مصير الملايين في المنطقة".
وذكر أن "الجهد العربي تحرك على مستويين، الأول هو وقف الحرب فوراً وإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم على أرضهم بالتصدي لمخطط التهجير، والثاني العمل على تحقيق رؤية الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
وبين أن "المساعي في حشد التأييد للاعتراف بفلسطين ليس كإجراء رمزي مهم، ولكن كجزء من مسار له معالم واضحة، يفضي إلى مؤتمر دولي تشارك فيه كافة الأطراف المقتنعة بحل الدولتين والراغبة لتدخل دولي مكثف ومتواصل"، مشيراً إلى أن "الشعب الأضعف في هذه المعادة هو الشعب الذي يمارس عليه الاحتلال، والذي هو من دون حماية دولية، حيث أنه من الممكن أن يتعرض إلى مذابح تفوق بشاعتها كل وصف، وعليه فأن التدخل الدولي بكل صورة أصبح ضرورة".
وخلال كلمته، أشار أبوالغيط إلى الأحداث الراهنة التي تجري في السودان، حيث قال إن "الحرب المستعرة هنالك منذ أكثر من عام، توشك أن تعصف بوحدة هذا البلد العربي المهم، والكلفة الإنسانية للحرب تجاوزت كل الحدود، حيث هنالك أكثر من 10 ملايين نازح وأكثر من مليون غادروا البلاد وهناك 25 مليونا يعانون انعدام غذائي، منهم أكثر من ملبون غادروا البلاد، كما أن هنالك أكثر من 25 مليوناً يعيشون في حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي".
وأكد أن "هذه الحرب يجب أن تتوقف، حيث إنه قد بذلت جهود عربية على أكثر من مستوى، وذلك في إطار محادثات جدة وغيرها، من أجل وقف الحرب والتوصل إلى تسوية تحفظ وحدة البلاد ومؤسساتها، مبيناً أن الجهود باتت من دون جدوى، مناشداً بذلك الجميع بإدراك المخاطر الشديدة التي ينطوي عليها استمرار الحرب.
كما أشار أبوالغيط إلى الوضع في ليبيا واليمن وسوريا بأن الوضع في ليبيا واليمن وسوريا يعد مجمداً إلى حد كبير والتجميد هنا ليس حلاً لأنه يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب.
وقال: "لا تشعرنا جسامة التحديات سوى بحتمية العمل الجماعي والاستقطاب الدولي يدفعنا لتنسيق عربي أكبر لأن صوتنا الجماعي له وزن وقيمة، وأنا أثق في أن القمة ستكون عند مستوى تطلعات المواطن العربي في رسالتها ومخرجاتها".
سيد حسين القصاب
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن الثقة بأن مخرجات قمة المنامة ستكون عند مستوى تطلعات العرب، قبل أن يكشف عن مساعٍ عربية لمؤتمر دولي من أجل حل القضية الفلسطينية. ويفضي لحل الدولتين.
وعبر أبوالغيط عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن على ما يجري في فلسطين المحتلة جراء الانتقام الأسود من قبل قادة إسرائيل، لافتاً في الوقت ذاته إلى ما يجري من حرب في السودان، بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة في ليبيا واليمن وسوريا.
وقال أبوالغيط، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيرية للقمة الـ33: "لقد تحكّمت مشاعر الانتقام الأسود من قادة الاحتلال الإسرائيلي حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم، لا يوجد ما يكفي من الكلمات للتعبير عن مشاعر الأسى"، مبيناً أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم لها مسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي مستعد لنطقه بوضوح وهو التطهير العرقي".
وأضاف أن "الجريمة مكتملة الأركان وليست جريمة قتل فحسب ولكنها اغتيال كامل لمجتمع، وذلك من خلال تمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بالكامل، بحيث لا تصير هذه الأرض قابلة للحياة، مما يدفعهم للفرار من ملاذ إلى آخر"، مشيراً بذلك إلى وجود أكثر من مليون فلسطيني ينزحون للمرة الرابعة أو الخامسة إلى العراء بلا مأوى أو أي مقومات للحياة البشرية.
وأضاف أنه "لا يكفي تدمير مقدراتهم ومؤسساتهم، وإنما يتم مطاردهم في الطرقات بالرصاصات والقنابل بين الأنقاض والخيام، وفي أماكن توزيع المساعدات كذلك، وكأن الغرض من ذلك أن ينفى أهل غزة عن آخرهم حتى يحقق العدو نصره المزعوم".
وقال: "هذا العدوان وصمة عار ليس على جبين الاحتلال لأنه تجرد من الشعور بالعار ووقف مندوبه بوجه مكشوف قبل أيام يمزق ميثاق المنظومة الأممية بلا خجل، هو وصمة عار في جبين العالم الذي يقبل بأن تجري هذه الجرائم في هذا الزمان، وهذا العدوان امتد لشهور قبل أن تطالب بعض الدول بوقف فوري لإطلاق النار رغم ما تمارسه إسرائيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأكد أبوالغيط أن "كل تحرك سواء كان عربياً أو دولياً لوضع حد لتلك الجريمة يعد ضرورة قصوى"، مبيناً أن "المساعي العربية جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض نوفمبر 2023 لتكوين قاعدة صلبة مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، بعدما حاولت إسرائيل عبثاً استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولي معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين".
وأشار إلى أن "التصويت الدولي الكاسح قبل أيام في الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضواً كاملاً ما هو إلا مؤشر واضح على الموقف الدولي عموماً من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر".
وشدد على "إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي الذي طال انتظاره"، مبيناً أنه "على الرغم من الألم الذي يعتري الأمة العربية، فإن العالم العربي يشعر بالرضا لهذا المشهد العالمي غير المسبوق من الوعي والإدراك لدى جيل جديد على اتساع العالم من السويد إلى الولايات المتحدة، لما يرى من أحداث على حقيقتها ويدرك بحسه السليم أن ما يجري في فلسطين جريمة، وأن الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر، وإلا كيف يتم تفسير جرائم المستوطنين وعنفهم الدموي وبلطجتهم في الضفة الغربية، بالإضافة إلى جرائم إسرائيل في السجون والتي كشف عنها حديثا".
وأوضح أبوالغيط أن "مطالب الشباب في العالم بسيطة وواضحة وهي إيقاف الحرب فوراً، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجاعة، فإنه من غير المعقول أن يهدد سعي شخص واحد للحفاظ على مستقبلة السياسي مصير الملايين في المنطقة".
وذكر أن "الجهد العربي تحرك على مستويين، الأول هو وقف الحرب فوراً وإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم على أرضهم بالتصدي لمخطط التهجير، والثاني العمل على تحقيق رؤية الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
وبين أن "المساعي في حشد التأييد للاعتراف بفلسطين ليس كإجراء رمزي مهم، ولكن كجزء من مسار له معالم واضحة، يفضي إلى مؤتمر دولي تشارك فيه كافة الأطراف المقتنعة بحل الدولتين والراغبة لتدخل دولي مكثف ومتواصل"، مشيراً إلى أن "الشعب الأضعف في هذه المعادة هو الشعب الذي يمارس عليه الاحتلال، والذي هو من دون حماية دولية، حيث أنه من الممكن أن يتعرض إلى مذابح تفوق بشاعتها كل وصف، وعليه فأن التدخل الدولي بكل صورة أصبح ضرورة".
وخلال كلمته، أشار أبوالغيط إلى الأحداث الراهنة التي تجري في السودان، حيث قال إن "الحرب المستعرة هنالك منذ أكثر من عام، توشك أن تعصف بوحدة هذا البلد العربي المهم، والكلفة الإنسانية للحرب تجاوزت كل الحدود، حيث هنالك أكثر من 10 ملايين نازح وأكثر من مليون غادروا البلاد وهناك 25 مليونا يعانون انعدام غذائي، منهم أكثر من ملبون غادروا البلاد، كما أن هنالك أكثر من 25 مليوناً يعيشون في حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي".
وأكد أن "هذه الحرب يجب أن تتوقف، حيث إنه قد بذلت جهود عربية على أكثر من مستوى، وذلك في إطار محادثات جدة وغيرها، من أجل وقف الحرب والتوصل إلى تسوية تحفظ وحدة البلاد ومؤسساتها، مبيناً أن الجهود باتت من دون جدوى، مناشداً بذلك الجميع بإدراك المخاطر الشديدة التي ينطوي عليها استمرار الحرب.
كما أشار أبوالغيط إلى الوضع في ليبيا واليمن وسوريا بأن الوضع في ليبيا واليمن وسوريا يعد مجمداً إلى حد كبير والتجميد هنا ليس حلاً لأنه يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب.
وقال: "لا تشعرنا جسامة التحديات سوى بحتمية العمل الجماعي والاستقطاب الدولي يدفعنا لتنسيق عربي أكبر لأن صوتنا الجماعي له وزن وقيمة، وأنا أثق في أن القمة ستكون عند مستوى تطلعات المواطن العربي في رسالتها ومخرجاتها".