محمد نصرالدينعلاقات الملك الوطيدة مع بوتين وزعماء العالم ضمانة لنجاح المبادرةمبادرات البحرين في القمة العربية حظيت بترحيب عربي ودولي كبيرروسيا تعتبر البحرين شريكاً موثوقاً ذَا مكانة بالعالَمين العربي والإسلاميمبادرات البحرين في القمة العربية حظيت بترحيب عربي ودولي كبيرتكتسب زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم الحالية لجمهورية روسيا الاتحادية أهمية كبيرة، في ضوء مساعي جلالة الملك المعظم لحشد الدعم الدولي لمبادرة مملكة البحرين بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام تستضيفه المملكة برعاية الأمم المتحدة، والتي أعلنها جلالته خلال القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين في 16 مايو الجاري، وحظيت نتائجها ومبادراتها بترحيب عربي ودولي واسع.وجاءت دعوة مملكة البحرين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام كمبادرة في غاية الأهمية في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة، ومن المأمول أن تحظى بالنجاح في ظل ما تتمتع به المملكة من علاقات طيبة على المستويين الإقليمي والدولي ومع الدول الكبرى وعلى رأسها روسيا، وفي هذا الإطار تكتسب الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم رئيس الدورة الحالية للقمة العربية لروسيا أهميتها انطلاقاً من عدة عوامل جوهرية:أولا: أنها تأتي بعد أقل من أسبوع من انعقاد القمة العربية، ما يؤكد المساعي الحثيثة والجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك المعظم رئيس القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين لمتابعة نتائج القمة وحرص جلالته على تفعيلها في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة ومتصاعدة من أهمها تطورات الأوضاع المأساوية في قطاع غزة والتي تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر وتلقى بتداعياتها على الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط بأكمله. وهي تأتي في سياق الاتصالات المكثفة والمشاورات المستمرة التي قام وما زال يقوم بها جلالة الملك المعظم، تجاه هذه القضية ولدعم القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني.ثانياً: تأتي زيارة جلالة الملك المعظم لروسيا كأول زيارة خارجية رسمية لجلالته بعد القمة العربية لتؤكد حكمة سياسية كبيرة كون روسيا تعد من أكثر الأطراف الداعمة للمواقف والقضايا العربية على الساحة الدولية وفي المحافل والاجتماعات الاممية، فضلاً على ما يجمع بين مملكة البحرين وروسيا من تناغم في المواقف ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية والدولية.ثالثا: تكتسب الزيارة أهميتها كذلك من كونها تملك كل مقومات النجاح في ضوء ما يحظى به البلدان من ثقل كبير على الساحة الدولية، وما لهما من دور محوري مهم في حفظ أمن واستقرار المنطقة والعالم، وذلك بالنظر إلى ما تملكه كل من البحرين وروسيا من علاقات واسعة وجيدة ومثمرة مع دول العالم وفي أوساط المنظمات الدولية. والتوافق بينهما في المواقف ووجهات النظر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً على اعتزاز كلا البلدين بعلاقاتهما المشتركة والاحترام والتقدير المتبادل وعلاقات الصداقة والتفاهم بين جلالة الملك المعظم والرئيس الروسي، ففي حين تعتبر البحرين روسيا بلداً حليفاً وصديقاً وطرفاً دولياً مؤثراً في السلم والأمن الإقليمي والدولي، كذلك ترى روسيا في مملكة البحرين شريكاً موثوقاً يحظى بالثقة والتقدير باعتبارها دولة محورية فى منطقة الخليج العربي وفي العالمين العربي والإسلامي بالنظر إلى السياسة الخارجية المتزنة التي تنتهجها المملكة والقائمة على احترام قيم التعايش والتسامح ومساعيها الدائمة لحل النزاعات وتعزيز الاستقرار في المنطقة.وفي ضوء ما تقدم، من المنتظر أن تسفر المباحثات التي سيجريها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوصل إلى تفاهمات ورؤى ونتائج مثمرة إزاء التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة والعالم، والنظر في حلول لها ومنها دعم مبادرة جلالة الملك المعظم بعقد مؤتمر دولي للسلام تستضيفه مملكة البحرين برعاية الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدعم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ولا شك أن العلاقات الوطيدة التي تجمع بين جلالة الملك المعظم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكافة زعماء العالم تعد الضمانة الكبرى لتفعيل وإنجاح مبادرة مملكة البحرين للسلام.