محمد الرشيدات
لا بُدّ لصفحات التاريخ ومن باب الإنصاف أن تمنح البحرين حقها بين سطور الكتاب الذي يحتويها لتسرد بواقعية وبعيداً عن المجاملة ذلك الدور المسؤول الذي تسارع نحو القيام به على الدوام أرض الخلود والسلام بالأقوال وبالأفعال، المتمثّل بالدفاع عن قضايا الأمّة وتوحيد الجهود العربية المشتركة من أجل التغلّب على متنوّع التحديات التي قد تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وأخرى عالمية سرعان ما تطفو على السطح بين الفينة والأخرى محدثةً اختلالاً كبيراً في كل مجال من مجالات الحياة المختلفة، ولعلّ من أهمّها الأمن الإقليمي.
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم وفي عديد المناسبات الرسمية دائماً ما تفعّل خطاباته السديدة بعيدة النظر مكانة البحرين على خارطة العالم أجمع، وعربياً على وجه الخصوص تأتي كلماته محمّلة بجملٍ كما هي مترابطة الفحوى والمضمون، أيضاً تكون محمّلة برسائل عظيمة لا تخرج عن دائرة التعاليم والقيم الإسلامية النبيلة، بقوامها المعتدل والوسطي، وبروح عربية قومية تليق بالحضارات العربية رُقيّاً وشمولاً.
ففي العام 2009 وخلال مؤتمر القمة العربية في دورتها العادية الحادية و العشرين التي عُقِدت في العاصمة القطرية الدوحة، أشار عاهل البلاد المعظّم إلى حتمية الحفاظ على قوة النسيج العربي والإبقاء على دوره المحوري الرائد وفق أسس واقعية تصالحية، تعكس إرادة مخلصة للنهوض بالأمّة العربية، ويُعزز وحدتها، ويحقق آمال وتطلعات شعوبها، منوّهاً إلى ضرورة الحفاظ على ما تمتلكه المنطقة من تراث عريق، من القيم والمبادئ الحضارية، التي تصنع كل تقدم ورقي ونماء.
كذلك وعلى سبيل الذكر لا الحصر، وعبر أعمال القمّة العربية التي استضافتها الدوحة أيضاً وتحديداً في العام 2013، شدّد جلالة الملك المعظّم على تفعيل العمل العربي المشترك، وزيادة أفق التفاهمات الاقتصادية، ودعم رؤى الشباب العربي لصنع مستقبل أكثر إشراقاً، فضلاً عن الدفاع عن حقوق ومكتسبات الشعوب العربية للعيش بسلام ورخاء، مؤكّداً على حتمية أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملةً ومساندة آماله وتطلعاته في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي ذات القمّة ركّز جلالته على أهمية العمل بوحدة الصف العربي المتماسك لدرء خطر التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى جانب تسوية القضايا العربية العالقة كالقضيتين السورية واليمنية، لعودة الاستقرار والأمن إليهما كما كان.
وفي الدورة العادية السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية عام 2015، أكّد صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظّم خلال كلمته على الدور الذي تلعبه جمهورية مصر العربية في الدفاع عن قضايا الأمّة ومساندتها، لافتاً إلى أهمية إعادة الشرعية والاستقرار باليمن الشقيق، ورافضاً في الوقت ذاته انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط من جانب، وجميع أشكال التطرّف الفكري والتشدّد المذهبي، وانتشار الإرهاب بصوره كافّة من جانب آخر.
في كلمته أيضاً، استبق جلالته التنويه والتأكيد على وقف الممارسات أحادية الجانب من قبل إسرائيل، ووضع حد للتمدد الاستيطاني في الضفّة الغربية، إضافة إلى رفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزّة، معرّجاً إلى أحقية دولة الإمارات في جزرها الثلاث، وإلى وجوب إنهاء حالة الصراعات التي تقطن أركان دول عربية ذات أهمية كمثل ليبيا والعراق وسوريا كذلك.
الدورة السابعةُ والعشرون لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي أُقيمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط سنة 2016، أناب جلالته سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك، قبل أن يصبح الممثّل الخاص لعاهل البلاد المعظّم لإلقاء كلمته نيابة عنه، والتي تمحورت حول ضرورة التمسّك بموقف عربي حازم على المستويات السياسية والأمنية والقضائية والإعلامية كافّة للوقوف في وجه الإرهاب وتجفيف منابعه، واعتراض الخطابات والرسائل الإعلامية المغرضة التي تعترض تماسك الأمة العربية ووحدتها.
ولا بُدّ كذلك أن تحتل القضية الفلسطينية الحيّز الأوفر من خطاب جلالته ويُعاود التذكير بضرورة تكثيف المساعي الدبلوماسية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق والتمسّك بالأمل الذي لطالما طال انتظاره في إحلال السلام العادل والشامل الذي يُعيدُ الحقوق لأصحابها.
القمّة العربية في عمّان 2017 في دورتها الثامنة والعشرين، تأكيد وراء تأكيد يتضمّنه خطاب جلالته على أنه لا يحقّ لأي دولة التدخّل في شؤون دول الجوار، كمثل التدخلات الإيرانية ومساعيها المستمرة في نشر الفتنة واستهداف استقرار البلدان التي تدأب لتكوين علاقات صداقة معها، مشدداً في خطابه هذا على وجوب محاباة المنطق وإيجاد الخطط والحلول المناسبة لوقف حالة عدم الاستقرار في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، ليعود جلالته أيضاً إلى إبداء الإشارة الملحّة التي لا يمكن أن تغيب عن سطور كلماته السامية المتعلّقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي الفلسطينية، وحثّ تل أبيب الالتزام بالقرارات ومبادرات الشرعية الدولية.
فضلاً عمّا سبق ذكره، أبدى جلالته كذلك، رغبته الشديدة في وضع استراتيجيات عمل متكاملة تُقوّي أوجه ومجالات التعاون والتكامل بين الدول العربية لاستدامة التنمية الشاملة فيها، من نافذة العديد من المشاريع المعنية بقطاعات الطاقة، والنقل، والمواصلات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والأمن الغذائي، والرعاية الصحيّة، والبيئة، وضرورة تكاتف الجهود للاستثمار في الطاقة المتجددة وتنويع مصادرها وغيرها الكثير.
قمة الظهران بالمملكة العربية السعودية الشقيقة في دورتها العادية التاسعة والعشرين 2018، بيّن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم الأدوات والمساعي الحثيثة الكفيلة بإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية ككل، وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية المصالح وحفظ الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة برمّتها، ليطالب المجتمع الدولي في الوقت ذاته بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية في المنطقة والعالم التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية، ولعل في مقدّمتها قضية العرب المركزية الأولى "القضية الفلسطينية".
تونس وفي العام 2019 كانت هي الأخرى على موعد مع احتضان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة بدورته العادية الثلاثين، والتي شهدت أيضاً كلمة لجلالة الملك المعظّم ألقاها بالنيابة عنه سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أكّد فيها على توحيد الصف العربي وتبنّي آليات عمل مشتركة تستهدف تطوير التعليم والاقتصاد وصيانة الأمن والاستقرار، قبل أن يستعرض أبرز التحديات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها العديد من الأقطار العربية، فضلا عمّا ركّزت عليه الكلمة من ضرورة ملحّة تقتضي الحفاظ على الأمن القومي العربي والوقوف صفّاً واحداً بوجه الإرهاب والتنظيمات المغذّية له، والتي تزهق ممارساتها وأفعالها المُشينة العديد من أرواح المدنيين وذلك باسم الإسلام، والإسلام براء منها.
وبعد توقف دام سنيتن بسبب جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وحالت دون استمرار تنظيم اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة، أعلنت الجزائر استضافتها لأعمال القمّة العربية بدورتها العادية الحادية والثلاثين عام 2022، وهنا جاءت كلمة جلالة الملك المعظّم متضمّنة لإشارات بالجملة تركّزت حول سرعة العمل للوصول بالتنسيق والتعاون العربي العربي الثنائي والجماعي لأعلى مستوياته في ظل الاتفاقيات والمعاهدات التي تؤطرها جامعة الدول العربي وميثاقها لمواجهة التحديات المشتركة والخروج من الأزمات والظروف التي تحاصر الوطن العربي، والتشديد على التنسيق والتضامن ووحدة الصف لإنهاء المشكلات المتعلقة بالأمن الغذائي والطاقة والمياه وانتشار الأوبئة والأمن السيبراني، والوقوف في وجه مختلف أعمال القرصنة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، وحماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط وسبل التجارة العالمية، وعطفاً على ذلك، التصدي للمتغيرات المناخية ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بالحفاظ على البيئة بجميع أشكالها.
أخيراً وليس آخراً، ومن بوابة القمّة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية وبشكل استثنائي كانت قد احتضنتها الرياض في شهر نوفمبر من العام الماضي، نتيجة للأوضاع الحاصلة في غزّة والوقوف على تبعات حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على القطاع مخلّفة آلاف الشهداء والمصابين من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، جاءت كلمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم شديدة اللهجة لإيقاف ما يتعرّض له الفلسطينيون من عملية عسكرية تحصد أرواحاً بالجملة، وأدت إلى نزوح ملايين الأشخاص، ليأتي جلالته بمطلب يتمحور حول ضرورة تشكيل لجنة دولية طارئة ومستقلة للإشراف على تطبيق القرارات المتّخذة لضمان توفير أعلى مستويات الحماية للشعب الفلسطيني، وبالتحقيق المحايد فيما حدث ويحدث من عنف متصاعد، إلى جانب متابعة ملف الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين، ورصد وتحديد حجم الخسائر الميدانية، وذلك تمهيداً لحشد الجهود لإعادة إعمار ما دمّرته هذه الحرب.
لا بُدّ لصفحات التاريخ ومن باب الإنصاف أن تمنح البحرين حقها بين سطور الكتاب الذي يحتويها لتسرد بواقعية وبعيداً عن المجاملة ذلك الدور المسؤول الذي تسارع نحو القيام به على الدوام أرض الخلود والسلام بالأقوال وبالأفعال، المتمثّل بالدفاع عن قضايا الأمّة وتوحيد الجهود العربية المشتركة من أجل التغلّب على متنوّع التحديات التي قد تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وأخرى عالمية سرعان ما تطفو على السطح بين الفينة والأخرى محدثةً اختلالاً كبيراً في كل مجال من مجالات الحياة المختلفة، ولعلّ من أهمّها الأمن الإقليمي.
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم وفي عديد المناسبات الرسمية دائماً ما تفعّل خطاباته السديدة بعيدة النظر مكانة البحرين على خارطة العالم أجمع، وعربياً على وجه الخصوص تأتي كلماته محمّلة بجملٍ كما هي مترابطة الفحوى والمضمون، أيضاً تكون محمّلة برسائل عظيمة لا تخرج عن دائرة التعاليم والقيم الإسلامية النبيلة، بقوامها المعتدل والوسطي، وبروح عربية قومية تليق بالحضارات العربية رُقيّاً وشمولاً.
ففي العام 2009 وخلال مؤتمر القمة العربية في دورتها العادية الحادية و العشرين التي عُقِدت في العاصمة القطرية الدوحة، أشار عاهل البلاد المعظّم إلى حتمية الحفاظ على قوة النسيج العربي والإبقاء على دوره المحوري الرائد وفق أسس واقعية تصالحية، تعكس إرادة مخلصة للنهوض بالأمّة العربية، ويُعزز وحدتها، ويحقق آمال وتطلعات شعوبها، منوّهاً إلى ضرورة الحفاظ على ما تمتلكه المنطقة من تراث عريق، من القيم والمبادئ الحضارية، التي تصنع كل تقدم ورقي ونماء.
كذلك وعلى سبيل الذكر لا الحصر، وعبر أعمال القمّة العربية التي استضافتها الدوحة أيضاً وتحديداً في العام 2013، شدّد جلالة الملك المعظّم على تفعيل العمل العربي المشترك، وزيادة أفق التفاهمات الاقتصادية، ودعم رؤى الشباب العربي لصنع مستقبل أكثر إشراقاً، فضلاً عن الدفاع عن حقوق ومكتسبات الشعوب العربية للعيش بسلام ورخاء، مؤكّداً على حتمية أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملةً ومساندة آماله وتطلعاته في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي ذات القمّة ركّز جلالته على أهمية العمل بوحدة الصف العربي المتماسك لدرء خطر التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى جانب تسوية القضايا العربية العالقة كالقضيتين السورية واليمنية، لعودة الاستقرار والأمن إليهما كما كان.
وفي الدورة العادية السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية عام 2015، أكّد صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظّم خلال كلمته على الدور الذي تلعبه جمهورية مصر العربية في الدفاع عن قضايا الأمّة ومساندتها، لافتاً إلى أهمية إعادة الشرعية والاستقرار باليمن الشقيق، ورافضاً في الوقت ذاته انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط من جانب، وجميع أشكال التطرّف الفكري والتشدّد المذهبي، وانتشار الإرهاب بصوره كافّة من جانب آخر.
في كلمته أيضاً، استبق جلالته التنويه والتأكيد على وقف الممارسات أحادية الجانب من قبل إسرائيل، ووضع حد للتمدد الاستيطاني في الضفّة الغربية، إضافة إلى رفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزّة، معرّجاً إلى أحقية دولة الإمارات في جزرها الثلاث، وإلى وجوب إنهاء حالة الصراعات التي تقطن أركان دول عربية ذات أهمية كمثل ليبيا والعراق وسوريا كذلك.
الدورة السابعةُ والعشرون لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي أُقيمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط سنة 2016، أناب جلالته سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك، قبل أن يصبح الممثّل الخاص لعاهل البلاد المعظّم لإلقاء كلمته نيابة عنه، والتي تمحورت حول ضرورة التمسّك بموقف عربي حازم على المستويات السياسية والأمنية والقضائية والإعلامية كافّة للوقوف في وجه الإرهاب وتجفيف منابعه، واعتراض الخطابات والرسائل الإعلامية المغرضة التي تعترض تماسك الأمة العربية ووحدتها.
ولا بُدّ كذلك أن تحتل القضية الفلسطينية الحيّز الأوفر من خطاب جلالته ويُعاود التذكير بضرورة تكثيف المساعي الدبلوماسية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق والتمسّك بالأمل الذي لطالما طال انتظاره في إحلال السلام العادل والشامل الذي يُعيدُ الحقوق لأصحابها.
القمّة العربية في عمّان 2017 في دورتها الثامنة والعشرين، تأكيد وراء تأكيد يتضمّنه خطاب جلالته على أنه لا يحقّ لأي دولة التدخّل في شؤون دول الجوار، كمثل التدخلات الإيرانية ومساعيها المستمرة في نشر الفتنة واستهداف استقرار البلدان التي تدأب لتكوين علاقات صداقة معها، مشدداً في خطابه هذا على وجوب محاباة المنطق وإيجاد الخطط والحلول المناسبة لوقف حالة عدم الاستقرار في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، ليعود جلالته أيضاً إلى إبداء الإشارة الملحّة التي لا يمكن أن تغيب عن سطور كلماته السامية المتعلّقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي الفلسطينية، وحثّ تل أبيب الالتزام بالقرارات ومبادرات الشرعية الدولية.
فضلاً عمّا سبق ذكره، أبدى جلالته كذلك، رغبته الشديدة في وضع استراتيجيات عمل متكاملة تُقوّي أوجه ومجالات التعاون والتكامل بين الدول العربية لاستدامة التنمية الشاملة فيها، من نافذة العديد من المشاريع المعنية بقطاعات الطاقة، والنقل، والمواصلات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والأمن الغذائي، والرعاية الصحيّة، والبيئة، وضرورة تكاتف الجهود للاستثمار في الطاقة المتجددة وتنويع مصادرها وغيرها الكثير.
قمة الظهران بالمملكة العربية السعودية الشقيقة في دورتها العادية التاسعة والعشرين 2018، بيّن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم الأدوات والمساعي الحثيثة الكفيلة بإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية ككل، وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية المصالح وحفظ الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة برمّتها، ليطالب المجتمع الدولي في الوقت ذاته بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية في المنطقة والعالم التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية، ولعل في مقدّمتها قضية العرب المركزية الأولى "القضية الفلسطينية".
تونس وفي العام 2019 كانت هي الأخرى على موعد مع احتضان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة بدورته العادية الثلاثين، والتي شهدت أيضاً كلمة لجلالة الملك المعظّم ألقاها بالنيابة عنه سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أكّد فيها على توحيد الصف العربي وتبنّي آليات عمل مشتركة تستهدف تطوير التعليم والاقتصاد وصيانة الأمن والاستقرار، قبل أن يستعرض أبرز التحديات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها العديد من الأقطار العربية، فضلا عمّا ركّزت عليه الكلمة من ضرورة ملحّة تقتضي الحفاظ على الأمن القومي العربي والوقوف صفّاً واحداً بوجه الإرهاب والتنظيمات المغذّية له، والتي تزهق ممارساتها وأفعالها المُشينة العديد من أرواح المدنيين وذلك باسم الإسلام، والإسلام براء منها.
وبعد توقف دام سنيتن بسبب جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وحالت دون استمرار تنظيم اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة، أعلنت الجزائر استضافتها لأعمال القمّة العربية بدورتها العادية الحادية والثلاثين عام 2022، وهنا جاءت كلمة جلالة الملك المعظّم متضمّنة لإشارات بالجملة تركّزت حول سرعة العمل للوصول بالتنسيق والتعاون العربي العربي الثنائي والجماعي لأعلى مستوياته في ظل الاتفاقيات والمعاهدات التي تؤطرها جامعة الدول العربي وميثاقها لمواجهة التحديات المشتركة والخروج من الأزمات والظروف التي تحاصر الوطن العربي، والتشديد على التنسيق والتضامن ووحدة الصف لإنهاء المشكلات المتعلقة بالأمن الغذائي والطاقة والمياه وانتشار الأوبئة والأمن السيبراني، والوقوف في وجه مختلف أعمال القرصنة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، وحماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط وسبل التجارة العالمية، وعطفاً على ذلك، التصدي للمتغيرات المناخية ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بالحفاظ على البيئة بجميع أشكالها.
أخيراً وليس آخراً، ومن بوابة القمّة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية وبشكل استثنائي كانت قد احتضنتها الرياض في شهر نوفمبر من العام الماضي، نتيجة للأوضاع الحاصلة في غزّة والوقوف على تبعات حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على القطاع مخلّفة آلاف الشهداء والمصابين من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، جاءت كلمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم شديدة اللهجة لإيقاف ما يتعرّض له الفلسطينيون من عملية عسكرية تحصد أرواحاً بالجملة، وأدت إلى نزوح ملايين الأشخاص، ليأتي جلالته بمطلب يتمحور حول ضرورة تشكيل لجنة دولية طارئة ومستقلة للإشراف على تطبيق القرارات المتّخذة لضمان توفير أعلى مستويات الحماية للشعب الفلسطيني، وبالتحقيق المحايد فيما حدث ويحدث من عنف متصاعد، إلى جانب متابعة ملف الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين، ورصد وتحديد حجم الخسائر الميدانية، وذلك تمهيداً لحشد الجهود لإعادة إعمار ما دمّرته هذه الحرب.