أكد السيد موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أن قمة البحرين تنعقد في ظروف دولية بالغه الخطورة والتعقيد بالنسبة للعالم العربي، كما بالنسبة للقارة الأفريقية على حد سواء.
وأضاف في كلمته بافتتاح مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية الدورة العادية الثالثة والثلاثين على مستوى القمة العربية، قمة البحرين، أن الاتحاد الأفريقي منذ اللحظات الأولى ندد بشده بالدمار غير المسبوق في قطاع غزة، مؤكدًا موقف الاتحاد الأفريقي بالمطالبة بوقف الحرب وإعمال الحل السياسي المبني على مبدأ الدولتين.
وفيما يلي نص الكلمة..
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكه البحرين
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي السيد الأمين العام للجامعه العربية
السيدات والسادة
يطيب لي في البداية نيابه عن مفوضيه الاتحاد الأفريقي وبالأصالة عن نفسي التوجه بأصدق التهاني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لرئاسته الناجحة للجامعة العربية في دورتها السابقة. كما أتوجه بخالص الشكر واصدق الأماني بالتوفيق لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه على توليه رئاسة الدورة الحالية . فكلنا ثقة في أن رئاسته الميمونة ستسهم كثيرًا في الارتقاء بالعمل العربي المشترك والشراكة الأفريقية العربية ودعم أولوياتها وطموحاتها المشروعة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.
تنعقد هذه القمة في ظروف دولية بالغه الخطورة والتعقيد بالنسبة للعالم العربي، كما بالنسبة للقارة الأفريقية على حد سواء.
اننا جميعا نواجه حربا شعواء على الشعب الفلسطيني الصامد وتزداد المخاطر الهدامة للأنفس البشرية والبنية التحتية كافة بتوسيع رقعتها الى رفح، دون ان تتوقف في المناطق الاخرى من قطاع غزه.
ان الاتحاد الافريقي منذ اللحظات الاولى ندد بشده بهذا الدمار غير المسبوق في التاريخ الإنساني، كما طالبنا وما نزال نطالب بإلحاح لتضافر الجهود بفعالية من اجل وقف الحرب واعمال الحل السياسي المبني على مبدأ الدولتين المتعايشتين في سلام واحترام وسيادة وامن شعبي الفلسطيني والاسرائيل.
إن تفعيل هذا القرار الدولي الذي يحظى اليوم بالدعم الصريح للغالبية العظمى من الدول وشعوب العالم هو السبيل الوحيد لإقرار حقوق الشعب الفلسطيني وامن واستقرار المنطقة برمتها. وكل تأخير في تفعيل القرار الحصيف الوحيد هو دعم لمواصلة الكارثة لمزيد من زهق ارواح الأبرياء وسفك الدماء وتدمير كل مقومات الحياة لشعب بأكمله بصرف النظر عن كونه عبث صارخ بكل القيم والمبادئ النبيلة التي انبنت عليها الحضارة الإنسانية.
اننا في الوقت الذي نشاهد العالم نناشد العالم الضغط من اجل وقف الحرب وتضخيم الدعم الانساني نشيد بمجهودات كل الخيرين لبلوغ هذا الهدف، ونخص هنا بالذكر دولة قطر وجمهورية مصر العربية ونتمنى لهم التوفيق في مساعيهم في هذا الصدد.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
اننا في الاتحاد الافريقي لمتشبثون بمبادئ وقيم الشراكة الأفريقية العربية وبالروابط التاريخية والجغرافية والثقافية والسياسية القائمة بين عالمينا، وكذا بالاشتراك المصير الواحد بيننا.
واننا في هذا المقام لنعرب عن تقديرنا الكبير للجهود المختلفة المبذولة ولنتائجها المثمرة، بصرف النظر عن اوجه التعاون الثنائي بين الدول العربية والدول الأفريقية، فان جهود البنك الاسلامي للتنمية طيلة الخمسين سنه الماضية، وكذا البنك العربي الافريقي للتنمية وصناديق التمويل والانماء العربية، في فتره مماثله قد ساهمت بلا شك في دفع عجلات التنمية عبر القاره الأفريقية، ولكن رغم ذلك ما تزال شراكتنا تحت المستوى العاكس لطبيعة وابعاد علاقتنا.
لقد أعربت مرارا وتكرارا عن رغبتنا في تنشيط هذه الشراكة لما فيه خير شعوب ودول العالمين، ولن يفوتني ولن تفوتني فرصه سانحة الا وذكرت فيها بلا مواربة بان شركتنا في حجمها الراهن لا ترقى الى مستوى تلك العلاقات التاريخية والابعاد المختلفة.
نحن وانتم مطالبون بتلاحم حقيقي لتلاقي الخلل والنهوض بشراكتنا حول اولوياتنا في الاستثمار والبنيه التحتية والاندماج الاقتصادي والتكامل التجاري ومقاومة التدهور البيئي والاكتفاء الذاتي والتقنيات الحديثة، ولتعزيز التضامن في المحافل الدوليه حول قضايانا واهتماماتنا المشتركة.
ان الاضطرابات الشديدة في عالم اليوم لا تترك لنا عذرا في التراخي لذا فإنني ادعوكم إلى وقفة جادة على أساس إرادة سياسية اكثر تصميما وادق تخطيطا وبرمجة.
اصحاب الجلالة والسمو
إن الاوضاع في السودان والحرب المدمرة التي تدور رحاها في كل مناطقه يجب ان تتوقف فورا، وان يجلس أهل السودان في حوار مباشر بينهم بعيدا عن كل تدخل أجنبي، كما يلزم ان ندعم بجد واخلاص الاشقاء في ليبيا من اجل المصالحة الوطنية وتوحيد مؤسساتهم والمضي ببلدهم الى بر الأمان.
ان الوضع في الصومال يستدعي مضاعفه التضامن مع هذا البلد الشقيق لتحقيق النصر النهائي ضد الارهاب واعاده توحيد البلاد وتعزيز السلم والمصالحة واعادة البناء والاعمار اننا في الاتحاد الافريقي على اتم استعداد للعامل المشترك معكم بتحقيق الغايات المنشودة تلك.
اتمنى لقمتكم الغراء كل التوفيق والنجاح
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته