عمل قاضياً وخطيباً بالبحرين لمدة 40 عاماً
كان مأذوناً شرعياً وعقد 15 عقد قران في ليلة واحدة
مكتبته أوقفت مع مكتبة الشيخ عيسى
فتح مجلسه يومياً للإجابة على أسئلة المواطنين
حسن الستري "تصوير: نايف صالح"
"يعتبر جدي الشيخ عمر القاضي من أوائل البحرينيين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه من جامعة البحرين، إن لم يكن أولهم، فلا يعرف بحريني أخذ الدكتوراه قبله". هذا ما أكده حمد الشيخ، سبط الشيخ عمر القاضي، في حديثه لـ"الوطن" عن سيرة جده الذي عمل قاضياً في المحاكم الشرعية لمدة 40 عاماً.
وبين الشيخ أن جده ولد في بر فارس، وانتقل للدارسة في البصرة ومنها للأزهر، قبل أن يستقر به المقام قاضياً وخطيباً بالبحرين لمدة 40 عاماً، مؤكداً أنه خلالها كان يفتح مجلسه للمواطنين للإجابة على فتاواهم، وإجراء عقود النكاح لهم.
كما تطرق إلى مكتبته التي حرص على جمع الكتب فيها على مدار حياته، موضحاً أن أسرته أوقفت المكتبة مع مكتبة الشيخ عيسى.
حدثنا عن نشأة الشيخ؟
- الشيخ عمر بن عبدالوهاب بن عبدالرحيم بن عبدالله الشافعي، لقب بالشافعي نسبة للمذهب الشافعي المنتشر في الجانب الشرقي من الخليج، إلا أنه اشتهر بالشيخ عمر القاضي لأنه كان قاضياً بمحاكم البحرين الشرعية.
ولد في بر فارس في العام 1929 في منطقة دشتي، نشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والعلماء، والده الشيخ عبدالوهاب من مشائخ المنطقة هناك، وكذلك جده الشيخ عبدالرحيم، وأيضاً جده الثاني الشيخ عبدالله.
تربى في كنف والده الشيخ عبدالوهاب، فهو الابن الذكر الوحيد له، وتوفي والده وهو في مرحلة الشباب، ومن الطبيعي أن علماء الدين يشجعون أبناءهم لأن يكونوا من طلبة العلم.
تلقى تعليمه الابتدائي في بر فارس وتحديداً في منطقة نخل خلفان (منطقة بالقرب من لنجة) في جنوب إيران، وهي قرية صغيرة يقدر عددها بالمئات، وكانت بها مدرسة علمية على النمط القديم، وقد ذكر في سيرته الذاتية أنه تعلم على يد الشيخ أحمد نور الشيخ عبدالله وابن أخيه الشيخ العلامة عبدالله بن خنجي، واستمر في التعلم هناك 9 سنوات، ويفترض أن يكون هذا التعليم الأساسي الابتدائي والثانوي.
ماذا بعد منطقة نخل خلفان؟
- رحل للبصرة وتلقى العلم على عدد من المشايخ منهم الشيخ عبدالوهاب حسون الفضلي والشيخ عبدالمحسن أبا بطين، ولكن للأسف لا توجد تفاصيل مكتوبة عن حياته في البصرة ولا كم سنة قضاها هناك، ولكنه ذكر أن والده تكفل بنفقات إقامته في البصرة.
ثم رحل إلى مصر وانتسب لكلية الشريعة بجامعة الأزهر في 1952 وتخرج في 1956 وحصل على الشهادة العالمية (الليسانس)، وقد كانت جامعة الأزهر من الجامعات النوادر وقتها، والظاهر أن لديه شهادتي ماجستير، الأولى باللغة العربية والثانية في القضاء الشرعي.
إذ تخصص في القضاء الشرعي لمدة سنتين فحصل على الشهادة العالمية (الماجستير) في 1958. ثم التحق بتخصص التدريس بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر وحصل على إجازة التدريس (الماجستير) في 1960.
كيف جاء للبحرين؟
- خلال دراسته بالأزهر، والتقى هناك مع أول دفعة بحرينية أرسلتها الأوقاف السنية للدراسة هناك، ومنهم الشيخ أحمد المطوع، والشيخ عبدالعزيز المطوع، والشيخ عبدالله الفضالة، والشيخ عبدالله، والشيخ يوسف الصديقي. ويبدو أن معرفته هناك معهم ومزاملته لهم، هي التي دعته للاستقرار بالبحرين، كذلك أن هناك بعضاً من أهله كان موجوداً بالبحرين من الأساس. ولا نعلم بالضبط متى جاء للبحرين، ولكنه تولى القضاء عام 1964، والأرجح أنه استقر بالبحرين قبل هذا التاريخ.
متى حصل على شهادة الدكتوراه؟
- التحق رحمه الله بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر لدراسة الدكتوراه، ونتيجة لحرب أكتوبر 73 تم تأجيل مناقشة الأطروحة إلى موعد لاحق، إلا أن وفاة المشرف على رسالة الدكتوراه حالت دون الحصول عليها، ثم تم تحديد مشرف آخر على الرسالة، وفي عام 1974 حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر تخصص الحديث، وكان موضوع الأطروحة (موقف الإسلام من المعاهدات الدولية -دراسة مقارنة)، ويعتبر من أوائل البحرينيين الحاصلين على الدكتوراه من جامعة الأزهر، إن لم يكن أول بحريني، إذ لا نعرف شخصاً أخذ الدكتوراه من جامعة الأزهر قبله من البحرينيين.
كيف تولى القضاء في البحرين؟
- ليست لدينا تفاصيل عن ذلك، ولكنه تولى القضاء ابتداء من المحكمة الشرعية الثانية في 31 أكتوبر 1964 بسبب تخصصه وبسبب ندرة العلماء في ذلك الوقت في البحرين، فكان من الطبيعي أن يعرض عليه القضاء، وهي السنة التي استقر فيها في البحرين وتحديداً في منطقة الحد ثم القضيبية، ثم الجفير ثم القضيبية مرة أخرى. ثم تدرج في القضاء، إذ عُيِّن وكيلاً للمحكمة الشرعية الكبرى، ثم قاضياً بمحكمة الاستئناف العليا الشرعية في 11 أبريل 1977، واستمر بهذا المنصب إلى أن توفي سنة 2004.
ألم تواجهه صعوبات ومشاكل مع الناس بسبب توليه القضاء؟
- لا يوجد لدينا تفاصيل حول هذا الموضوع، ولكنه اشتهر بالفتيا وسماحته وانتهاجه المنهج الوسطي، وكان يقصده الناس للتقاضي وحل المشاكل. كان معروفاً بتسامحه ولينه مع جميع الناس وكان صارماً في قول الحق ولا تأخذه لومة لائم ومع ذلك كان يحكم بين الناس بالتيسير والتسهيل، وكان مرجعاً في الإفتاء والقضاء.
حدثنا عن مكتبة الشيخ؟
- كنت بالمرحلة الثانوية والإعدادية أزورها، وهي ضخمة، ويزورها كثيرون للاطلاع على المراجع الموجودة فيها، تحتوي مكتبته على المئات من أمهات الكتب المتخصصة في الفقه والحديث والتفسير وعلوم اللغة والتاريخ والأدب، ولديه الكثير من الكتب في الفقه الجعفري، كان يشتريها من البحرين ومن السعودية ومن مكة وغيرها، وكان رحمه الله شغوفاً بشراء الكتب حيث كان لا يسافر إلى أي بلد دون شراء عدة كتب للمطالعة والقراءة، وكان يقرأ يومياً في مجلسه العامر حيث كان مجلسه مفتوحاً للجميع وخاصة أصدقاءه وزواره، وكان يخصص يومياً من ساعة إلى ساعتين للقراءة والمطالعة وكان شغوفاً بحب العلم والتعلم لغاية آخر عمره. كما لديه عدد من المخطوطات القديمة والنادرة بعضها يصل إلى 400 سنة باللغة العربية والفارسية، وبعضها من كتابته، وعمر بعضها يقدر بـ300 سنة. للأسف لم تخدم هذه المخطوطات، وحالياً الورثة أوقفوا هذه المكتبة مع مكتبة الشيخ عيسى، ونأمل أن يسمح لنا الزمن بتحقيق الكتب.
ماذا عن دور مجلسه الاجتماعي؟
- كان مجلسه مفتوحاً للجميع في شهر رمضان وخاصة لطالبي الفتوى والسمر معه، وهناك كثيرون يقصدونه لإجراء عقد النكاح، حيث كان رحمه الله مأذوناً شرعياً منذ تاريخ تعيينه كقاضٍ ولغاية آخر عمره، وعقد أكثر من 2000 عقد نكاح، وأذكر أنه في ليلة واحدة عقد 15 عقد نكاح، فقد كان يقصده البحرينيون وغيرهم. وكان دائم التبسم بشوشاً مرحباً بضيوفه بصدر رحب، وكان يعقد في مجلسه مجالس للافتاح والرد على السائلين وخاصة في الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية. وكان رحمه الله يسعى دائماً لحل ذات البين فكان الناس في مجلسه دائماً ما يأتون لحل مشاكلهم العائلية والشخصية.
هل كان خطيباً بجوامع البحرين؟
- خطب في عدد من جوامع البحرين، ومنها جامع الشيخ حمد بالمحرق، وفي بعض الأوقات كان يخطب في جامع جمعية الإصلاح. ولدينا ملف متكامل يحتوي على خطبه وفي البال طباعة خطبه.
هل ترك عدداً من المؤلفات؟
- له عدد من المؤلفات، بعضها غير مطبوع، كمقالات ودروس، ومما تحصلنا عليه وسمعنا به هو رسالة الإسراء والمعراج، وموقف الإسلام من المعاهدات الدولية -دراسة مقارنة (رسالة الدكتوراه) وهي مطبوعة، وتفسير القرآن الكريم باللغة الفارسية (لم يكتمل ولم يطبع بعد)، وهو تفسير نادر، إضافة إلى عدد من المخطوطات غير المطبوعة باللغتين العربية والفارسية.
هل كان له دور في الرقابة الشرعية على البنوك؟
- لم يتخصص في المصارف الإسلامية، بل تخصص في القضاء الشرعي، ولذلك أغلب فتاواه في قضايا الأحوال الشخصية وحل المشاكل.
من هم أبرز تلامذته؟
- لم تكن لديه حلقات تدريس، لكن كان مجلسه مفتوحاً لاستقبال الفتاوى والإجابة عليها.
ما هي هوايات الشيخ؟
- كان يهوى القراءة ومطالعة الكتب الشرعية والتاريخ والأدب والشعر، وكان يحب السفر خصوصاً في فترة الإجازات، وكان دائم التردد على مصر وسوريا.
حدثنا عن قصص وطرائف في حياته؟
- كان رحمه الله خطيباً في جامعة الشيخ حمد بالمحرق، وبعد انتهاء خطبته ذهب مع أحد المصلين قرابة أكثر من ساعة، ومن ثم عاد وأخبرنا بأن أحد المصلين لديه مشكلة مع زوجته، وذهب معه في محاولة لإصلاح ذات البين.
حدثنا عن أسرته؟
- تزوج من ثلاث نساء، ولديه 7 من البنات وولدان، وإلى الآن لديه 26 حفيداً.
متى توفي الشيخ؟
- توفي في سوريا بينما كان مسافراً في إجازته، وذلك بتاريخ 28 يناير 2004 (6 ذي الحجة 1424هـ) عن عمر 75 عاماً، ودفن في مقبرة المنامة رحمه الله تعالى.
كان مأذوناً شرعياً وعقد 15 عقد قران في ليلة واحدة
مكتبته أوقفت مع مكتبة الشيخ عيسى
فتح مجلسه يومياً للإجابة على أسئلة المواطنين
حسن الستري "تصوير: نايف صالح"
"يعتبر جدي الشيخ عمر القاضي من أوائل البحرينيين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه من جامعة البحرين، إن لم يكن أولهم، فلا يعرف بحريني أخذ الدكتوراه قبله". هذا ما أكده حمد الشيخ، سبط الشيخ عمر القاضي، في حديثه لـ"الوطن" عن سيرة جده الذي عمل قاضياً في المحاكم الشرعية لمدة 40 عاماً.
وبين الشيخ أن جده ولد في بر فارس، وانتقل للدارسة في البصرة ومنها للأزهر، قبل أن يستقر به المقام قاضياً وخطيباً بالبحرين لمدة 40 عاماً، مؤكداً أنه خلالها كان يفتح مجلسه للمواطنين للإجابة على فتاواهم، وإجراء عقود النكاح لهم.
كما تطرق إلى مكتبته التي حرص على جمع الكتب فيها على مدار حياته، موضحاً أن أسرته أوقفت المكتبة مع مكتبة الشيخ عيسى.
حدثنا عن نشأة الشيخ؟
- الشيخ عمر بن عبدالوهاب بن عبدالرحيم بن عبدالله الشافعي، لقب بالشافعي نسبة للمذهب الشافعي المنتشر في الجانب الشرقي من الخليج، إلا أنه اشتهر بالشيخ عمر القاضي لأنه كان قاضياً بمحاكم البحرين الشرعية.
ولد في بر فارس في العام 1929 في منطقة دشتي، نشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والعلماء، والده الشيخ عبدالوهاب من مشائخ المنطقة هناك، وكذلك جده الشيخ عبدالرحيم، وأيضاً جده الثاني الشيخ عبدالله.
تربى في كنف والده الشيخ عبدالوهاب، فهو الابن الذكر الوحيد له، وتوفي والده وهو في مرحلة الشباب، ومن الطبيعي أن علماء الدين يشجعون أبناءهم لأن يكونوا من طلبة العلم.
تلقى تعليمه الابتدائي في بر فارس وتحديداً في منطقة نخل خلفان (منطقة بالقرب من لنجة) في جنوب إيران، وهي قرية صغيرة يقدر عددها بالمئات، وكانت بها مدرسة علمية على النمط القديم، وقد ذكر في سيرته الذاتية أنه تعلم على يد الشيخ أحمد نور الشيخ عبدالله وابن أخيه الشيخ العلامة عبدالله بن خنجي، واستمر في التعلم هناك 9 سنوات، ويفترض أن يكون هذا التعليم الأساسي الابتدائي والثانوي.
ماذا بعد منطقة نخل خلفان؟
- رحل للبصرة وتلقى العلم على عدد من المشايخ منهم الشيخ عبدالوهاب حسون الفضلي والشيخ عبدالمحسن أبا بطين، ولكن للأسف لا توجد تفاصيل مكتوبة عن حياته في البصرة ولا كم سنة قضاها هناك، ولكنه ذكر أن والده تكفل بنفقات إقامته في البصرة.
ثم رحل إلى مصر وانتسب لكلية الشريعة بجامعة الأزهر في 1952 وتخرج في 1956 وحصل على الشهادة العالمية (الليسانس)، وقد كانت جامعة الأزهر من الجامعات النوادر وقتها، والظاهر أن لديه شهادتي ماجستير، الأولى باللغة العربية والثانية في القضاء الشرعي.
إذ تخصص في القضاء الشرعي لمدة سنتين فحصل على الشهادة العالمية (الماجستير) في 1958. ثم التحق بتخصص التدريس بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر وحصل على إجازة التدريس (الماجستير) في 1960.
كيف جاء للبحرين؟
- خلال دراسته بالأزهر، والتقى هناك مع أول دفعة بحرينية أرسلتها الأوقاف السنية للدراسة هناك، ومنهم الشيخ أحمد المطوع، والشيخ عبدالعزيز المطوع، والشيخ عبدالله الفضالة، والشيخ عبدالله، والشيخ يوسف الصديقي. ويبدو أن معرفته هناك معهم ومزاملته لهم، هي التي دعته للاستقرار بالبحرين، كذلك أن هناك بعضاً من أهله كان موجوداً بالبحرين من الأساس. ولا نعلم بالضبط متى جاء للبحرين، ولكنه تولى القضاء عام 1964، والأرجح أنه استقر بالبحرين قبل هذا التاريخ.
متى حصل على شهادة الدكتوراه؟
- التحق رحمه الله بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر لدراسة الدكتوراه، ونتيجة لحرب أكتوبر 73 تم تأجيل مناقشة الأطروحة إلى موعد لاحق، إلا أن وفاة المشرف على رسالة الدكتوراه حالت دون الحصول عليها، ثم تم تحديد مشرف آخر على الرسالة، وفي عام 1974 حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر تخصص الحديث، وكان موضوع الأطروحة (موقف الإسلام من المعاهدات الدولية -دراسة مقارنة)، ويعتبر من أوائل البحرينيين الحاصلين على الدكتوراه من جامعة الأزهر، إن لم يكن أول بحريني، إذ لا نعرف شخصاً أخذ الدكتوراه من جامعة الأزهر قبله من البحرينيين.
كيف تولى القضاء في البحرين؟
- ليست لدينا تفاصيل عن ذلك، ولكنه تولى القضاء ابتداء من المحكمة الشرعية الثانية في 31 أكتوبر 1964 بسبب تخصصه وبسبب ندرة العلماء في ذلك الوقت في البحرين، فكان من الطبيعي أن يعرض عليه القضاء، وهي السنة التي استقر فيها في البحرين وتحديداً في منطقة الحد ثم القضيبية، ثم الجفير ثم القضيبية مرة أخرى. ثم تدرج في القضاء، إذ عُيِّن وكيلاً للمحكمة الشرعية الكبرى، ثم قاضياً بمحكمة الاستئناف العليا الشرعية في 11 أبريل 1977، واستمر بهذا المنصب إلى أن توفي سنة 2004.
ألم تواجهه صعوبات ومشاكل مع الناس بسبب توليه القضاء؟
- لا يوجد لدينا تفاصيل حول هذا الموضوع، ولكنه اشتهر بالفتيا وسماحته وانتهاجه المنهج الوسطي، وكان يقصده الناس للتقاضي وحل المشاكل. كان معروفاً بتسامحه ولينه مع جميع الناس وكان صارماً في قول الحق ولا تأخذه لومة لائم ومع ذلك كان يحكم بين الناس بالتيسير والتسهيل، وكان مرجعاً في الإفتاء والقضاء.
حدثنا عن مكتبة الشيخ؟
- كنت بالمرحلة الثانوية والإعدادية أزورها، وهي ضخمة، ويزورها كثيرون للاطلاع على المراجع الموجودة فيها، تحتوي مكتبته على المئات من أمهات الكتب المتخصصة في الفقه والحديث والتفسير وعلوم اللغة والتاريخ والأدب، ولديه الكثير من الكتب في الفقه الجعفري، كان يشتريها من البحرين ومن السعودية ومن مكة وغيرها، وكان رحمه الله شغوفاً بشراء الكتب حيث كان لا يسافر إلى أي بلد دون شراء عدة كتب للمطالعة والقراءة، وكان يقرأ يومياً في مجلسه العامر حيث كان مجلسه مفتوحاً للجميع وخاصة أصدقاءه وزواره، وكان يخصص يومياً من ساعة إلى ساعتين للقراءة والمطالعة وكان شغوفاً بحب العلم والتعلم لغاية آخر عمره. كما لديه عدد من المخطوطات القديمة والنادرة بعضها يصل إلى 400 سنة باللغة العربية والفارسية، وبعضها من كتابته، وعمر بعضها يقدر بـ300 سنة. للأسف لم تخدم هذه المخطوطات، وحالياً الورثة أوقفوا هذه المكتبة مع مكتبة الشيخ عيسى، ونأمل أن يسمح لنا الزمن بتحقيق الكتب.
ماذا عن دور مجلسه الاجتماعي؟
- كان مجلسه مفتوحاً للجميع في شهر رمضان وخاصة لطالبي الفتوى والسمر معه، وهناك كثيرون يقصدونه لإجراء عقد النكاح، حيث كان رحمه الله مأذوناً شرعياً منذ تاريخ تعيينه كقاضٍ ولغاية آخر عمره، وعقد أكثر من 2000 عقد نكاح، وأذكر أنه في ليلة واحدة عقد 15 عقد نكاح، فقد كان يقصده البحرينيون وغيرهم. وكان دائم التبسم بشوشاً مرحباً بضيوفه بصدر رحب، وكان يعقد في مجلسه مجالس للافتاح والرد على السائلين وخاصة في الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية. وكان رحمه الله يسعى دائماً لحل ذات البين فكان الناس في مجلسه دائماً ما يأتون لحل مشاكلهم العائلية والشخصية.
هل كان خطيباً بجوامع البحرين؟
- خطب في عدد من جوامع البحرين، ومنها جامع الشيخ حمد بالمحرق، وفي بعض الأوقات كان يخطب في جامع جمعية الإصلاح. ولدينا ملف متكامل يحتوي على خطبه وفي البال طباعة خطبه.
هل ترك عدداً من المؤلفات؟
- له عدد من المؤلفات، بعضها غير مطبوع، كمقالات ودروس، ومما تحصلنا عليه وسمعنا به هو رسالة الإسراء والمعراج، وموقف الإسلام من المعاهدات الدولية -دراسة مقارنة (رسالة الدكتوراه) وهي مطبوعة، وتفسير القرآن الكريم باللغة الفارسية (لم يكتمل ولم يطبع بعد)، وهو تفسير نادر، إضافة إلى عدد من المخطوطات غير المطبوعة باللغتين العربية والفارسية.
هل كان له دور في الرقابة الشرعية على البنوك؟
- لم يتخصص في المصارف الإسلامية، بل تخصص في القضاء الشرعي، ولذلك أغلب فتاواه في قضايا الأحوال الشخصية وحل المشاكل.
من هم أبرز تلامذته؟
- لم تكن لديه حلقات تدريس، لكن كان مجلسه مفتوحاً لاستقبال الفتاوى والإجابة عليها.
ما هي هوايات الشيخ؟
- كان يهوى القراءة ومطالعة الكتب الشرعية والتاريخ والأدب والشعر، وكان يحب السفر خصوصاً في فترة الإجازات، وكان دائم التردد على مصر وسوريا.
حدثنا عن قصص وطرائف في حياته؟
- كان رحمه الله خطيباً في جامعة الشيخ حمد بالمحرق، وبعد انتهاء خطبته ذهب مع أحد المصلين قرابة أكثر من ساعة، ومن ثم عاد وأخبرنا بأن أحد المصلين لديه مشكلة مع زوجته، وذهب معه في محاولة لإصلاح ذات البين.
حدثنا عن أسرته؟
- تزوج من ثلاث نساء، ولديه 7 من البنات وولدان، وإلى الآن لديه 26 حفيداً.
متى توفي الشيخ؟
- توفي في سوريا بينما كان مسافراً في إجازته، وذلك بتاريخ 28 يناير 2004 (6 ذي الحجة 1424هـ) عن عمر 75 عاماً، ودفن في مقبرة المنامة رحمه الله تعالى.