كثيراً ما نسمع عبارة « الإعلام الرياضي شريك أساسي في مسيرة المنظومة الرياضية « وهي عبارة واقعية بالنظر إلى أهمية دور الإعلام في كل جانب من جوانب التطوير والترويج، ولكننا عندما نعود إلى الواقع لا نجد تفعيلاً عملياً لهذه العبارة في جل مشاركاتنا الرياضية سواء أكانت على مستوى المنتخبات الوطنية أم على مستوى مشاركات الأندية الخارجية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام متكررة عن سبب موانع تغييب الإعلام الرياضي عن هذه المشاركات التي غالباً ما تتم متابعتها باجتهادات فردية عبر التواصل مع إداريي البعثات أو الاعتماد على دور المنسقين الإعلاميين المرافقين لتلك البعثات، وهو ما يتناقض مع شعار الشراكة الأساسية للإعلام الرياضي.

في أكثر من مناسبة مع المسؤولين الرياضيين تم طرح هذا التساؤل، ولعل آخر هذه المناسبات اللقاء الذي عُقد مؤخراً بمبنى الهيئة العامة للرياضة بين نخبة من الإعلاميين والصحافين الرياضين مع الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة الدكتور عبدالرحمن عسكر، والذي كان يدور حول محور تفعيل الشراكة الإعلامية، وفي مقدمتها إلزام الأندية والاتحادات الرياضية بتخصيص مقاعد للإعلاميين من صحافيين ومصورين ضمن بعثاتهم في المشاركات الخارجية.

مشاركات الرياضة البحرينية الخارجية توسعت بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه في السابق، بينما تقلصت قوائم الوفود الإعلامية إلى حد الغياب الكامل كما هو الحال اليوم.

مشاركات بحرينية عالمية في بطولة العالم لألعاب القوى في «بودابست» لا نعلم عن دور أبطالنا وبطلاتنا إلا ما نشاهده عبر التلفاز، بالإضافة إلى مشاركتين خارجيتين لمنتخبات الكرة الطائرة في كل من جدة وطهران نقرأ ونتابع أخبارهما عبر اجتهادات بعض الزملاء المحررين في الصحف المحلية بتواصلهم مع الإداريين المتواجدين في قلب الحدث، وكذلك الحال بالنسبة لمنتخبات كرة القدم الوطنية والأولمبية المتواجدة في الخارج، وقبل ذلك كنا قد تابعنا إنجازات منتخبات كرة الطاولة في البطولة العربية بالعراق وكرة السلة في التصفيات الآسيوية في دمشق بنفس الأسلوب البعيد عن المهنية الصحافية.

إذاً، أين الشراكة الفعلية للإعلام الرياضي التي نتشدّق بها في كل اللقاءات والمؤتمرات؟!

هل هي مجرد شعارات لملء الفراغ، أم أن هناك عوائق وموانع تحول دون تفعيل هذا الشعار على أرض الواقع؟

نعلم جيداً بأن تفعيل هذا الشعار يحتاج إلى تعاون وتنسيق بين الهيئات الرياضية من جهة ووزارة شؤون الإعلام ودور النشر الرسمية من جهة أخرى، وأن مثل هذا المطلب ليس بالجديد فقد سبق لنا طرحه مراراً وتكراراً، والأمل كل الأمل أن تتحرك هذه الأطراف بإيجابية لتفعيل دور هذه الشراكة التي تمثل ركناً أساسياً من أركان التطوير والترويج، خصوصاً وأننا على أبواب مشاركات هامة بدءاً من الألعاب الآسيوية في الصين ونهائيات أمم آسيا لكرة القدم في الدوحة، ومن بعدها بطولة كأس الخليج بالكويت وتصفيات كأس العالم لكرة القدم وغيرها من قادم المشاركات الرياضية الخارجية.