نحن الآن نعيش في شهور الصيف الحارة حيث يلجأ الكثيرون إلى الهروب من حرارة الجو إلى برك السباحة المنتشرة في البلاد والتي تتراوح أسعار تأجير بركها بين مائة ومائة وخمسين ديناراً لليوم الواحد.

وعندما كنا صغاراً كنا نلجأ في شهور الصيف إلى الاستحمام في البحر وكنا نبتعد عن الساحل قليلاً حتى تخف حرارة الماء، أو أننا نلجأ إلى الذهاب إلى برك عذاري وأم شعوم وسترة لتقضية بعض الأوقات ونحن نستحم بمياهها الحلوة دون أن ندفع فلساً واحداً.

لكن هل تساءلنا ونحن نعوم في هذه البرك عن الأضرار الصحية لهذه البرك، وما يمكن أن تتركه من آثار مؤلمة على أسطح جلودنا الطرية.

فمن الضرورة بمكان أن تكون البركة التي ينوي المرء الذهاب إليها حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة وأن تكون ملتزمة بكل الاشتراطات اللازمة للسلامة والصحة. فمن مخاطر وأضرار برك السباحة العدوى بالأمراض المعدية والإصابات الحركية والصعقات الكهربية، والتعرض لضربات الشمس المحرقة وحرارة الجو المرتفعة، وحوادث الغرق.

أما الأمراض التي من المحتمل الإصابة بها في برك السباحة فتتمثل في التهاب الجهاز التنفسي العلوي «الجيوب الأنفية – الأذن – الحلق»، والتهابات العينيين وخاصة الملتحمة، والتهابات الجلد بالفطريات البكتيريا والفيروسات، وتهيج الجهاز الهضمي والتعرض لنزلات معوية، والتهاب الكبد الوبائي وما نسميه نحن في البحرين أبو صفار، والحمى التيفؤئيدية، وتنتقل هذه الأمراض في برك السباحة عن طريق استخدام مياه ملوثة من مصدر غير آمن لشحن الحوض، وتلوث مياه الحوض بسبب مرتادي أحواض السباحة، واستخدام مناشف ملوثة لأشخاص وأدوات شخصية للآخرين، والسباحة ومخالطة مريض مصاب بأمراض معدية وخصوصاً أمراض العين والجلد والجهاز التنفسي «الأنف، الأذن، الحنجرة» أو مصاب بتقرحات جلدية، والالتفاف أو الاتصال بجزء ملوث مثل جدران وأرضية وأجزاء الحوض، واستخدام المرافق الصحية الملوثة وغير النظيفة، والبرك المكشوفة عرضة للتلوث بسقوط الأتربة أو الملوثات الحيوانية فيها.

ومن مواصفات بركة السباحة الصحية التي يمكن للشخص أن يمارس رياضة العوم فيها دون إصابته بأمراض معدية، أهمها أن يكون موقع الحوض بعيداً عن مصادر التلوث المباشرة أو غير المباشرة، وأن يكون مصدر المياه آمناً وصحياً ونظيفاً، وأن تشيّد جدران الحوض وأرضيته من البلاط «السيراميك»، وأن يزود الحوض بمضخات ومرشحات كافية تتناسب مع حجم المياه ومساحة الحوض، وكفاءة الإضاءة والتهوية في كل من الحوض والخدمات الأخرى، وعدم ميلان أرضية الحوض بشكل مفاجئ بل يجب أن يكون بشكل تدريجي لتفادي الترسبات، وألا تكون زوايا أطراف الحوض بشكل حاد أو خطر، وتوفير فتحات مناسبة لصرف المياه الزائدة عند مستوى معين وأخرى في القاع، وتثبت مقابض أو سلالم للاستراحة أو للخروج من الحوض على جوانبه، وأن تكون الأرضية حول الحوض مانعة من الانزلاق وسهلة التنظيف ولا تتشبع بالمياه الساقطة عليها، ويجب أن يبين العمق بعلامات واضحة على أطراف الحوض، ويجب توفير مظلات واقية من أشعة الشمس وصالات للاستراحة تتوفر فيها الاشتراطات الصحية، وتوفير أدوات للنجاة والسلامة وصندوق للإسعافات الأولية، ونظافة وسلامة دورات المياه وأماكن أخذ الدش، وسلامة التمديدات والتوصيلات الكهربائية، وتوفر أجهزة وأشخاص مدربين لقياس وإضافة المواد الكيميائية، وتثبيت لوحة إرشادية لتوعية مرتادي البركة. وحول المحافظة على صحة الأطفال في برك السباحة، يجب الدقة في اختيار برك السباحة النظيفة والصحية، والابتعاد عن السباحة في الأحواض المستخدمة بكثرة دون توقف، وأخذ حمام غزير قبل وبعد دخول الحوض، والسباحة بالملابس الخاصة بالسباحة، وعدم النزول إلى الحوض إذا كان الشخص مصاباً بالجروح والتقرحات الجلدية، والابتعاد عن العادات السيئة «كالبصق- التبول – التبرز- التدخين»، واستخدام مناشف نظيفة وغير رطبة، وغسل الأيدي بالماء والصابون بعد زيارة المرافق الصحية مع استخدام النعال الخاص للحمام، وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، وعدم ترك الأطفال بدون مرافق أو رقيب حتى في حوض السباحة لمنع الإصابات الحركية، ومراقبة الأشخاص المصابين بالصرع والربو باستمرار، وعدم القفز من مستوى عال، والامتناع عن تناول الأطعمة في بركة السباحة.

فهل استفدنا من هذه النصائح الصحية قبل حجزنا لأية بركة سباحة؟