والأرحام تعني الأقارب ذوات الرحم الواحدة ،بوصف القرآن الكريم، ذكر القرآن:(واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام)، وكانت العرب في الجاهلية تقول: أسالك الله والرحم، فلم ينكرها الإسلام على سبيل الاستعطاف عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:(قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته)، واستحبَّ الإسلام في الفضل تقديم الأرحام على غيرهم، إلا في الزواج فقد حثَّ على التغريب، والأرحام التي هي جمع الرحم تستخدم على الإطلاق بدل معناها ذوات الأرحام. القطيعة معصية لا خلاف أنَّ صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب، وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة، وصلة الرحم عند الدخول في تفصيلاتها يختلف حكمها باختلاف قدرة الواصل وحاجة الموصول، وباختلاف الشيء الذي يوصل به. كذلك يجب أنْ تراعى قدرة الواصل فإنَّ كان مقتدراً فإنه تجب عليه الصلة وإلا فلا، ولابدَّ من الانتباه إلى الشيء الذي يوصل به فهناك أشياء تكون هي محل الوجوب وهناك أشياء أخرى يكون فعلها على سبيل الاستحباب. أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أنَّ تقصير الأقرب في القيام بواجبه تجاه رحمه، لا يعفي البعيد من المسؤولية فمثلاً لو افترضنا أنَّ هناك شخص غني وله أخ فقير يحتاج إلى صلته ولهما عم غني، فهنا صلة الأخ الفقير تجب على أخيه الغني وتكون بالنسبة للعم مستحبة، ولكن لو افترضنا أنَّ الأخ الغني لم يقم بواجبه وقطع رحمه، فإنَّ العم لا يحق له أنْ يقول إنَّ صلة هذا القريب على أخيه وقد قصَّر فلا أتحمّل أنا المسؤولية، بل ينتقل الوجوب إلى العم وهكذا. ولصلة الرحم آثار تربوية، وانعكاسات تكاملية على النفس والأخلاق البشرية، وتلك الآثار السلوكية التي تنتج عن صلة الرحم والتي هي المحبّة في الأهل، وحسن الخلق، والكرم في المال، وطيب النفس، لحَريَّة بأن تساهم مساهمة فعّالة في تكوين الشخصية الاجتماعية السويّة، وتشارك في بناء الأخلاق الاجتماعية، وتمتين روابط المجتمع. صلة الرحم فطرة إنسانية الأسرة هي اللبنة الأولى لتكوين المجتمع، وهي الخلية التي تقوم بتنشئة العنصر الإنساني وتشكيل دعائم البناء الاجتماعي، وهي نقطة البدء المؤثرة في جميع مرافق المجتمع، وفي جميع مراحل حياته إيجاباً وسلباً، ولهذا أبدى الإسلام عناية خاصة بالأسرة، فوضع القواعد الأساسية في تنظيمها وضبط شؤونها من حيث علاقات أفرادها في داخلها، وعلاقاتهم مع المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه. فصلة الأرحام من السنن الإلهية المودعة في فطرة الإنسان هي الارتباط الروحي والعاطفي بأرحامه وأقاربه، وهي سُنّة ثابتة يكاد يتساوى فيها أبناء البشر، فالحبُّ المودع في القلب هو العلاقة الروحية المهيمنة على علاقات الإنسان بأقاربه، وهو قد يتفاوت تبعاً للقرب والبعد النسبي إلاّ أنّه لايتخلّف بالكلية. ولقد راعى الإسلام هذه الرابطة، ودعا إلى تعميقها في الواقع، وتحويلها إلى مَعلم منظور، وظاهرة واقعية تترجم فيه الرابطة الروحية إلى حركة سلوكية وعمل ميداني. انظروا كيف قرن الله تعالى بين التقوى وصلة الأرحام ، فقال : ( ... واتّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ بهِ والأرحامَ إنّ اللهَ كانَ عليكُم رقيباً) سورة النساء: آية رقم 1 وذكر صلة القربى في سياق أوامره بالعدل والإحسان، فقال:(إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاء ذِى القُربى وينَهى عن الفحشَاءِ والمنكرِ والبَغي يَعظُكُم لعلّكُم تَذكَّرونَ) النحل آية 90 . وبالإضافة إلى الصلة الروحية دعا إلى الصلة المادية، وجعلها مصداقاً للبرِّ، فقال تعالى: ( ولكنَّ البِرَّ مَن آمن الله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المالَ على حُبّه ذوي القُربى واليَتَامى والمسَاكِينَ وابنَ السَّبيلِ والسَّآئلينَ وفي الرقابِ وأقامَ الصَّلاةِ وءاتَى الزَّكاةَ والمُوفُونَ بِعَهدِهِم إذا عاهَدُوا والصَّابرينَ في البأسآءِ والضَّرَّآءِ وَحِينَ البأسِ أُولئِكَ الَّذينَ صَدَقُوا وأُولئكَ هُمُ المُتَّقُونَ ) البقرة : 177 . صلة الأرحام في الأحاديث النبوية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلة الأرحام في جميع الأحوال، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظاً على الأواصر والعلاقات، وترسيخاً لمبادىء الحب والتعاون والوئام. وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله )) رواه مسلم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام )) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) رواه البخاري وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أحبَّ أنْ يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)). رواه البخاري
صلة الرحم مفهوم أساسي نصَّ عليه الدين الإسلامي، والمقصود منه عدم القطيعة بين الأقارب، والحث على زيارتهم. ويعرِّف بعض الفقهاء الصلة: بالوصل، وهو ضدّ القطع، ويكون الوصل بالمعاملة نحو السلام، وطلاقة الوجه، والبشاشة، والزيارة، وبالمال، ونحوها. والرحم في الإسلام: اسم شامل لكافة الأقارب من غير تفريق بين المحارم أوالأرحام وغيرهم، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى قصر الرحم على المحارم، بل ومنهم من قصرها على الوارثين منهم، وهذا هو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد رحمهما الله، والراجح الأول.
والأرحام تعني الأقارب ذوات الرحم الواحدة ،بوصف القرآن الكريم، ذكر القرآن:(واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام)، وكانت العرب في الجاهلية تقول: أسالك الله والرحم، فلم ينكرها الإسلام على سبيل الاستعطاف عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:(قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته)، واستحبَّ الإسلام في الفضل تقديم الأرحام على غيرهم، إلا في الزواج فقد حثَّ على التغريب، والأرحام التي هي جمع الرحم تستخدم على الإطلاق بدل معناها ذوات الأرحام. القطيعة معصية لا خلاف أنَّ صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب، وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة، وصلة الرحم عند الدخول في تفصيلاتها يختلف حكمها باختلاف قدرة الواصل وحاجة الموصول، وباختلاف الشيء الذي يوصل به. كذلك يجب أنْ تراعى قدرة الواصل فإنَّ كان مقتدراً فإنه تجب عليه الصلة وإلا فلا، ولابدَّ من الانتباه إلى الشيء الذي يوصل به فهناك أشياء تكون هي محل الوجوب وهناك أشياء أخرى يكون فعلها على سبيل الاستحباب. أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أنَّ تقصير الأقرب في القيام بواجبه تجاه رحمه، لا يعفي البعيد من المسؤولية فمثلاً لو افترضنا أنَّ هناك شخص غني وله أخ فقير يحتاج إلى صلته ولهما عم غني، فهنا صلة الأخ الفقير تجب على أخيه الغني وتكون بالنسبة للعم مستحبة، ولكن لو افترضنا أنَّ الأخ الغني لم يقم بواجبه وقطع رحمه، فإنَّ العم لا يحق له أنْ يقول إنَّ صلة هذا القريب على أخيه وقد قصَّر فلا أتحمّل أنا المسؤولية، بل ينتقل الوجوب إلى العم وهكذا. ولصلة الرحم آثار تربوية، وانعكاسات تكاملية على النفس والأخلاق البشرية، وتلك الآثار السلوكية التي تنتج عن صلة الرحم والتي هي المحبّة في الأهل، وحسن الخلق، والكرم في المال، وطيب النفس، لحَريَّة بأن تساهم مساهمة فعّالة في تكوين الشخصية الاجتماعية السويّة، وتشارك في بناء الأخلاق الاجتماعية، وتمتين روابط المجتمع. صلة الرحم فطرة إنسانية الأسرة هي اللبنة الأولى لتكوين المجتمع، وهي الخلية التي تقوم بتنشئة العنصر الإنساني وتشكيل دعائم البناء الاجتماعي، وهي نقطة البدء المؤثرة في جميع مرافق المجتمع، وفي جميع مراحل حياته إيجاباً وسلباً، ولهذا أبدى الإسلام عناية خاصة بالأسرة، فوضع القواعد الأساسية في تنظيمها وضبط شؤونها من حيث علاقات أفرادها في داخلها، وعلاقاتهم مع المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه. فصلة الأرحام من السنن الإلهية المودعة في فطرة الإنسان هي الارتباط الروحي والعاطفي بأرحامه وأقاربه، وهي سُنّة ثابتة يكاد يتساوى فيها أبناء البشر، فالحبُّ المودع في القلب هو العلاقة الروحية المهيمنة على علاقات الإنسان بأقاربه، وهو قد يتفاوت تبعاً للقرب والبعد النسبي إلاّ أنّه لايتخلّف بالكلية. ولقد راعى الإسلام هذه الرابطة، ودعا إلى تعميقها في الواقع، وتحويلها إلى مَعلم منظور، وظاهرة واقعية تترجم فيه الرابطة الروحية إلى حركة سلوكية وعمل ميداني. انظروا كيف قرن الله تعالى بين التقوى وصلة الأرحام ، فقال : ( ... واتّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ بهِ والأرحامَ إنّ اللهَ كانَ عليكُم رقيباً) سورة النساء: آية رقم 1 وذكر صلة القربى في سياق أوامره بالعدل والإحسان، فقال:(إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاء ذِى القُربى وينَهى عن الفحشَاءِ والمنكرِ والبَغي يَعظُكُم لعلّكُم تَذكَّرونَ) النحل آية 90 . وبالإضافة إلى الصلة الروحية دعا إلى الصلة المادية، وجعلها مصداقاً للبرِّ، فقال تعالى: ( ولكنَّ البِرَّ مَن آمن الله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المالَ على حُبّه ذوي القُربى واليَتَامى والمسَاكِينَ وابنَ السَّبيلِ والسَّآئلينَ وفي الرقابِ وأقامَ الصَّلاةِ وءاتَى الزَّكاةَ والمُوفُونَ بِعَهدِهِم إذا عاهَدُوا والصَّابرينَ في البأسآءِ والضَّرَّآءِ وَحِينَ البأسِ أُولئِكَ الَّذينَ صَدَقُوا وأُولئكَ هُمُ المُتَّقُونَ ) البقرة : 177 . صلة الأرحام في الأحاديث النبوية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلة الأرحام في جميع الأحوال، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظاً على الأواصر والعلاقات، وترسيخاً لمبادىء الحب والتعاون والوئام. وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله )) رواه مسلم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام )) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) رواه البخاري وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أحبَّ أنْ يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)). رواه البخاري